أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - هل تَجحَدُ (الأوطانُ) بأبنائها..وكيف يخون انسان (بلاده)؟!!!!!















المزيد.....


هل تَجحَدُ (الأوطانُ) بأبنائها..وكيف يخون انسان (بلاده)؟!!!!!


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 3444 - 2011 / 8 / 1 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


· (البلاد) مفهوم يوحي بالوجود الأبدي والأزلي.. اما (الوطن) فإنه مفهوم يوحي بالحاضر والكينونة السياسية الظرفية التاريخية، التي يتغير مضمونها بتبدل الانظمة (المالكة) للوطن!
رغم التدجين اللغوي للمفهومين وتلبيسهما ببعضهما في معجم لغة اهل السلطة..منذ ان أحالو مفاهيم اللغة ومفرداتها الى سلعة في اسواق (ثقافتهم)!
· فمفهوم (البلاد) مرتبط بوجود الناس ونشاطهم في مساحة من الارض تتسع وتضيق تبعا لحركتهم وعلاقاتهم الاقتصادية..منذ ان استقر الانسان المُنتج حول مصادر رزقها..اما مفهوم (الوطن) السياسي ..فمتشابك مع ظهور (الدولة) ونشوء الاستبداد!
· وفي منطقنا وبلادنا ارتبط مضمون وشكل ( الوطن ) الذي افرزته اتفاقية (سايكس بيكو) بالاهداف الاستراتيجية للقوى الاستعمارية..التي قسمت الغنام بين قوى الاحتلال لبلادنا ـ القارات الفقيرة المُستعمَرة ـ ..مثلما قسم الاحتلال الامريكي عام 2003 (الوطن) بين المتحاصصين!
· لان الاوطان (الدول) منذ قيامها.. مُلْكيَّةٌ مطلقةٌ لحكامها المستبدين .. والبلدان ( الارض) منذ تَشَكُلِها المرن .. فضاءٌ مشاعٌ لقاطنيها!
· والدولة (الوطن)الدسمة إبتُلِعَت عبر تأريخ التسلط من قبل (الحكومات) المستبدة وتبددت في احشائها, وإصطرط الحاكم الفرد ( الحكومة)..فصار (الوطن) هو الدكتاتور..و(الدكتاتور) هو الوطن!
· وصرنا نسمع من ضحايا السلطة:
(الوَطنُ) يَتَنكرُ لأبنائه!
بديلا لحقيقة ان:
الدكتاتور والساسة المأجورين اغتصبوا الوطن وإستلبوا آدمية المواطن في بلاده ويُلاحقوه خارجها!
· رغم ادراكنا ان (الاوطان) لاتَفسد بذاتها ولاتَخون ذاتها..بل ان الساسة المُدَجَّنون والمُهَجَّنون هم الذين يَفسدون ويَنشرون الفساد في الدولة والمجتمع..وهم البيئة الموبوءة التي تنفث الخيانة وتحتضنها وتتبناها وتبررها..وهم الذين يتشبثون بـ(قطارات المستعمرين) او(دبابات الغزاة) للوصول للسلطة..وأدِلاّؤها الى دروب الوطن ..وخَدَمَتها لإمتصاصه!!
· في البلدان ـ قبل ظهور متلازمة :
الوطن / الدولة المستبدة / الحكومة المجوفة / الحاكم الدكتاتور!
أنتج الناس علاقاتهم وفق متطلبات الإرتقاء الانساني، وأنشأوا حضاراتهم من حقول تجاربهم ومكونات بيئتهم ، وأبتكروا لغاتهم من ينابيع معرفتهم ، وأبدعوا ثقافاتهم من مواقد فكرهم، ومارسوا حرياتهم وفق شروط انسجامهم فيما بينهم، وأقاموا مدنهم وحواضرهم بالاتساق مع سنن زمانهم ومستلزمات عيشهم، وأختلقوا اساطيرهم لتبديد مخاوفهم من الغيب الغامض، وكوَّنوا عاداتهم لإدامة نسيج حياتهم ، وانصهروا في بوتقة الانتاج للارتقاء بنمط حياتهم ، ونظموا اوقاتهم ومواسمهم وفق انسجامهم مع الطبيعة!
