أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - سعيد حسين عليوي - في كل صباح














المزيد.....

في كل صباح


سعيد حسين عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 18:36
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    



في كل صباح اخرج بأتجاه البساتين بسيارتي وفي كثير من الاحيان افضل المشي على الاقدام حتى اتمتع اكثر برائحة الندى واسمع الوان الاصوات للطيور البرية من زقزقة العصافير الى تغريد البلابل وارى تقافز القبرات عبر الحقول اتلمس كل بقعة لي معها ذكرى وارجع الى الوراء لكي اتذكر ما كان هنا في هذا المكان وما آل اليه الان . في الماضي كان طريق البساتين مروج يانعة تحيطه الاسوار المتثلمة من الطين والعوسج البري وضلال التوت تداعب المارة من المزارعين والزائرين للمنطقة . اتذكر هنا كانت شجرة ضخمة والمكان يسمى بأسمها ( ام التوثة ) وحولها بركة فسيحة من ماء النهر ويسمى نهر الوشاش كنا صغارا نسبح بها ونداعب حشرات الماء السابحة ونشرب منها حتى ملأ فمنا ولا نبالي باي عاقبة . الان ارى امامي جدران الاسمنت ( البلوك ) واشم روائح فضلات البيوت الدخيلة على الطبيعة فينتابني حزن والم شديد وقلبي يرتجف وانا ارى جثث مبعثرة لاشجار النخيل والبرتقال . الناس هنا لايعرفون ما قيمة هذه الاشجار ومن هي وكيف عاشت ومن زرعها ومن سهر الليالي العجاف في حمايتها وسقيها . يتعاملون معها على انها اخشاب لا فائدة منها الا ان تكون حطبا للتنور او يعملون منها خرابة لحيواناتهم او يستظلون بها . اسير وانا اندب الاشجار واندب حظي معها واندب الجمال والطبيعة واتسائل هل ستلتفت الدولة يوما لهذا الخراب. ام انها غافية في النعيم الكاذب وراء جدران الخطيئة تحتسي ما لذ وطاب من السلع الاجنبية وتغمض عيونها عن رؤية الداء القادم والحالي. كنا في الستينات والسبعينات من القرن الماضي عندما ندخل في نطاق حدود محافظة ديالى نحس بتبدل الجو ورائحة الهواء ونشعر باختلاف كبير بينها وبين العاصمة الحبيبة بغداد وكلما توغلنا بالعمق يزداد الاحساس يالنشوة والانتعاش اذا شارفنا اطراف قرية شفتة على ضفاف نهر ديالى حيث ينقلب الامر الى اكثر من الجمال ونشم روائح القداح والازهار وطلع النخيل في الربيع ونسبح في رطوبة الاجواء الحالمة والوجوه البريئة النبيلة لمزارعنا العراقي الشهم وهو يمتطي دابته حاملا عدة الفلاحة من منجل وكلاب ومعه اطفاله وزوجته صباحا يعانقون الطبيعة الغنية بالخير والعطاء . والان لا نرى فلاحا ولا زوجة ولا طفلا ولا حتى دابة تجوب السهول . كلها ذهبت مع رياح الجفاف والقسوة والعنف والاهمال والياس ولله في خلقه شؤون ولا ندري ما ستكون عليه الامور . اتعود الطبيعة لايدي فلاحها الغيور ام يتحول الطين ا والشجر الى خرسانات مسلحة من الاسمنت تحاكي جفاف العمر.



#سعيد_حسين_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دندنه
- امي وطني
- عتويه
- حين اكتب
- يا بط يا بط
- حوار ديمقراطي
- خطوة
- قيامة الشباب
- الى الطبقة العاملة
- خساره
- مع القمر
- قوارض
- يل دايخ
- زائر
- طفولة
- قهوة الصباح
- هنا العراق
- عام جديد
- بغداد مبنيه بتمر
- بذرة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - سعيد حسين عليوي - في كل صباح