أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة الجواهري - مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 1-2













المزيد.....

مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 1-2


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1025 - 2004 / 11 / 22 - 08:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحليل سياسي:
2004-11-21
لا أسميها حربا طائفية، بل محاولات لإثارة هذه الحرب اللعينة، وهذه هي التسمية الحقيقية لما يجري هذه الأيام على الساحة العراقية عدا تلك الأحداث التي تدور في الفلوجة وباقي المناطق الساخنة أينما كانت. قوى خارجية وأخرى داخلية تعمل معا بتنسيق دائم من أجل إثارة الفتنة الطائفية في العراق منذ اليوم الأول لسقوط التمثال وهزيمة الشر، فلو فشلت محاولة، تلتها محاولة أخرى بسرعة قبل أن نلتقط أنفاسنا وننفض التراب عن الأعين، جميع تلك المحاولات، كان العراقي واعيا لها، ولم ينجر لأي منها تحت أي ظرف من الظروف، فبقي محافظا على جذوة انتفاضة الحياد متوقدة في العراق واستمر البحث عن الحلول السياسية والسلمية من أجل إعادة بناء الدولة العراقية التي تركها البعث البهيمي الهمجي ركاما وأثرا بعد عين، ولو استمر أبناء العراق بهذا النهج، فإنهم بلا أدنى شك سينالوا بحق الجائزه الكبرى في نهاية المطاف، عراقا ديمقراطيا حرا لكل العراقيين.
بعد المثلث السني رسموا لنا مثلثا آخر دامي، ليأخذ اسمه من بشاعة الجرائم التي ترتكب به على أيد فلول البعث الهمجي والسلفيين من أتباع عبد الله الجنابي، فقد سمي بمثلث الموت لكثرة ما أرتكب به من جرائم، ومن نظرة سطحية لها تبدو وكأنها طائفية بامتياز، في حين هي في واقع الأمر ليست كذلك.
ربما أكون على خطأ ولكن لي رؤيا أود أن يراها الجميع لعلي أكون مصيبا بما أرمي إليه.
المسألة لها وجهان، الوجه الأول وهو ما يبدوا من الوهلة الأولى للصورة، أو بالأحرى ما يمكن أن أسميه القناع أو الذريعة، وهو أن عمليات القتل التي تجري في مثلث الموت للجنابي في اللطيفية وما جاورها، جميعها ترتكب بحق الشيعة وباستعمال أساليب غاية بالقذارة، منها إجبار الشيعة على أمر من إثنين، إما سب الإمام علي عليه السلام أو الذبح، وأخرى تتمثل باختطاف الرهائن ومن ثم التمثيل بجثثهم بعد ذبحهم وإلقاء الجثث للكلاب على قارعة الطريق، وما إلى ذلك من أعمال بشعة باسم الإسلام السني، وما يزيد الطين بلة، هو أن علماء المسلمين السنة يحرضون على مثل هذه الأعمال ويشتركون بها بشكل مباشر وغير مباشر، وكذا تفعل الكثير من التنظيمات السياسية السنية، وهذا حقا امر مؤسف جدا، فلو أردنا أن ننصف هذه الأحزاب والهيئاة الدينية فإننا نسمي ذلك قصر النظر السياسي، أما لو كان السبب وراء اتخاذ هذه المواقف برنامج سياسي، فإنه بلا أدنى شك يقع ضمن محاولات فلول النظام وعملاء الجوار من أجل أن تحل اللعنة على العراق. وهكذا لو أخذنا هذه الصورة دون تحليل سياسي على أساس من المنطق السليم، فهي بلا شك دعوة الشيعة أن يتحاموا ويحملوا حملة رجل واحد على السنة وينكلوا بهم، وهم قادرون على ذلك لتوفر الأسلحة وكثرة المقاتلين لديهم، فالشيعة قضوا أكثر من عشرين