· في الوطن(الدولة /الحكومة/الدكتاتور)! تُنتِج الطبقات المالكة سلطتها لإدامة استغلالها، وتُنشئ دولتها لبسط نفوذها، وتَبتكر عقيدتها لتجويف ثقافة المجتمع، وتَبتدع ذرائعها لتضليل الرأي العام ، وتُكَبِّل الحريات لتأمين مصالحها ، وتُحيل المدن الى معسكرات لحماية وجودها ، وتُوظِّف الاساطير لبقائها ، وتَخلق بإستبدادها أسباب الصراع بين مكونات المجتمع ، وتُخضِع الأزمنة لمطامعها!
· يهاجر ملايين البشر من بلدانهم الى بلدان أُخر تُؤَّمن لهم قدرا يفتقدونه من الحرية ، ونَزراً يسيراً من الكرامة ، ونافذةً عسيرةً لسد الرمق .. فيصبحون (مواطنين) في تلك البلدان ، وفي بعضها ( الديمقراطية ) يتمتعون بحقوق المواطنة الدستورية بما فيها السياسية ..لكنهم حتى بعد مضي قرون على استيطانهم في (الوطن الجديد) لاينسون (بلدانهم) فيحرصون على الاقامة والسكن والتجمع جغرافيا او ثقافيا او سيكولوجيا في اماكن اقامة دائمة ( كانتونات!) في تلك الاوطان البديلة، ويتنادون بين الفينة والاخرى للإلتقاء في مكان واحد منجذبين الى ما يربطهم بـ(بلادهم) التي أُرغموا على هجرها ..مستثمرين ابسط المناسبات او اعظمها .. رغم التمايزات التي جاؤا بها من (بلادهم) اوالتي نجمت عن ظروف الاستيطان في (الوطن) الجديد..لالشيء إلاّ لأن تلك (البلدان) هي (اوطانهم الجديدة!)..لكنها ليست بلادهم!
· الأفريقي صار رئيسا لامريكا ..لكنه أُحتُفِل به في أفريقيا ..وحرص على ان يبعث أسرته لـ ـ بلاده ـ ( قرية ابيه في نيجيريا) لتحتفل مع أهله بفوزه!
· الصينيون يقيمون أحياءهم ـ شبه المغلقة ـ في امريكا على نمط ـ بلادهم ـ الصين ..بكل مكوناته الاجتماعية والجمالية والسلوكية و..ووو...رغم إنهم من بُناة امريكا _المؤسسون _!
· الصينيون والهنود صاروا يحكمون ماليزيا ـ وكذا ـ سنغافورة ..ولهم الاغلبية السكانية..لكنهم يبعثون الروح في كل مايوثق صلاتهم ببلدانهم التي هاجروا منها!
· عندما ضاقت السبل برئيس جمهورية (بورما) ـ فوجي موري ـ احد مواطني تلك ( الدولة الامريكية اللاتينية)..لجأ الى اسرته وبلاده (اليابان) طلبا للنجدة من قوانين دولة شارك في صياغتها وحكمها !!
· حصل زويل على جائزة نوبل كمواطن امريكي..لكن بلاد (العرب) احتفلت بإبنها الذي تنافس في مختبرات العلم ، للفوز بمرتبة علمية رفيعة ..بدل التقاتل بالدبابات في الشوارع للفوز بالسلطة!
· يتنادى العراقيون في كل بلاد الغربة للالتقاء وإحياء ـ تقاليد ـ لم يكن البعض منهم مكترث بها في (الوطن) لا لشيء ..إلاّ لأنها تذكره ببلاده ..!
· عندما تداهمنا الشيخوخة اينما نكون في بلاد الدنيا..يسكننا الحنين الى بيئتنا (بلادنا) التي استوطنت فينا قبل ان يتحول ( الوطن) الى قلعة للدكتاتورية نخشاها فنهجرها.. ( بلادنا) التي تستحيل في الذاكرة الى معالم صغيرة ..حارة الطفولة ..او شارع الصبا ..او صحبة في فيء نخلة على شاطئ عند الفراتين..او إلفة جنب كرمة على سفح جبل..او تتسع الى فضاء واسع ( شرق اوسطي..او اسيوي..الخ)!
· وهذا مايفسر لنا شعور كل اولئك المغتربين (المندمجين!)..بأن :
تلك هي (اوطانهم) ..لكنها ليست (بلادهم)!!!!
· ان الاقوام القاطنة عند حدود (الاوطان) السياسية يُدركون أزلية البلاد التي يشتركون بها مع اهلهم خلف الحدود ، ويعانون من قسوة الحدود التي رسَمَّتها سيوف المحتلين على أجساد البلدان!
