أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - الياكل العصي مو مثل اليعدها














المزيد.....

الياكل العصي مو مثل اليعدها


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وهذه كناية عن الشكوى من المصائب، وهي تشير الى ان الذي نزلت به المصائب هو وحده الذي يقدر شدتها واذاها ، وقد قالت العرب من قبل : ليس المعزي كالثكول ، وقولهم يعرف النار جسم من عاناها ، وانهد في دار ثمامة بن اشرس حائط ، فقال له احد اصحابه : احمد الله ، فقال ثمامة : احمد الله انت ، اذ لم تفزعك هدته ولم يصبك ترابه ، ولم تغرم اجر بنائه ، واحترقت دار احدهم ، فكان كل من دخل عليه من اصحابه قال : الحريق سريع الخلف فابرموه ، فقال : مادام الحريق سريع الخلف ، فهلم نحترق اللهم احرق لنا كل شيء، وتسلل لص الى دار احدهم ، وسرق بعض مافيها ، فقال له احد اصحابه :الذنب ذنبك فانت لم تحكم اغلاق الباب، وقال الآخر الذنب ننبك لانك لم تحكم الترباس من وراء الباب، فاغتاظ الرجل وقال : ياقوم هذا كله ذنبي ، والسارق ليس له ذنب .
مااثار حفيظتي واحالني الى هذه الحكاية حين اخترت مقعدي الوثير بقرب نافذة الكية ، بعد ان حسبت حسابا دقيقا للسيطرات المبثوثة على الطرق ، وقدرت ان درجة الحرارة انفجارية ، مايؤدي الى فقدان السوائل جميعها وعندها سيكون الضغط في خبر كان ، ولذا اعددت عدتي واخترت النافذة هذا اولا وثانيا لاتمتع برؤية المناظر المخزية التي تتمتع بها العاصمة ، ولاتابع تصرفات الشعب العراقي المحروم من التبريد ، تراهم مشدودي الاعصاب متوترين لم يتمتعوا بساعة باردة ، المهم جلست صامتا كي استمع ولا اخوض مع الخائضين ، وبدأ حوار القوم باندفاع احد الرجال من الذين ضايقتهم الحرارة وهو يقول : ( كله صوجنه ، ماعرفنه نختار) فرد عليه احدهم : ( او كبل هم جان كله صوجنه ) ، بلغ الحوار ذروته وكانت التهم تكال كيلا للشعب ، احدهم ينعته بالجهل والآخر بالخنوع والثالث استشهد بخطبة تؤيد انه ينعق اي الشعب مع الناعق ولايميز بين الغث والسمين ، ودار الحديث في فلك اللصوص والمرتشين ، فلم يعد احد بريء الكل سراق والكل قتلة ، والكل باعوا ضمائرهم وراحوا يتفرجون على معاناة الشعب ، واي شعب يقصدون الناس المسحوقين جدا من الذين لايرون دفء الشتاء ولابرودة الصيف ، الآخرون كانوا يحملون هم الايام الاتية مع الصوم وانقطاع الكهرباء ، احدهم اقترح ان يتبرع المواطنون بمرتب شهر لاصلاح الكهرباء ، والآخر شكا امر اطفاله ووصفهم بالسمج المزوهر ، كل هذا الحديث والرجل الجالس قربي صامتا لم ينبس ببنت شفة حتى دخلت الى عالمه الخاص فقال : هؤلاء القوم يلومون المسروق ولم يلقوا باللوم على السارق ، وقص قضية ثمامة والرجلين الآخرين ، فحمدت الله ان رحلتي لم تكن فاشلة وقد حصدت محصولها حكاية اضعها بين يدي القراء .
وانتم الم تلاحظوا اننا لم نتعلم بعد ان نفرز بين السارق والمسروق وبين الظالم والمظلوم ، كلهم لدينا بمقاسات واحدة ، لانفرق بين من يمتلك مولدة تشغل عشرة مكيفات للهواء وبين من لايملك مروحة في داره ، وكاننا اضعنا الطريق في مساءلة اللصوص على الاقل من اين لك هذا؟ وهي قاعدة معروفة لدى شعوب الارض قاطبة فلماذا لانعمل بها لنعيد الثقة التي فقدت في الشرخ الاخلاقي الذي حدث ابان الاحتلال ، بل ان البعض مازال ينادي بحواسم اخرى وينتظر خروج الاميركان بفارغ الصبر طمعا في فوضى ثانية وليس خلاصا من الاحتلال المقيت ، كثير ممن يواسي الشعب عن بلائه ومصائبه يتطرق الى ان الشعب هذا مكتوب عليه ان يعيش الفاقة والحرمان ، وهو بلا قصد يؤسس الى شخصية ضعيفة لاتطالب بحقها ممن ظلمها وانما تكتفي بالتذمر ومعاتبة الاقدار ، لماذا لاتتمتعون بالكهرباء مثل شعوب العالم الاخرى ، فيجيب : ( حظنه اكشر ) ، ومادخل الحظ ، لماذا لاتقول ان هناك حفنة من اللصوص هم من اوصل البلد الى هذا الحال ، بعد ان تنفس الشعب هواء الحرية العليل الذي انحصر بالموبايل والستلايت وانتشار المخدرات التي صارت تزرع في العراق ، وهذا كله ينبع من اصحاب ثمامة بن اشرس من الذين يلومون المسروق ويمتدحون السارق .
عبد الله السكوتي



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هالكرسي العندك من ذوله
- ذاكرة العراق المشروخة
- رحم الله جمعه افندي
- هذا واحد من الاربعين
- الكاع وثورة تموز 58
- العطش ، العطش
- احقد من جمل
- من جلة الخيل
- امر حكومه او جاري
- اذا جان المغسّل اعور ، كول ياموتة الكشره
- هذا مو يوازيك اتبيع الجدر
- ديونّا ماوفيناها
- ناصر الاشكر وميناء امبارك
- مثل اخوة زينب ظلينه
- اليدري يدري والمايدري كضبة عدس
- اتلوا ( اكلوا ....)
- جوية العجل من ذيله
- اذا ردت اتهجج اكنس او عجج
- هاذي ماهي رمانه ، هاذي اكلوب مليانه
- زرازير النبكه


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - الياكل العصي مو مثل اليعدها