عاما وهم يحملون السلاح في الخطوط الأمامية في حروب صدام ضد دول الجوار وفي حملاته للتطهير العرقي في العراق، فإن للشيعة ثلاثة أجيال من المقاتلين المدربين، بحيث يفوق عددهم على خمسة ملايين مقاتل تمرس في سوح القتال، وهذا بأقل التقديرات، عدا تلك المليشيات التي عادت من الخارج بعد سقوط النظام إلى العراق والأخرى التي تشكلت حديثا، والبعثيين يعرفون ذلك، ودول الجوار تعرف ذلك تماما، وجميع العقلاء من السنة يعرفوه أيضا، ولكن بالرغم من هذا وذاك، نجد هذه الجماعات التي تظهر بمظهر طائفي مستمرة بدفع الشيعة إلى الإنجرار لهذه الحرب الطائفية، بل يدفعون لها باستماتة. وهنا يجب أن نسأل سؤال واحدا قبل المضي في التحليل من أجل أن نرى الوجه الآخر للصورة، هل الذين يقومون بهذه الأعمال غافلون عن هذه الحقائق؟؟ إن التجاوز على الإجابة يعني تجاوزا على الحقيقة، هم ليسوا غافلين، بل واعين لذلك ويعرفون تماما أن السنة العرب خصوصا سيكونون الضحية الأكثر تضررا، ولكن نجدهم مستمرين بذلك، فهل الذي يسعى لفناء طائفته يعمل حسب برنامج طائفي؟؟ إنه بلا أدنى شك يعمل حسب برنامج سياسي مختلف تماما، مسخرا الطائفية له كأداة من الأدوات الكثيرة التي يملكوها، فهم ببساطة شديدة، يريدون لهذه الفتنة أن تقوم، ولكي تكون لدول الجوار كذريعة للتدخل بالشأن العراقي الداخلي، لأن في مثل هذه الحالة سيكون العالم أجمع بصفهم، حيث الذريعة التي بأيديهم قوية جدا وهي حماية لحدودهم من حالة الحرب الأهلية في العراق بعد أن يخرج الأمر عن دائرة الفلتان الأمني، إي أن تذهب الأمور للدائرة الأوسع في الصراع وهي دائرة الحرب الأهلية. في مثل هذه الحالة ستتحرك الجيوش للدول في الجوار وسيدخل الجميع أرض العراق، ولم يمضي وقت طويل حتى يكون العراق قد تقسم بالكامل، وسيأخذ كل منهم حصته. ولكن هناك كوابح قوية تقف لمن يعمل على إثارة هذه الفتنة، تقف له بالمرصاد وتمنع أي سلوك من هذا القبيل سواء كان خارجيا أم داخليا، وهذا ما حصن العراق من السقوط الحقيقي في براثنهم لحد الآن.
منذ أن أعلنت الولايات المتحدة عن نيتها دخول العراق وبدأت مساعيها وتحشيدها لذلك، كان الحديث يدور عن تقسيم العراق والحرب الأهلية، وكان الكثير يتوقعون بأن يحدث ذلك من أول دبابة أمريكية تدخل العراق، ستقوم هذه الحرب ولم يمضي وقت طويل حتى يتفتت العراق، ولكن لم يحدث ذلك، فقد وقف العراقيون وقفة رجل واحد، وقفة محايدة من الصراع الذي يجري على أرضهم، وكأن الأمر لا يعنيهم، في حين أن العكس هو صحيح، فقد حدد العراقي الأولويات ووجد أن سقوط النظام أولا من ثم خروج الأجنبي مشكورا، وإذا لم يفعل، آن ذاك فلكل حادث حديث، وما أعلى صوت العراقي حين يتحدث. فوقفت المرجعيات الدينية وقفة أكثر قوة وثباتا لتدعم به الشعور العام لدى العراقي الذي كان يقرأ الأمور بالحس إن لم يكن واعيا لهذا الأمر بالكامل وبكل أبعاده السياسية، ووقفت الأحزاب ذات الوقفة وأجهضت كل المحاولات التي كادت أن تشعل الفتنة في أيامها الأولى، وسقط التمثال، وها هو العراق ينهض من تحت الرماد ماردا بعقله السياسي وسواعد أبناءه ويتجه بإيقاع سريع نحو عراق مستقل ديمقراطي طالما ناضل وقدم قوافل من الشهداء لأجله.