· وبلاد (العراق) الذي جاءت تسميته في القرن السادس قبل الميلاد عند بعض المؤرخين تعريبا لكلمة (اوروك) اي (الوركاء) السومرية ،وورد اسمه عند الاكديين(ارض الانهار)!
(الذي يُقتل عطشا على يد حكامه وجيرانه..اليوم)!
· هو ليس العراق ـ المعاصر! ـ الذي افرزته نوايا المستعمرين بعد استلابهم لبلادنا..
وعَقرته مصالحهم الى يومنا هذا..
وتَكَبَّل بالاقطاع دهراً..
ومُسِخَ بالإستبداد طوراً..
وتلوث بفوضى الاحتلال الهدامة زمناً..
وتسرطن بالإرتداد الى التناحر البدائي سنيناً!
· ومايراد للعراق اليوم ليس ان يكون (بلاداً) سيدة لأهلها الاحرار ..
بل أوطاناً مستلبة الارادة ..لأقوام متنازعة على الماء والكلأ!!!..
اقوام مذعورة..تستقوي بالمُستغِلين البعيدين والقريبين لخدمة مصالحهم واطماعهم.. ولاخضاع بعض اهلهم الذين يقيمون في رقعة اخرى من البلاد ..تحت غمامة طائفية سامة اخرى..او وسط دخان عرقي خانق منافس!
· فالـ(ألاوطان ) المُستلبة الإرادة ..كيانات سياسية مكبلة بالحدود والقيود ، بينما(البلدان) اللامحدودة ..إمتداد للوجود ..ارض يشترك الناس في العيش عليها ومنها ..دون ان يكونوا بالضرورة من عرق واحد ، او دين واحد ، او ثقافة واحدة!
· الحرية والكرامة ..
هما الملاذ الآمن للمرء ..في كل زمان ومكان..يسعى اليهما اينما تكونا ..وقد يجد شيئا منهما في (وطن) بديل.. لكن لن يكون ذلك (الوطن) الجديد (بلاده)!
· تلك (معضلة) لايُدركها إلاّ المغتربون عن بلادهم..خارج (أوطانهم) او داخلها!
ولكن..
· مالذي يُجبِر الانسان على ان يهجر (الوطن)؟!!
· ومالذي يجعل المرء يخون بلاده؟!!
· ان من يتأمل تلك المعادلة ذات الفكين المتوحشين..سيستخلص ببساطة ان :
(الضحايا) هم المُجبرون على هجرة بلادهم .. و(المتسلطون) هم الذين يخونون بلادهم!!!
وان السبب هو :
· غياب العدالة!..
· وإستيطان التمييز الدموي ، والاقصائي ، والتفقيري الجمعي في عقول وممارسات المتسلطين!
· وتتجلى (خيانة المسؤول ) لبلاده..من خلال مواقف مشينة وممارسات تعسفية وقرارت تدميرية وسياسات استنزافية..في المقدمة منها:
رهن ارادة الشعب والدولة بإرادة الاجنبي ..واستنزاف مصالح الشعب بأطماع الاجنبي!
وتنفضح الخيانة الوطنية من خلال مؤشرات وبائية ـ ينتجها ، ويدعمها ،ويرعاها الاجنبي ،وتلبي نوازع المتخلفين المحليين للاستبداد ـ وتُمَهِّد للخيانة السياسية ، وتدفع نحوها ، وتُديمها ، وتزيد من تداعياتها الكارثية..مثل:
(1) التفرد بالسلطة والتأبد بالحكم!
(2) غياب العدالة وشرعنة التمييز بين المواطنين!
(3) التنكر للدستور ( ان كان هنالك دستور)!
(4) استلاب ارادة وحقوق المواطن!
(5) تقزيم مكانة البلاد الى حجم تخلف الجَلاّد!
(6) اضعاف البنية الاساسية للحياة الحضرية المتمدنة!
(7) زج البلاد بالحروب!
(8) هدر الثروات العامة في النزوات الخاصة!
(9) التفريط بالسيادة الوطنية لإطالة عمر السلطة الفردية!
(10) اعاقة التنمية الشاملة بإفتعال الازمات المتواترة!
(11) تبرير وتقديس التخلف ونشره!
(12) إستعارة أسلاب الماضي لتكبيل طاقة الحاضر!
