إلى متى ستستمرون بقتلنا ؟؟

إيمان البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 3444 - 2011 / 8 / 1 - 01:50
المحور: المجتمع المدني
    

أتوجّه بكلامي لجميع الدول و الحكومات في العالم بشأن الثورة السورية و ما تواجهه من عنف و وحشية..طبعاً أنا أخاطبكم من باب المسؤولية بما أنّ سوريا جزء من المجتمع الدولي وما يحدث فيها هو شأن إنساني..والأمور الإنسانية لا تُحصر ضمن حدود جغرافية...

نحن نفهم أن لكل دولة مصالحها مع بقية الدول وهذا شيء طبيعي..و نعرف أيضاً أن الدول ليست جمعيات خيرية لكن الوضع الإنساني في سوريا كارثي وكل يوم يمر يعني المزيد من الخسائر البشرية لذا ننتظر منكم التصريح بموقف واضح و جريء هذا من ناحية..ومن ناحية أخرى فأقول لكم أن مصالحكم لن تكون مع هذا النظام بعد اليوم..فالحكومات تذهب ويأتي غيرها لكن الشعوب باقية ..ونحن باقون و مصالحكم ستكون معنا و ليست مع هذا النظام الذي أسقطنا شرعيته و سنسقطه بشكل نهائي لا محال..

دائماً تسألون من هو البديل بعد نظام الأسد ..لكن أليس هذا السؤال بغريب؟ فنحن لا نقوم بانقلاب عسكري لنقول أن فلان سيأتي بدل فلان فنحن لا تعنينا الأسماء والأشخاص بل الأفعال و البرامج الإصلاحية الحقيقية..وثورتنا ليست ضد شخص بعينه بل ضد الديكتاتورية و الظلم و القمع و الفساد و كبت الحريات ..لذلك بديلنا واضح ....فنحن نريد أن تصبح سوريا دولة ديمقراطية مدنية..دولة مواطنة..دولة يسود فيها العدل والمساواة بين جميع أبنائها بغض النظر عن الدين و الجنس و الانتماءات العرقية و الثقافية و السياسية

حسناً..سأسألكم عن موقفكم تجاه أنديش بريفيك الذي ارتكب مجزرة أوسلو؟؟ ألم تعتبروه مجرماً لأنه قام بهذا العمل الفظيع وتسبب بقتل الأبرياء؟؟ هل تردّدت أي دولة منكم بتجريمه؟؟ هل ستفكرون بإعطائه فرصة ليقود التغيير في أوروبا كما زعم هو؟؟؟ بالطبع لا...
فلماذا مواقفكم رمادية ولينة ومتقلبة تجاه نظام الأسد الذي قتل واعتقل عشرات الآلاف وقام بارتكاب مجازر حقيقية و حاصر المدن بالدبابات و قطع الأدوية و المواد التموينية عنها و خلّف العديد من المقابر الجماعية و أطلق الرصاص على الجرحى وعلى سيارات الإسعاف فاضطر عشرات الآلاف للنزوح إلى الدول المجاورة هرباً من الرصاص الذي لا يفرق بين بشر وحجر ..ومازال يمنع الإعلام من الدخول ليطلع على حجم الكارثة ...أفلا يحق لنا أن نقول بعد معرفتكم بكل هذا أن موقفكم المهادن و الخجول غير مفهوم و غير مبرر بالنسبة لنا؟ ألا يحق لنا أن نقول أن صمتكم و تخاذلكم يجرنا إلى مجازر جديدة ؟ فهل يعجبكم أن تكونوا شركاء بهذه الجرائم ضد الإنسانية؟

لذا نطالبكم بموقف واضح لا يحتمل اللبس ونؤكد أننا لا نريد منكم أي تدخل عسكري ونؤكد أننا سنستمر بثورتنا السلمية حتى نُسقط هذا النظام الديكتاتوري فنحن مثل باقي البشر من حقنا أن نعيش بحرية وأمان ومن حقنا أن نبني مستقبل مشرق لنا و لأولادنا.

و ليحيا الشعب السوري العظيم و لتحيا سوريا حرة وآمنة

إيمان البغدادي

#إيمان_البغدادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات