رعد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 01:25
المحور:
المجتمع المدني
الشخصيّات الرائعة هي / علي سالم ( المصري ) , ود. بهنام ابو الصوف , ود. علاء بشير , العراقيين !
***********
( 1 ) الحقّ والباطل
علي سالم / الكاتب والمؤلف المسرحي المصري الليبرالي المعروف
يروي لنا تلك الفكرة الجميلة التي قام هو وغيرهِ من المصريين بتطويرها عن التراث الشعبي .
كان الحقّ والباطل صديقان يمشيان جنباً لجنب مئات السنين .عندما تعبوا يوماً وجلسوا للإستراحة وتحاوروا , من يرفع الثاني على أكتافه لتستمر المسيرة ؟
الباطل كان الباديء وطالبَ برفعهِ على أكتاف الحقّ .
لكنّ الحقّ ضحكَ وإعترض بقولهِ , أنا أشرف وأحقّ منك بالحمل وإرتقاء الأكتاف , فكيفَ تجرؤ ؟
إحتكموا ( بديمقراطية ) الى الجماهير لتقول كلمتها وتُقرّر من الذي يُرفَع على أكتاف الآخر ؟
جاءت النتيجة المتوقعة منطقيّة , بغالبية كبيرة لمصلحة الحقّ ,فتّم لهُ ذلك
وافق الباطل على رفع الحق على أكتافهِ , فبقيت لهُ الميزة الأهم !
إنّه هو الذي يقود إتجاه الطريق الذي سوف يسلكوه !
نعم فاز الحقّ في تصويت الجماهير فإعتلى أكتاف الباطل الذي قاد المسيرة حسب هواه !
ملاحظة : عندما رويتُ هذه الحكاية لإبني الصغير ( فيصل ) طلب منّي أن إترجمها الى السويدية ليقرأها , وسوف أفعل بالطبع إكراماً لهُ .
كم حاولتُ أن يتعلّم العربية ( كتابة وقراءة ) , لكن المشكلة التي تواجهني وأغلب الأهالي هي عدم إمكانية إجبار أولادنا على فكرة لاتعجبهم , هو يدرس 3 لغات في مدرستهِ ( الإنترناشونال ) الإنكليزية والإسبانية والسويدية
وقد وفروا دروس في العربية والتركية والفارسية والكردية وبعض اللغات الأخرى لمن يرغب (مجاناً بالطبع ) , لكن قليل من الأطفال من يذهب إليها .
****************
العلم والإيمان
بهنام أبو الصوف عالم الآثار العراقي ومدير المتحف الوطني سابقاً
دارس ومختص في الأنثروبيولوجيا والآركيولوجيا يقول في حوار معرفي مع حسين شُبّر , مايلي :
كنتُ أقول لطلبتي في بداية كل عام دراسي , خلال 40 عام مارستُ فيها التدريس , التالي :
لكي لا يتناقض العلم والإيمان لديكم ,ضعوا الإيمان في قلوبكم وتعلموا العلم بعقولكم !
لأننّا سنتعرّض في حديثنا العلمي , عن عدم وجود آدم وحواء مثلاً
أو أنّ الطوفان ليس كما جاء في التوراة .
نحنُ نعلم الآن من خلال دراساتنا انّ تاريخ الإنسان على الارض يُقاس بملايين السنين , لكن في بداية التمدّن البشري , في الألف العاشر والتاسع والثامن , قبل الميلاد , صنع الإنسان الآلهة !
تعددّت الصور والفكرة واحدة أو متقاربة أو مشتقة من بعضها .
الله / هو إيل الكنعاني , ثمّ إيلوهييم اليهودي , ثم الله المُسلم
أنتونبشتم , في ( الحضارة البابلية ) , هو نوح في قصّة الطوفان .
عيسى , سبقهُ في التأريخ , سرجون , هو الآخر لم تلده إمرأة , فهو إبن الألهة عشتار . سرجون أيضاً اُلقي في اليّم , وموسى اُلقيّ في اليّم !
عندما تعلّم الإنسان الزراعة وإندهش لقدرة الأرض على العطاء , فإنّ
أوّل إله خطرَ على بال البشر وصنعهُ , كان تمثال طيني لسيّدة سمينة حامل ضخمة , منتفخة البطن والارداف , رمزوا بها للأرض التي تعطيهم الخير والثمار والنماء . حدث ذلك لأنّ الإنسان الواقعي , منفعي يفتش عن مصلحتهِ , عمّن يعطيه الخير والأمان .
إذن الله هو رمز فقط لقائد هذا الكون والمدبّر للخير , وليس حقيقة إله يجلس في أعالي السماء !
يُضيف / أنا لا أشعر بتناقض بين العلم والإيمان !
كلُّ إمريء يؤمن بشىءٍ ما .... الله أو العلم أوالعقل أو المعرفة .
أنا لستُ مُلحد , فأحياناً تسمعني أقول تلقائياً الستر يا الله , أو إنْ شاء الله
أنا ضدّ الإلحاد , لكن ضدّ التطرّف الديني أيضاً !
***************
الحقيقة والخيال
د. علاء بشير مشهور جداً في العراق , فهو أستاذ الجراحة المجهرية والتجميلية في كلية الطب بجامعة بغداد، و فنان تشكيلي عُرِفَ بإسلوبه المميّز, وحاز جوائز تشكيلية مهمة عالمياً .
هو الذي أطلق إسم الرسام العراقي ( الواسطي ) على المستشفى التي كان يديرها , ناهيك عن كونه طبيب الطاغيّة صدام لفترة طويلة .
في حوارٍ لهُ في لندن مع ( معد فيّاض) يتطرق الى بعض الأسرار , مثل سرّ إختفاء الشامة الكبيرة في الجهة اليُسرى من وجه صدام بعد إخراجهِ من حفرتهِ الشهيرة .
وهذهِ بضعة اسئلة وأجوبة مختصرة من ذلك الحوار
س / هل تعتقد أنّ ظاهرة صدام حسين سوف تتكرر في العراق ؟
ج / نعم سوف تتكرر إذا خرج الاميركيون قريباً
كل واحد (من العراقيين) مرشح أن يكون صداماً , إذا إمتلك قوة مطلقة من غير أن يخضع لدستور صارم وبرلمان قوي يحاسبه , وشعب يتمتع بحقوقه الدستورية وبحريته.
س / هل كنت تتعامل مع صدام كمريض فقط؟
ج / نعم , وكان يستغرب إسلوب تعاملي الطبيعي معه
وعندما يطلب رأيي , أقولهُ صريحاً وهذا أكسبني ثقتهِ
س / كنتَ تحدثتَ في حوارٍ سابق عن إعدام صدام لوزير الصحة الدكتور رياض حسين , ترى كم طبيبا غيره اعدمهم ؟
ج / من الذين أعرفهم من أصدقائي هما الطبيبان إسماعيل التتار أحد أهم الاختصاصيين في الأمراض الجلدية , وطبيب الأطفال هشام السلمان. اُعدما شنقاً و حسب ما نقل لي أحد المقربين من صدام , أنّ السبب كان وصول شريط فيديو إليه يصور جلسة عائلية خاصة جمعت التتار والسلمان وهما يسخران من صدام وعائلته ويطلقان النكات عليه.
س / وماذا عن طبيبة النساء فاطمة الخرساني؟
ج / هذه قُتلت في عيادتها ولم تعرف الاسباب.
س / والدكتور راجي عباس التكريتي؟
ج/ أعرفهُ جيداً , ووضعهِ يختلف عن التتار والسلمان ,كان لديه طموح سياسي كبير , بينما إسماعيل التتار وهشام السلمان لم تكن لديهما أية طموحات سياسية. والذي عنده مثل تلكَ الطموحات (يجب أن) يتوقع هذه النتيجة ( يُشير الى طريقة قتلهِ بالكلاب المتوحشة لكنّه لايؤكدها لعدم رؤيتهِ للشريط ) .
س / هل أجريتَ لصدام عملية تجميل؟
ج / لا، ولكن كانت عنده شامة على الخدّ الأيسر , وهذه الشامة بدأت تكبر ولونها بدأ يتغير , وفي هذه الحالة يجب إزالتها وبقيت تكبر وسألني عنها مرة وقلت له يجب ازالتها .
حدث ذلك قبل شهرين من سقوط النظام , فقال بالضبط { دعها الآن , إذا أزلناها سيقولون إنّ صدام مُصاب بالسرطان , ويُطلقون الاشاعات عندما تنتهي الحرب إن شاء الله أرفعها } .
والآن أنا أستغرب غياب تلكَ الشامة , التي كانت كبيرة واضحة !
ففي كل الصور التي شاهدتها لصدام بعد القبضِ عليه , لا توجد على خدّه الأيسر أيّ شامة !
س / هل كان عنده طبيب تجميل آخر غيرك؟
ج / كلا.
س / هل تعتقد ان طبيبا آخر غيرك رفعها له؟
ج / لا أدري.
س / أو قد لا يكون هو صدام من إعتقلته القوات الاميركية، ربما شبيهه؟
ج / أعتقد أنّه صدام !
س / وما الذي يجعلك تعتقد ذلك؟
ج / صوتهِ وطريقة حديثهِ ووجههِ , ثم أنّي لم أسمع طوال عملي طبيباً خاصاً لصدام , أنّ له شبيهاً .. إنتهى
أكتفي بهذا الجزء , اليوم
********
الخلاصة
صدّام مات خلاص , قبض الأميركان عليهِ وأخرجوه من حفرتهِ وسلّموه للشعب العراقي ( حكومتهِ الجديدة ) فحاكموه علناً وشنقوه .
وغداً ستبدأ محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك .
ومع أنّي , لا أتمنى لهُ نفس المصير , نظراً للفارق بين الرجلين رغم تشابههم بالفساد والسرقات على الأقل , لكن أتمنى نفس المصير ( أي المحاكمة ) لكل الطغاة .
وللأخوة الكويتيين أقول , إصغوا لشهادة د. علاء بشير التي جاءت على مرامكم , في قولهِ بإنّ كلّ سياسي عراقي سيتحول الى صدّام بدون دستور وبرلمان قوي وشعب حرّ لايرضى بإستعبادهِ من جديد .وهذهِ كما ترون متوفرة اليوم ,بل أنّ ساستنا بالغوا في خلافاتهم أكثر ممّا ينبغي , وهذا ضامن مع حرية الشعب العراقي لعدم تكرّر الماساة بظهور طاغيّة جديد !
فساعدوا أنفسكم يا كويتتين وتخلصوا من عقدة صدام , الذي كما قالت إحدى الأخوات عنهُ , أنّهُ كان محتلاً للعراق قبل إحتلالهِ للكويت .
فإكسبوا جاركم العراق , وأعينوه أن يكون الجار القوّي الأمين , وإتركوا ميناء مبارك الكبير .
وأقترح شخصياً حلاً وسطاً , بمساهمة الكويت بإستثماراتها في ميناء ( الفاو الكبير ) المزمع عراقياً فتكون الأرباح والأعمال مشتركة حسب النسب وشعب البلدين
وعلى حُبّ الله كما نقول عامياً !
تحياتي لكم
وكل رمضان , وأنتم بخير
#رعد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