· على مدى مايزيد عن نصف قرن تعاقبت موجات هجرة وغربة العراقيين من ضحايا الاستبداد والتمييز وإنعدام العدالة..على النحو التالي:
(1) منذ مطلع القرن وخاصة في خمسينات القرن الماضي هاجرت اعداد من المتنورين العراقيين او ابعدت عن العراق بسبب مواقفها السياسية..او لاسباب عرقية (تهجير اليهود لصالح الحركة الصهيونية العالمية)!
(2) في الستينات تعرض الشعب الكردي لموجات من ارهاب الدولة فاضطرت مئات الآلاف منهم للهجرة نحو بلاد الغربة!
(3) جاءت اوسع الهجرات لضحايا الدكتاتورية بعد انقلاب شباط 1963 الدموي!
(4) تزايد عدد المهاجرين بعد حملات نظام صدام في سبعينات القرن الماضي ضد اليساريين وخاصة الشيوعيين!
(5) تعرض الكرد الفيليين أحد بُناة العراق الحديث لابشع عملية تهجير قسرية وتصفية للوجود على يد النظام البعثي في سبعينات القرن الماضي!
(6) في ثمانينات القرن الماضي اشتدت يد الاضطهاد على الاحزاب والحركات الدينية فاضطروا للاغتراب خارج الوطن!
(7) ضمن سلسلة من نوبات القمع المتواصلة تعرض الشعب الكردي في نهاية الثمانينات الى مجازر وحشية اضطرت مئات الآلاف منهم للهجرة الى خلف الحدود ومنها الى بلدان العالم المختلفة!
(8) هاجر مئات الآلاف بسبب الحصار الذي فرضته الامم المتحدة عام 1990 نتيجة سياسة الإفقار المنهجي للانسان العراقي وبلاده!
(9) بعد انتفاضة 1991 والهجمة الوحشية التي قام بها النظام بتسهيلات امريكية ودعم اقليمي ، هاجر مئات الآلاف من سكان وسط وجنوب العراق الى البلدان المجاورة وبلدان العالم الاخرى!
(10) قبل الاحتلال بلغ عدد العراقيين المشردين في الخارج اكثر من ثلاثة ملايين شخص !
(11) نتيجة للاحتلال تدفق تيار جديد للمهاجرين تمثل بضحايا الاحتلال!
(12) هربا من عصابات القتل على الهوية التي افرزها الاحتلال والارهاب الاقليمي ودولة المحاصصة ، هاجر الملايين الى خارج البلاد و داخلها!
(13) على نوبات متعاقبة من التمييز والاضهاد اضطر سكان العراق الاصليون ( المسيحيون) الى هجرة وطنهم حتى بات عددهم دون 5% من تعدادهم الحقيقي ، بسبب السياسات الشوفينية السياسية والدينية والقومية والاجتماعية التي تعرضوا لها!
(14) ازدات هجرة الملايين من ضحايا الفتنة الطائفية وشمل مختلف مكونات المجتمع وادى الى تصفية ـ شبه كاملة ـ لوجود مكونات اساسية ساهمت في وجود بلادنا ومنحها هويتها العراقية..كالمندائيين!
(15) كان من بين اكثر عوامل التهجير القسري قَصدية التي تعرض لها العراقيون هي تلك الحملة التي استهدفت الكفاءات العلمية وراح ضحيتها الآلاف من ذوي الكفاءات التي لاتعوض ، وهاجر بسببها مئات آلاف الاختصاصيين ( الذين لايمكن للعراق ان يستغني عن دورهم في انتشاله من مستنقع التخلف) الى شتات الغربة ، وفق خطة دولية واقليمية ومحلية لإعادة العراق الى ماقبل عصور التنوير!
(16) واجهت المرأة العراقية على امتداد العهود المظلمة وحتى يومنا هذا اشكالا من الاضطهاد والتمييز والإذلال والتهميش والاغتصاب المفروض بسلطة الدولة الفاسدة والمجتمع المتخلف ـ من عصر الجواري ..الى أزمنة الفِصْلِيَّة الاقطاعية..ونوبات العمل القسري الليلي.. الى شرعنة الدعارة بالمتعة والمسيار والزواج النهاري! ـ ، لذلك كانت في مقدمة المُجبرين على الهروب بأطفالها وكرامتها الى خارج حدود دولة الخوف والموت والإذلال!
وجميع هؤلاء هم ضحايا غياب العدالة!
