أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - حول فكرة- نهاية الغرب -














المزيد.....

حول فكرة- نهاية الغرب -


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1025 - 2004 / 11 / 22 - 08:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل انتهى الغرب ؟ سؤال طرحه السيد ويل مارشال مدير معهد السياسة التقدمية, المتحدث باسم "الديمقراطيين الجدد", في مجلة "بلوبرينت " منذ سنة تقريبا. وتحت هذه التسمية – الديمقراطيون الجدد – يبدو أن فريقا من المثقفين الامريكيين يحاول مجابهة أطروحات "المحافظين الجدد". وسنعود لنخصص حديثا أكثر تفصيلا عن هذا الاتجاه المهم في السياسة الامريكية. أما السيد ويل مارشال فهو يرى أن تصميم الولايات المتحدة على إزاحة صدام حسين قد استثار مجابهة عائلية قاسية في الحلف الأطلسي. ومن ثم, يطرح سؤاله: هل يعني ذلك نهاية الغرب كما نعرفه؟ ويسارع بالاجابة: على الأرجح أن لا، ولكن عندما يتراكم الغبار على العراق، فإنه سيكون على أمريكا أن تجمع بين المؤسسات المتصدعة للوحدة الغربية.
ويرى مارشال أن خراقة الرئيس بوش وديبلوماسيته الصماء قد كدرتا بشدة مياه المحيط الأطلسي. فمن معاهدة كيوتو حول المناخ إلى تعرفة الفولاذ, مرورا بمطالبه البندولية بأن على الجميع أن يصعدوا قطار الحرب إلى بغداد، كل ذلك جعل الرئيس يدوس الحساسيات الأوروبية ويشيد مركبا من التأثيرات السياسية السيئة.
على أن الأمر يتطلب طرفين على الاقل لتدمير التحالف. وهكذا فقد أسرع كل من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، و الألماني شرودرالى إضعاف مصداقية الأمم المتحدة ووحدة الناتو بمحاولتهما التصدي لمشروع الحرب الامريكي ضد صدام. ولكن الغرب في نظر مارشال يواجه معضلات أساسية لا يمكن حلها بتغيير الحكم في واشنطن أو باريس. من ذلك أولا, أنه بالنسبة لبعض الأوروبيين - اضافة الى روسيا والصين،- فإن وزن أمريكا وحده أصبح هو القضية في عالم السياسة.
ثانياً، غياب اتفاق حول مهمة التحالف الغربي. لقد أعطى توسع حلف الناتو انطباعاً بنشاط هادف، ولكنه كان يهدف إلى دمج مكاسب الحرب الباردة الغربية أكثر منه إلى تشكيل استراتيجية للمستقبل. إن التصدع الذي حصل حول قضية العراق قد أضعف الأمل الذي عبر عنه الكثير من الأطلسيين في عقد التسعينات من أن قيماً مشتركة بإمكانها أن تكون قوة ربط للتحالف مثلها مثل قوة عدو مشترك.
أصبح العراق بالتالي المحفز، لا السبب، في إعادة تقويم حتمية للروابط عبر المحيط الأطلسي. ويستشهد مارشال برأي رالف فنتشس - وهو استراتيجي هام لحزب الخضر الألماني – الذي يقول: " لا يوجد هناك طريق للعودة إلى الوضع السابق، وعلى أوروبا وأمريكا تحديد مشاريع وأهداف مشتركة جديدة."
إلا أن هناك احتمالا أكثر سوء، وهو إمكانية أن ينقسم الغرب إلى معسكرات متنافسة. لقد وجد الفرنسيون في أزمة العراق فرصة لإطلاق الهدف الديغولي القديم الداعي إلى إنهاء التبعية الأوروبية لواشنطن في القضايا الأمنية. وبما أنه لا يوجد هناك قوة عظمى أخرى للقيام بالعمل، فقد أخذوا على عاتقهم أمر إعادة صياغة مجلس الأمن في الأمم المتحدة، حيث يستخدمون الفيتو كوزن استراتيجي مضاد لقوة أمريكا المتعجرفة. وكما وضح شيراك لمجلة التايم: "فإن أي مجتمع فيه قوة مهيمنة واحدة سيكون دائماً مجتمعاً خطراً، وسيثير ردود الفعل، ولهذا السبب أفضل عالماً متعدد الأقطاب، تحتل فيه أوروبا موقعها بوضوح."
