أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أديب الحوراني - تغيرت الأزمان...والموت واحد!!














المزيد.....


تغيرت الأزمان...والموت واحد!!


أديب الحوراني

الحوار المتمدن-العدد: 1026 - 2004 / 11 / 23 - 09:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


تغيرت الأزمان...والموت واحد!!.
حين كان اليسار الفلسطيني(والعربي عموماً)حاملاً للواء الثورة و(ناتعاً)على ظهره شعارات كبيرة(حرب التحرير الشعبية،تحرير كامل التراب،القضاء على اسرائيل وأعوانها،دحر الرجعية،.....وغيرها)كانت طريقته في ترجمة هذه الشعارات في الواقع العملي لاتختلف كثيراً عما تطبقه (حماس)أو(الجهاد)اليوم،في مواجهتهما الدامية مع اسرائيل.
فقد اعتمدت فصائل الجبهات(الشعبية،الديمقراطية،النضال،القيادة العامة...الخ)الكفاح المسلح و(العنف الثوري)أسلوباً وحيداً أوحد في النضال .كخطف الطائرات واحتجاز الرهائن،والاغتيالات،والعمليات الانتحارية...).وكان كل ذلك يتم في ظروف دولية واقليمية ملائمة،وفي مناخ الحرب الباردة التي كانت تفرخ على الحدود مابين مصالح المعسكريين العالميين الكبيرين،تنظيمات وثورات وحركات لها أول وليس لها آخر.
وعلى عكس ماكان سائداً آنذاك،أو ماكان يراد لنا أن نصدقه،وهو أن منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل المنضوية تحت لوائها،كانت مثار إعجاب واحترام العالم أجمع.وأن العمليات(الثورية)التي كانت تقوم بها تلك الفصائل كانت موضع ترحيب وتفهم لدى دول العالم وشعوبها،باعتبارها حركة نضال وطني تطالب بحق مشروع.إلا أن منظمة التحرير فُرضت كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني،نتيجة لتوازن القوى العالمي والاقليمي،ونتيجة لدعم قوى المعسكر الاشتراكي ومنظومة دول عدم الانحياز وتشابك مصالحهما..الخ.
وفي الواقع فقد كان العالم ينظر شزراً إلى تلك العمليات المغرقة في دمويتها.والتي كانت في غالب الأحيان تطال المدنيين العزل من شيوخ ونساء وأطفال. وقد أدان العالم أجمع على سبيل المثال،عملية (أولمبيادميونخ سنة 1974)واحتجاز وقتل الرياضيين الاسرائيليين في مشهد من أفظع مشاهد (لفت نظر )العالم إلى عدالة النضال الفلسطيني!!.
وبعد الانكسار المدوي للمنظومة الشيوعية التي كانت تقدم أقصى دعم لهذه الفصائل،والتي كانت تمنع الغرب من اتخاذ أية اجراءات عملية على الصعيد العالمي للحد من عملياتها العبثية،بدأت مرحلة التراجع السريع والمهين للفصائل الفلسطينية.والتي سرعان ماتحولت بعدئذ الى تنظيمات مكتبية هزيلة ومثلومة الأظافر،وإن كانت ماتزال تطنطن بنفس الشعارات الضخمة السابقة!.
*************
ويستلم الاسلاميون الأصوليون فيما بعد لواء(ثورة حتى النصر)وشعار(بالروح والدم نفديك يافلسطين)،ويتحول لون الثورة من الأحمر إلى الأخضر،وتتكرر المأساة،ويتكرر مسلسل الدم الفلسطيني المهدور عبثاً..
ويتحول النضال الفلسطيني إلى جهاد مقدس دفاعاً عن ديننا الحنيف ،قبل أن يكون دفاعاً عن مصالح الشعب المقهور،ضد(اليهود)الملاعين،والغرب المسيحي الكافر..ويُنحر الشعب على مذبح (تحرير كامل التراب الفلسطيني)من النهر إلى البحر،وعلى وقع صيحات(الله أكبر..الله أكبر!)..فلا يسيل سوى الدم الفلسطيني الزكي من النهر إلى البحر..
وتتسارع وتيرة العمليات الانتحارية لتحصد أول ماتحصد أرواح الأطفال والمراهقين المغرر بهم،والموعودين بجنات عدن إلى جانب الأولياء والصديقين والأنبياء.

وتقود(حماس)اليوم الشارع الفلسطيني بزخم أشد مما كانت تقوده به (فتح)أو(اليسار).نظراً لتجذر وانصهار كوادرها واندماجهم مع الجماهير المتدينة أصلاً.ويتحرك الناس خلفهم مندفعين بمشاعرهم الدينية الفياضة،وبعدم احترامهم لقيادتهم (التقليدية) المشبعة بالفساد والفوضى.فاستطاعت بقيادتها للانتفاضة الثانيةأن تقضي على انجازات الانتفاضة الأولى السلمية،والتي حققت بواسطة الحجارة والاضرابات والاعتصامات،ماعجزت عن تحقيقه كل (اختطافات!) اليسار الثوري السابقة،وفذلكات وفتاوى وتفجيرات (المجاهدين في سبيل الله)اللاحقة.
**************
بعد وفاة(الختيار)،فإننا نأمل اليوم بقيادة أصيلة منتخبة ديمقراطياً،تعيد انتاج القضية الفلسطينية بشكل جديد..وتستخدم وتطور طرقاً عصرية بعيدة عن الذبح والسلخ والتفجير..وتحاول أن تبرز الطابع الوطني (السلمي) للنضال الفلسطيني..وتخلصه من الثوب الاسلامي الجهادي الدامي،عن طريق نزع أسلحة الفصائل(الجهادية)كافة..وأن تحتل، دون ابطاء،مكانها في طاولة المفاوضات..وأن تسعى إلىالتأقلم(نتيجة عدم التكافؤ في موازين القوى) مع الشروط الأمريكية المجحفة..
وبعد ذلك ،أي بعد وقف نزيف الدم الفلسطيني،ومسلسل العمليات الانتحارية،فإنه يمكن لناأن نأمل خيراً يخصوص مستقبل قضية العرب الأولى.



#أديب_الحوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكعكة الفلسطينية والصراع المعلن بين سهى و-المستورثين-!
- فاتح جاموس...لحظة من فضلك
- أيمن عبد النّور.........شكراً لك!
- المعارضة اليسارية السورية....كما يراها العبد الفقير الى الله ...
- العُربان..الجُربان...!!
- الرابط العجيب!
- محاربة المرأة كوسيلة من وسائل السيطرة على الجماهير


المزيد.....




- الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
- انتشال 30 جثة حتى الآن لضحايا كارثة مطار ريغان في واشنطن
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فوائد -مكملات الحمل- في تقليل مضاعفات الولادة
- ماذا نعرف عن وحدة الظل في كتائب القسام المسؤولة عن تأمين الر ...
- -مخاوف من سيطرة دينية على الحكم في سوريا- - جيروزاليم بوست
- سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء ...
- شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس
- انهيار صخري في أعماق كاليفورنيا يكشف أسرار تكوّن القارات
- سر -طبيب الموت- ولغز -عاصمة التوائم-!


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أديب الحوراني - تغيرت الأزمان...والموت واحد!!