· ومما زاد الطين بلة..ان حكومة المتحاصصين تعاملت بأسوء اشكال التمييز مع ملايين العراقيين المشردين في الغربة..
· حيث احتضنت نفر من (مواليها المقربين) فقط!
· وتنكرت للملايين من ضحايا الدكتاتورية ..وضحايا الاحتلال ..وضحايا الارهاب.. وضحايا حروب المتحاصصين الطائفية...
ومن مختلف التيارات السياسية والقومية والدينية والطائفية!!
· بل ان (حكومة إقتسام الغنائم) تطالب (دون حياء) ضحايا الدكتاتورية بوثائق ( مثبتة) صادرة عن اجهزة الموت الصدامية (تثبت) مسؤولية تلك الاجهزة عن : اعتقالهم ، او تشريدهم ، او اعدامهم ،او ملاحقتهم..الخ!!!
· وتناسوا ان الموت في زمن الدكتاتورية كان يُنفَثُ في هواء العراقيين صبح مساء..وـ عزرائيل السلطة ـ ليس له صوت ..ولاشكل ولامواقيت محددة لانتزاع الحريات او إزهاق الأرواح..وإختطافه للضحية لاعودة من وراءه..ولايترك أثراً بعده..(وبعض اعضاء احزاب الحكم اليوم كانوا من هؤلاء الضحايا العاجزين عن اثبات مظلوميتهم كما هم الملايين ممن تتنكر لمظلوميتهم حكومة اقتسام الغنائم)ـ !
· كما هي حال العراقيين اليوم وهم يقلبون وجوههم مذعورين ليل نهار خشية مباغتة واحد من آلاف ـ عزرائيل ـ الذين تناسلوا وانتشروا في العراق بعد الغزو ، للإجهاز على أرواح العراقيين دون تمييز ـ وهو العدل الوحيد السائد في بلادنا ـ!!
· في وقت شَرْعَنَ موالي السلطة (تزوير الوثائق ) لانفسهم ولمريديهم واغتصبوا الامتيارزات ..لان بعضهم صاروا ـ بقدرة قادر !ـ شهداء وهم أحياء.. ومناضلون ضد الدكتاتورية .. وهم عصبة من جيش القدس وفدائيي صدام ومحترفوا إزهاق الارواح في اجهزة القمع!
· في وقت صَدَّق آلاف من المغتربين كذبة السلطة بـ(إنصاف) ضحايا الدكتاتورية ..وعادوا الى (الوطن) المنخور بالفساد..فوجدوا انفسهم بمواجهة ذات الوجوه التي شَرَدَّتهم عن ( الوطن ) المملوك للدكتاتور..ولكن هؤلاء الإقصائيون المخضرمون الذين يعشعشون في جسد الدولة من رأسها حتى اخمص قدميها..إستبدلوا الشوارب الكَثَّة والزيتوني.. بـ (لِحى بَلقاء اوعمائم بيضاء وسوداء وحمراء)!
· وفي كل مرحلة من مراحل احتقار العدالة يأخذ (التمييز) بين الناس اشكالا مختلفة وانماطا متنوعة واساليب متعددة..لكنها جميعا متشابهة ومتلازمة ..ففي زمن الدكتاتورية مثلما في عهد الاحتلال ودولة الطوائف والاعراق!..وفي امارة المتحاصصين الطائفيين في عموم العراق مثلما في امارة المتحاصصين القوميين في كردستان!
فأن اشكال التمييز ذاتها هي المستبدة بحياة الناس ومصائرهم ومستقبلهم..فهم يعانون من صنوف متواترة ومتفاقمة ومتعددة من الممارسات..مثل:
· ابعاد المواطن المستقل (غير المنتمي للحزب الحاكم) وإحتكار الوظيفة العامة لاعضاء حزب السلطة!
· التمييز القومي بين المواطنين..لإقصاء ابناء القوميات غير المنتمين لقومية الحاكم المتسلط على الدولة ، او الاقليم ، او المحافظة ،او القرية ..(العرب.الكرد. التركمان. الآشوريين. الايزيديين..ألخ) عن الحياة العامة!!!!
· التمييز الديني ضد غير المسلمين وفرض الوصاية عليهم وتهميشهم وحرمانهم من فرص قيادة الوطن وخدمة المواطن وتنميته (وتكفيرهم احيانا)!
