أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - العروبة والكردية وتركيا














المزيد.....

العروبة والكردية وتركيا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 02:40
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


فيما الثورة السورية الديمقراطية تقدم الدم تلو الدم والشباب السوري بكل انتماءاته ينزل إلى الشارع مطالبا بحريته, تتفرغ أقلام المعارضة لمناقشة مسائل يعتقد بعضنا أنها ملحة الآن, ومن هذه المسائل التي أثير النقاش حولها ولايزال مستمرا حتى كتابة هذه المقالة مسألة العروبة في سورية, وأعتقد جازما أن من حق كائن من كان مناقشة ما يريد, لكن الأمور هنا بدأت تأخذ أبعادا لا تخدم الثورة, وأقول للأصدقاء الاكراد, لا مؤتمر الانقاذ يمثل السوريين وثورتهم, ولا الإخوان المسلمين ولا الذين انسحبوا من من ممثلي الاكراد من المؤتمر يمثلون الساحة الكردية, وكذا الحال أيضا لا يمثل حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري الاتحاد الديمقراطي, قضية الاكراد السوريين, وهو في أسه ليس حزبا سوريا, لأن قيادته الفعلية موجودة في تركيا, وتنتمي لدولة أخرى, ومع ذلك لنعتبره حزبا أمميا, لكن موقفه في الداخل السوري ليس نابعا من حرصه على عدم عربنة الدولة السورية, بقدر ما أن أجندة قيادته الكردية التركية تقتضي فيما تقتضيه, دعم نظام الأسد. وأنا أقول هذا الكلام وكلي أسف وحزن على موقف الأصدقاء في الحزب, لهذا حركتهم الآن لا تعدو أكثر من التشويش على الثورة وسوريتها, لننتهي من هذه النقطة, وحزب العمال يرفض رفع أي علم من أي نوع كان, غير علم الحزب. لهذا موقف ال¯ "pkk" لا يصلح مثالا, ونتمنى أن يغير الحزب موقفه الفعلي, وأنا أعرف مقدار تعاطف أعضاكه السوريين مع الثورة, لكن تنظيمهم الحديدي يمنع التعبير عما يخالف تعليمات القيادة في تركيا. وسبق وقلت أن الأصدقاء في ال¯ "pkk" يلتقون في نقطة وحيدة مع الحكومة التركية وهي في المناورة من أجل استمرار الحكم في سورية, ولكل منهما رؤيته ومصالحه وتاريخية العلاقة بين الطرفين.
الحكومة التركية تعرف جيدا عمق العلاقة بين ال¯ "pkk" والنظام السوري, والجميع يعرف هذه المعلومة, والسؤال لماذا لم تعد تركيا تفتح ملف هذا الحزب مع النظام السوري? ببساطة لأن الحدود السورية التركية آمنة, ولكن لاتزال سورية قاعدة لوجستية مهمة لهذا الحزب, وهذه نقطة لا تهم الحكومة التركية كثيرا, كيف يستقيم كل هذا مع دعاة الغاء كلمة العربية من أسم الجمهورية العربية السورية?
أنا شخصيا بالنسبة لي أفضل العودة إلى اسم الجمهورية السورية قبل الوحدة عام 1958 لكن أنا لا أفهم كيف لحزب أي حزب مصر على إبقاء تمايزه الأثني الكردي عن بقية الأحزاب السورية, ثم يطالب الأثنيات الأخرى بإلغاء تمايزها الاثني? عادة من التاريخ أن يفرز محطات تكون تجربة مهمة يستفاد منها, عادة الأقليات تتجه إلى أحزاب وأيديولوجيات تكون عابرة للأكثرية, إلا في سورية الأقليات تريد الاحتفاظ بتمايزها, ولكنها تريد من الأكثرية ألغاء أي تمايز لها?! أقليات تتعامل فعالياتها مع نفسها كطوائف كما يريد النظام, وتريد من الأكثرية السنية عكس هذا التعامل, وبعض ممثلي الأقلية الكردية من 12% الى 15% من سكان سورية, أن تبقي كل رمزياتها تعبر عنها بتمايز أثني ومن دون المساهمة في إنتاج إيديولوجيات حزبية سياسية عابرة للأثني لصالح الوطني, ولكن تريد من الأكثرية العربية أن تلغي كل تمايز اثني? كيف هذا? الأمر لا يستقيم مطلقا, لهذا أقول ببساطة, إذا كانت الدولة الديمقراطية لا هوية لها من خارجها لا دينية ولا اثنية ولاحزبية شمولية, فمن باب أولى أن تكون كل التعبيرات السياسية أيضا كذلك.
عندما أطالب بالعودة إلى اسم الجمهورية السورية بدل إضفاء كلمة العربية عليها, فأنني انطلق من روح مدنية عابرة للاثنيات والطوائف من أجل انتاج أكثريات وأقليات سياسية عابرة لكل المكونات الماقبل مدنية. هناك في سورية مثلا حزب الشعب الديمقراطي في سورية, الاسم والأيديولوجية عابرة للماقبل مدني, أما أن اصر على تسمية حزبي بحزب كذا الكردي او الكردستاني واطالب الاتحاد الاشتراكي العربي مثلا بإزالة كلمة العربي من أسمه!
