أسعد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 08:48
المحور:
الادب والفن
الغرب يهذي بالجنس والرياضة
الشرق يهذي بالشعر والغرام
الغرب يعبد النقود والبنوك
الشرق يعبد الله والأضرحة
وأنا أعيد القناني الفارغة وأشتري بثمنها زجاجة عرق
الهنود الحمر شمال أمريكا يفعلون الشيء ذاته
ويعرفوني من ملامحي
أنا كائنٌ آنقرض أسلافي مثلهم
مَن ينقرض أسلافهم لا يطيقون النهار والبشر
البشر يتظاهرون بالسعادة وابتساماتهم أكبر من أكاذيبهم
لا فرق عندي بين رجل كندي خسر نقوده في القمار
وبين مكسيكي يرقص (الميرنكه) ويهمس خمره في أذن سيدة بدينة
وبين خليجي ينام مع خادمته
وبين عراقي طائفي يمصُّ دمّ بلاده لوجهه تعالى
لا فرق عندي بين المنافقين
الماء الذي يخرُّ من أصابعي لا يشربهُ أحد
حتى الضباع تلحسُ دمي وتهرب
لم أفعل شيئاً سوى أنني أشكّ بالبشر و لا تدهشني خرافاتهم
لم أفعل شيئاً سوى منح الشعراء فرصة جديدة
للتكامل مع الموت
لم أحتمل الوجع ولم أطق الدواء
الذين يمدحونني يريدون أن أمدحهم
والذين يشفقون عليّ يريدون أن أشفق عليهم
وأنا أحملُ نصف (سأم) زهير بن أبي سلمى
وأدورُ به على ظهرٍ أحدب
أمشي وأتعثر بأقدام الندم
أمشي وأُحدِّثُ نفسي لكنكم تظنونه شعراً
أمشي وتلتفّ السّاق بالساق
فأشتم القدر بقصائدي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بابي صديءٌ لأني لم أفتحهُ منذ أسبوع
وكلّما خرجتُ أضعتُ مفاتيحي
لم يفعل لي البشر شيئاً سيئاً
لكنهم لا يكفّون عن الوفاة والإنجاب والزواج
وأسوأ ما فيهم الثرثرة
العرب الذين في المسجد يحدثوني عن إعجاز القرآن
والكنديون في البار لا يكفون عن الحديث عن لعبة الهوكي
أغلقتُ بابي بحجر المجاعة
ومكتبة جامعة تورنتو تهددني
لأنني لم أُرجع خمسين كتاباً عن أبي العلاء المعري
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
حدّثتني حبيبتي ليلة البارحة
عن الحمار الذي أراد أن يتحوّل إلى فراشة
وعدتْه الساحرة أن ذلك لن يتحقق
إلا إذا فعل كلّ شيءٍ بالمقلوب لعامٍ كامل
...وقد أرهق ذلك السلوك أهله و أصحابه
فقالت له أمه : ما جدوى أن تتحول إلى فراشة وكل أحبائك حمير
فاكتشف الروعة المطلقة في كونه حماراً
حبيبتي تقول : ما جدوى أن تكتب كل شيءٍ بالمقلوب
لتصبح شاعراً بينما البشر ليسوا بشعراء
[email protected]
#أسعد_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