· التمييز الطائفي بين المسلمين انفسهم لصالح طائفة المتسلطين على مقدرات الناس بالسلاح والثروة والسلطة!
· التمييز القبلي بين القبائل الموالية والآخرى غير الموالية للسلطة!
· التمييز المناطقي بين قرية او مدينة او محافظة ينتمي لها الدكتاتور وبين وطن يتجاهله الدكتاتور!
· التمييز بين اعضاء الحزب الحاكم واعضاء حزب آخر شريك له في الحكم..من خلال تحجيم دورهم والتضييق على حركتهم والشك بنواياهم!
· التمييز بين الاحزاب الحاكمة والاحزاب غير الحاكمة..حيث تتحالف الاحزاب المنتفعة من السلطة على تجفيف منابع القوى ـ غير الحاكمة ـ !
· التمييز بين عائلة زعيم الحزب والاعضاء الآخرين للحزب..بحيث اصبح لكل حزب او حركة او تيار صنمٌ مقدسٌ ، وأُسرة فوق القوانين الارضية و(السماوية)، وحاشية لاتخشى حتى الله!
وفي خضم هذه (الفوضى الهدّامة) التي هَزَمت العدالة .. ورَسَّخت ممارسات التمييز بين المواطنين في بلادنا..المتجذر منذ قرون، وعَمَّقت الدكتاتورية المتواصلة منذ عقود ، وفاقمت صنوف التمييز بعد الاحتلال ، وفرضت دولة الطوائف والاعراق على الانسان وبلاده!
فلم يعد (الوطن)المبتلى بالتعسف (بلاداً) عادلة لمواطنين شركاء فيها ..متساوين في بنائها وحمايتها وجني ثمار عملهم على اديمها!
بل صار (أوطانا) متنافرة .. لأقوام متنازعة..تفشت بينها الخصومة ..وإمتدت الى شتاتها في المهجر!
· لقد تمكن الطامعون الدوليون والاقليميون من إبتياع نفر من العراقيين (اللاهثين) وراء سطوة السلطة ..والمال الفاسد ..واوصلوهم اكثر من مرة الى قمة العبث بالدولة والانسان!
· ومازالوا يحترفون نفس النهج الاستدراجي والاحتواي والاستخدامي..
دون ان تنضب مطامع اولئك ( اللصوص) المتوحشين..
اوتتوقف (حواضن) العمل السياسي الإرتزاقي من إفراز اجيال متعاقبة من ـ الخدم والمتخادمين ـ في سوق السياسة الرخيصة.. من بين ملايين المشردين والمضَطهدين ـ الموالين والمعارضين ـ خارج البلاد وداخلها!
· ومنهم اولئك الذين استساغوا بيع (الوطن) مقابل وعد بالتحكم بجزء مستلب الارادة من شظايا الوطن!..
بذريعة غياب العدالة!
وعندما تَسَلَّطوا على مواطني تلك (الشظية) من الوطن أعادوا انتاج ذات ـ الدكتاتورية ـ التي برروا خيانتهم للوطن بدعوى الخلاص منها..فإنزلقوا الى:
· فتح الوطن للمحتل وتفجير الفتنة الدموية بين المواطنين ، وإسقاط أسواره الخارجية للطامعين الدوليين والاقليميين ولشذاذ الآفاق من ناشري الظلام بسيوف التكفير!
· واقاموا الدكتاتوريات الضئيلة (المرتجفة) التي تستقوي بالمحتل ، او بأولياء نعمتهم خلف الحدود!
وتتميز تلك الدكتاتوريات ـ المُعاد إنتاجها في مطابخ التخلف ـ عن سابقتها التي وَلَّتْ غير مأسوف عليها!!
..بأنها:
· أكثر تخلفا بفكرها السياسي ..لأنها زادت من إنحطاط مكانة (البلاد) وإمتهان كرامة (العباد) في الداخل والخارج!
· أشد دموية بممارساتها ضد ملايين المواطنين غير المتحزبين..بتقيسمها ـ البلاد ـ الى طوائف متقاتلة بين أمراء المحاصصة وعرّابيهم المحتلين..فيما كان الصراع في زمن الدكتاتورية السابقة بين سلطة غاشمة وشعب مقهور!!
· أبغض كراهية بعقائدها الاجتماعية..بنبشها ونشرها لأكثر بؤر العداوة العقائدية إثارة للفتنة وتأجيج التنازع بين الناس ..من مقابر السلف الصالح والطالح!
