أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - البيعة في المغرب المعاصر تزوير لإرادة الشعب














المزيد.....

البيعة في المغرب المعاصر تزوير لإرادة الشعب


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3442 - 2011 / 7 / 30 - 01:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يحب أنصار النظام المخزني ترديد رساخة البيعة في المجتمع المغربي منذ عصر المولى إدريس الأول الذي بايعته القبائل الأمازيغية وعاهدته على الولاء. لكن ما يغفله هؤلاء، عن جهل أو قصد، هو أن المولى إدريس الأول لم تكن له سلطة على الأمازيغ لذلك جاءت بيعته مشروعة، رغم أنها كانت لأسباب سياسية وليست روحية كما يروج لها التعليم الرسمي، إذ هي كانت نصرة لأتباع علي الخليفة الراشد الرابع (علامات تشيع المغاربة، في حقبة معينة، ظاهرة في عدة مناسبات دينية منها عشوراء التي يتميز المغاربة بالاحتفال بها عن باقي الدول العربية والإسلامية قاطبة ومنها العمامة المغربية -الرزة- التي تشبه إلى حد كبير عمامة الشيعة ولا توجد إلا بالمغرب والجزائر..). وما دام أن المولى إدريس الأول وصل إلى المغرب هاربا من بني أمية فإنه لم يكن صاحب سلطة على القبائل الأمازيغية ولا بإمكانه إرغامهم على مبايعته. لكن الأمازيغ المغاربة التواقون للحرية، الجارية في دمهم، وجدوا في مبايعته حلا سياسيا للخلاص من الخلافة الأموية التي أداقتهم الحنظل. وفعلا بعد مبايعته أعلن عن الدولة المغربية تحت قيادة ملكها المولى إدريس الأول، وهذا سيكون له الفضل في نجاة المغرب من الوقوع تحت الاحتلال العثماني على غرار باقي العالم العربي.
إذا هي بيعة عن طواعية واختيارية وبمحض إرادة المغاربة وليس نتيجة لضغوطات أو ترهيب، لذلك جاءت تعبيرا عن إرادة المغاربة وترجمة لمشاعرهم. لكن هل بقية البيعة محافظة على شرعيتها في المغرب الحالي؟
حتى تكون البيعة ديمقراطية لابد لها من أساس طوعي وخيار نابع من إرادة الشعب دون ضغوطات خارجية. لكن ما نلاحظه بالمغرب، منذ عهد الحسن الثاني الراحل، هو تميز البيعة بطابع قسري عنيف حيث يقدم الولاء ويبايع الملك ليس ممثلون عن الشعب بل الوزراء والولاة وكبار الضباط والموظفين الساميين والقياد والأعوان عموما أي أولئك الذين يعينهم الملك وبالتالي له سلطة مباشرة عليهم، وهم من يسميهم المغاربة بالمخزن. وهذا يعني أن الملك هو من يبايع نفسه ويقدم لها الولاء دون استفتاء الشعب في ذلك ولا الأخذ برأيه في الأمر. قد يقول البعض: لكن في تقديم الولاء تشارك الأحزاب أيضا. الجواب عليهم بسيط ومفاده أن الأحزاب التي تقدم البيعة، في غالبيتها العظمى من صنع النظام وهي التي يسميها المغاربة "أحزاب الكوكوت مينوت" (أحزاب طنجرة الضغط) وأقليتها اشتراها النظام المخزني بمناصب وحقائب وزارية، وهذه بديهية يعرفها العام والخاص. لكن لماذا لا يستدعي القصر أحزاب المعارضة الشريفة لتقديم الولاء؟ .. نعم، لأنها ستضع شروطا لتقديم البيعة أي ستشترط عقدا اجتماعيا يلزم كلا الطرفين بحقوق وواجبات الشيء الذي لا يرغب في النظام الملكي، الذي تعود أن يرى في المغاربة رعية لا مواطنين.
عموما البيعة كنظام لاختيار الحاكم نهج غير ديمقراطي وذلك لأنها لا تشترط عقدا اجتماعية بين الحاكم والمحكوم بل تنص على طاعة المحكوم للحاكم، كما أنها لا تشترط رأي الشعب في اختيار الحاكم بل تجعل ذلك من اختصاص أهل الحل والعقد، وهم العلماء والفضلاء ووجوه الناس.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: "أما البيعة: فقد اتفق العلماء على انه لا يشترط لصحتها مبايعة كل الناس، ولا كل أهل الحل والعقد، وإنما يشترط مبايعة من تيسّر إجماعهم من العلماء والرؤساء ووجوه الناس، .. ولا يجب على كل واحد أن يأتي إلى الإمام فيضع يده في يده ويبايعه، وإنما يلزمه الانقياد له، وألا يظهر خلافا، ولا يشقّ العصا.."
إذا نظام البيعة غير ديمقراطي ونخبوي إذ يجعل اختيار الحاكم من حق نخبة معينة (من تيسّر..)، وهذا يعني أن حتى النخبة لا يشارك منها إلا من كان مواليا للمرشح لدور الحاكم، أما الباقي فما عليهم إلا الخضوع والانصياع.
إذا كان هذا النهج في ما مضى مشروعا، فإنه اليوم يعتبر غير ديمقراطي وحضاري، إذ المجتمعات نمت وتقدمت وأصبحت تحكم نفسها بنفسها عبر مؤسساتها النيابية التي تمارس واجباتها الموكولة لها في إطار دستور شعبي غير ممنوح.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس العيب في أن نخطأ بل العيب في أن نتمادى في خطئنا
- إنما المنتصر من يفوز بالحرب لا من يربح معركة
- النادل
- لماذا نقاطع الاستفتاء أو يوم الجمعة يوم حاسم أم يوم انطلاقة ...
- الشعبوية
- شفق أم غروب؟
- عادة حليمة إلى عادتها القديمة
- اتحاد الملوك ضد الشعوب
- حرية الصحافة بين الكر والفر والبلطجية تنشد ثورية القصر
- قتل بن لادن
- الكلمة المتقاطعة أركان
- الزيارات الليبية للمغرب والسر الدفين
- العفو الملكي
- المغرب: خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الخلف
- أساند أو لا أساند؟
- لمن لم يفهم ما نريده
- النظام يريد إسقاط 20 مارس
- 13 مارس ذاك الخطاب الموجه للشعب المغربي
- مرة أخرى حول الخطاب الملكي
- لماذا نعارض خطاب عاهل المغرب


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - البيعة في المغرب المعاصر تزوير لإرادة الشعب