ما أريده لنفسي أريده للآخر, وما أريده من الآخر يجب أن أكون قادرا على أن اقدمه للآخر أيضا?
من يتحدث عن دولة مدنية عابرة للاثنيات والطوائف والأديان, عليه هو ذاته أن يكون منتميا إلى المجال السياسي للدولة المدنية هذه.
باختصار المسألة تتعلق بكيفية تبني أسم الجمهورية السورية, وما هي الأيديولوجيات التي تحكم هذا التبني? أو الأيديولوجيات التي تتبنى إضافة هوية العربية على أسم الدولة.
ومثال لو أرادت الآن الأكثرية السياسية العراقية إضافة أسم العربية على العراق, وبالتصويت ماذا سيفعل الأشقاء في كردستان العراق?
لهذا أتمنى على الأشقاء والمثقفين الاكراد مناقشة هذا الموضوع بموضوعية بعيدة عن بث لغة الاستفزاز العصبوي, وفي الدولة المدنية الديمقراطية لا شيء عسير على الحل وبوسائل ديمقراطية.
أنا ادعم مطالبكم ليس لأنها مطالبكم بل لأنها مطالبي أولا كمواطن سوري. مواطن في الجمهورية السورية ذات النظام السياسي الديمقراطي المدني..والذي من المفترض أن يكون مجتمعها السياسي بتعبيراته أيضا عابرا لكل ما قبلها.
تركيا أسمها يعبر عن اثنية الأكثرية من شعبها كما رأى مؤسسها, فهل يجب تغيير اسمها مثلا? الموقف التركي أيضا لا يحب سماع كلمة العروبة..لأنه يتعامل معنا كدول وليس كاثنية.
أما بالنسبة للأصدقاء في الإخوان المسلمين, أعتقد أنه بات من الملح والملح جدا الخروج إلى عالم مدني أرحب, والانتماء لا يحتاج إلى شكليات اسمية. الانتماء دستور وقانون ومؤسسات, وليس شعارات وخطابات.
وفي كل مرة يأتي الرفاق بمثال سويسرا, سويسرا لايوجد فيها الحزب الفرنكوفوني أو الجرماني أو الايطالي أو الروماني, كل احزابها السياسية عابرة لكل هذه الاثنيات.
دعونا بالعقل نخرج سريعا من هذا النفق... نحو سورية ديمقراطية مدنية لكل مواطنيها.
لن يصادر احد كرديتك كما لن يصادر احد عروبتك او آشوريتك...فسورية منذ مهد تاريخها عامرة بهذا التنوع.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الدولة السورية المنشودة!
- أي ذاكرة أسدية لسورية؟
- على هامش الثورة السورية..
- الثورة السورية ومنظري السلمية واللاطائفية.
- التيار الإسلامي والانتفاضة السورية
- حناجر وانامل وبخاخ...سيسقط النظام!
- عن الثورات العربية والسورية خاصة.
- حوران البداية والنهاية!
- فضاء الشارع المتظاهر
- نحن معارضة.. حماة تحت النار.
- الثورة السورية تقود المعارضة.
- ما سر التواطؤ الدولي مع النظام السوري؟ إنه العار
- حول مؤتمر المعارضين في سميراميس دمشق.
- إسرائيل تريد استمرار آل الأسد..
- -لا لحكومة منفى والتنسيقيات في الداخل هي من يحدد مستقبل سوري ...
- حرية المستحيل السوري.
- الشعب السوري يواجه العالم، تخاذل الموقف العربي.
- إلى كاتبات وكتاب الحوار المتمدن هنالك جريمة في سورية.
- ليكن الرئيس القادم سوريا مسيحيا.
- رسالة شخصية لشباب الثورة وشهداءها.


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- كلمة عمال وعاملات شركة سيكوم/سيكوميك بمناسبة اليوم العالمي ل ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ...دفاعا عن الجدل (الجزء الث ...
- صفارات الانذار تدوي في شمال فلسطين المحتلة وشمال تل أبيب وفي ...
- م.م.ن.ص // تأييد الحكم الابتدائي في حق المعتقلة السياسية سم ...
- تصاعد المواجهات بين الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان، ومق ...
- أكبر جامع في ألبانيا والبلقان.. شاهد: -نمازجاه- في تيرانا ما ...
- باكستان: مقتل أربعة من قوات الأمن بصدامات مع متظاهرين مؤيدين ...
- المستشار الألماني شولتز يقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ا ...
- مواجهات بين الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان، واستمرار إغ ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - العروبة والكردية وتركيا