· اكثر تخبطا بنهجها الاقتصادي..بتبديدها مصالح الوطن الاستراتيجية ، وموارده وثرواته الطبيعية ارضاء للمحتلين وحلفائهم في الدول المجاورة!
· اوسع فسادا في ادارتها للدولة..بحيث اصبح للفساد شرائع ..وذرائع ..وحُماة ..وسلطة فوق الدستور والقوانين ..وصار الاعلان عن الفساد مباحٌ دون الإفصاح عن أسماء الفاسدين!
من هنا يحتدم أوار خوف المتحاصصين كلما اقترب موعد ( الرحيل الرسمي لقوات الاحتلال!):
· بعد ان وَلّوا ظهورهم لمصالح العراقيين ووضعوا (بلادهم) على حافة الهاوية..منذ (قانون تحرير العراق 1998 ) والى يومنا هذا..وعقدوا مصيرهم بعد الغزو عام 2003 بوجود المحتل او بوجود من يملأ الفراغ بعده!
· وتورطوا في فرض ( دولة المحاصصة ) كنمط جديد من الدكتاتورية التمييزية المُذعنة للاجنبي.. المناقضة للدولة الوطنية ذات السيادة..القوية بعدالتها بين مواطنيها!
· وفاقموا عوامل اغتراب الانسان العراقي ..ولَغَّموا بتعسفهم دروب عودته الى (بلاده)!
· الى جانب تسويغ وتسويق وتكريم خيانة الفاسد لـ ـ (بلاده)!!
ولأن أُمراء المحاصصة على اختلاف مِلَلهم ونِحَلهم..وتباين خطابهم الاعلامي العلني.. مُكبلون بنواياهم الضيقة الأفق ..ومُرتَهنون لإرادة غيرهم!
· فان محنة ملايين المشردين ( المغتربين ) في الخارج ستستمر .. وستتفاقم.. كلما ترنو ملايين عيون العراقيين من كل بقاع الارض صوب (بلاد) النهرين الضامئين سعياً للعدالة!!!
· ولكن ..في ذات الاوار..
سيباغت الجميع تساقط الاقنعة الدينية ، والعرقية ، والطائفية ، والعقائدية بسرعة ـ ـ عن وجوه من خانوا بلادهم!!!!



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( عقلانية ) الانتفاضات الشعبية في بلداننا..وأوهامها؟!(1)
- (النظام الايراني) والعراق.. سدٌ تُرابيٌّ على الحدود وإختراق ...
- المالكي..-الشخص الطارئ- على -الزمن الطارئ-!
- تفكك ( لادولة) الماضي..ونشوء ( دولة ) المستقبل في العراق؟!
- نجحتم في تخفيف حِدَّة إنفجار الإعصار..وفشلتم في إزالة اسباب ...
- إجعلوا ( جُمعة التَطهير!) 25 شباط..بزوغَ فَجرِ عَصرٍ سومري ج ...
- ال(الغوغائي!) المالكي يتوعد المتظاهرين ( المشاغبين!)؟!
- فساد (الخدمات)..بعض من فساد (السلطة)..فأيقظوا المُدنَ من الس ...
- لماذا يخشى المالكي من عويل (الخدمات) في (عرش) الفساد؟!
- (الحوار المتمدن)..لماذا؟
- الوردي والحكيم..وحرية العراق
- (كلمة حرة) بمليار دولار..أو(.........)؟!!
- تفكك الائتلافات..وانحدارالمساومات..وقمع نشوء التحالفات؟!
- في ذكرى الثورة المغدورة..خصومها مازالوا لليوم ينتقمون من الع ...
- بعد فشل (المتحاصصين)..بايدن يشكل الحكومة العراقية؟!
- (تداول) المالكي وعلاوي..يَقلِبُ طاولةَ المتحاصصين المستديرة! ...
- ضرورة نبذ(الإقصاء التعسفي)..ومقترح ل(تشكيل الحكومة الجديدة)؟ ...
- مغزى (إنتفاضة الضوءعلى الظلام) التي أطلقتها البصرة الفيحاء؟!
- المُهَجَّرون العراقيون..من سيوف الذبّاحين الى فِخاخ المُغيثي ...
- تَرَدّي المفاهيم وتَدَنّي المعايير..بعض ما وراء فشل الحكومة ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - هل تَجحَدُ (الأوطانُ) بأبنائها..وكيف يخون انسان (بلاده)؟!!!!!