في العمق، كما يقول روبرت كاجان في كتابه "عن الفردوس والسلطة" : " إن التصدع في حلف الأطلسي اليوم إنما هو الرؤى المختلفة للقوة. لقد اعتقدت الغالبية العظمى من الأوروبيين أن التهديد الذي كان يمثله صدام حسين هو أيسر في التعايش معه وأفضل من المخاطرة بإزاحته. – نلاحظ أن نفس الكلام ردده بالامس جاك شيراك خلال زيارته الى لندن - . ولكن الأمريكيين، باعتبارهم الأقوى، قد وضعوا عتبة منخفضة للتعامل مع صدام خاصة بعد 11/ أيلول. إن لكلا التقويمين معناه، نظراً لوجهات النظر المختلفة بين أمريكا الاقوى وأوروبا الاضعف ."
ولأنهم يعلقون أهمية قصوى على السياسة ، وضع الاوروبيون ثقتهم في القانون والمؤسسات الدولية, في حين أن الأمريكيين يعتقدون أن هذه المنشآت بإمكانها أن تعمل بنجاعة فقط عندما تكون هناك سلطة أو ائتلاف قوي على استعداد لدعم قراراتها بتهديد قوة ذي مصداقية.
إن هذا الموقف يثير سخرية مريرة في نظر مارشال. فإذا كان لدى الأوروبيين الآن من الأريحية ما يجعلهم يتصورون أن مشاكل العالم يمكن أن تحل دون اللجوء إلى الحرب، فإن ذلك يعود إلى أن قارتهم التي تخلصت من الحروب كانت محمية تماماً بنفس القوة الأمريكية التي تبدو فجأة بالغة الخطورة اليوم.
فهل سيجعل انبثاق فيدرالية أوروبية مستقلة من العالم مكاناً أكثر أمناً اليوم حقا ؟ فبعد كل حساب, إذا ما افتقرت أوروبا إلى القوة والمصداقية العسكرية، فإن ذلك عائد إلى كون معظم البلدان قد اختارت الاتفاق على الخدمات الاجتماعية بدلاً من الدفاع. كما أن أوروبا ليس لديها هيكل قيادي موحد قادر على التصرف بشكل حاسم في الأزمات. ويتساءل مارشال في النهاية : إذا ما نجحت أوروبا في تقييد يدي أمريكا، فمن سيواجه أمثال سلوبودان ميلوسيفيتش، وصدام حسين، وكيم جونج في العالم؟ أهو الائتلاف الجديد المكون من فرنسا وروسيا وألمانيا؟ وهذا ما لا يراه محتملا.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد عرفات بدأ ... بإطلاق النار على خلفه
- ضغط أكبر متوقع على العرب بانتصار بوش
- حكومة كرامي تواجه صمود الصحافة
- الانسحاب من غزة
- دولة ياسين الحافظ
- ...دولة ديمقراطية ثنائية القومية
- مسألة انضمام تركيا الى اوروبا تصطدم بالشواذ
- انتخابات أفغانستان أتعبت المراقبين !
- عن الاطفال المقاتلين
- سوريا: هل التغيير هو الاصلاح ؟
- اسرائيل وايران والمسرح النووي
- بين بوش وكيري
- حروب شارون
- مشكلة الصدر
- ضم اسرائيل الى اوروبا ؟
- باكستان والقنبلة
- دارفور مرة أخرى
- توصيات حول دارفورللمقارنة
- الجدار سيبتلع نصف الضفة
- ايران والعراق


المزيد.....




- -حماس- تُعلن رسميا مقتل يحيى السنوار: ننعى قائد معركة -طوفان ...
- أفراد من القوات الأوكرانية يفرون من منطقة كورسك تحت ضربات ال ...
- شيرين عبدالوهاب تحسم جدل لقب -صوت مصر- بعد مقارنتها بأنغام
- أول تعليق من حماس على مقتل السنوار
- كيف يؤثر انقطاع الطمث على دماغ المرأة؟
- غداة اعترافه بمقتل 5 جنود بمعارك مع حزب الله.. الجيش الإسرائ ...
- حماس تنعى رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار
- منفذا عملية البحر الميت.. من هما وما هي وصيتهما؟ (فيديوهات) ...
- المشاركون في اجتماع صيغة -3+3- يدعون إلى وقف التصعيد في الشر ...
- البرلمان الإيراني يفند تصريحات رئيسه التي أثارت غضب لبنان


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - حول فكرة- نهاية الغرب -