خذ مثلا عزيزي القارئ، وثيقة الزرقاوي الشهيرة كان واضحا منها أن الهدف النهائي هو إثارة الفتنة الطائفية، في حين يعترف الزرقاوي أن السنة يكونوا هم الضحية الكبرى هذا فضلا عن الاحتقار الواضح للسنة (الدهماء كما يسميهم) وموقفها المؤيد للتغير، والوثيقة لم تكن تبحث عن وسائل لتفوق طائفي للسنة على الشيعة، ولكن كانت تبحث عن السبل التي يمكن من خلالها إثارة الفتنة الطائفية لكي تطيح بالعراق بالكامل، أي بمعنى إقامة دولة طالبان في العراق ولم يكن يهمه تقسيم العراق، وكذلك لم يجد الزرقاوي برجال الدين العراقيين من السنة سوى مجموعة من الانتهازيين وحسب، بالرغم من توفيرهم الملاذ الآمن له. وهكذا نجد منذ اليوم الأول تشكل تحالف بينه وبين مجموعة منهم مع فلول النظام المقبور ولم يتغير الأمر كثيرا بعد ذلك الوقت سوى أنهم سلموا له سكان المدن السنية كرهائن ودروع بشرية له ولمؤيديه الذين قدموا لاحقا، لتصبح الفلوجة المعقل الأساسي لهم، بل عاصمة الثالوث الغاشم.
بالرغم من أن هدف الزرقاوي طائفيا صرف، ولكن لم يكن للسنة العراقيين منه نصيب سوى ما سيصيبهم من ضيم، وها نحن نرى ما الذي أصابهم لحد الآن.
ربما كانت هذه الجماعات (أي الثالوث الغاشم) تحقد على الشيعة لأنهم فشلوا بزجهم في صراع طائفي وهمي لكي يحققون من وراءه نواياهم الخبيثة، حتى لو كانت ضحيته كل السنة العرب في العراق، لذا راحوا يرمون عصفورين بحجر واحد، الأول الانتقام من الشيعة لفشلهم بجرهم لدائرة الصراع، والثانية لكي يبدوا الصراع طائفيا ويساهم بجرهم فعلا، وهكذا أرى أن دوافعهم من وراء القتل في مثلث الموت هو محاولة أخرى جديدة لجر العراق في حرب طائفية بعد أن فشلت محاولاتهم السابقة، ومن هنا أيضا تأتي مساهمة البعثيين الفاعلة والدخول مع السلفيين بحلف محرم حيث أن لكل طرف من الأطراف نوايا وأهداف مختلفة عن الآخر، فمازال أمل البعثيين بالعودة قائما ويذكي جذوته رغبة السلفيين بإفشال المشروع العراقي بإقامة دولة ديمقراطية من ناحية ووجود نظام في الجوار طامع بكل العراق، تحديدا النظام السوري، وهو النظام الوحيد من الجوار الذي يريد العراق كاملا موحدا ولكن تابعا لسيد واحد في دمشق كما هو الحال في لبنان.
بالرغم من أن نوايا الزرقاوي طائفية للنخاع ولكن بالنسبة للبعثيين ليس الهدف طائفيا، ولكن الحرب الطائفية مجرد أداة لتحقيق ذلك الهدف.
سنناقش في الحلقة الثانية من المقال عدة حالات أخرى محددة من اجل الوصول للفكرة النهائية وهي إن ما يجري في اللطيفية أو أي جزء من العراق ليس حربا طائفية، بل يراد لها أن تكون كذلك من أجل الوصول إلى حالة من الاقتتال في العراق تسمح لدوال الجوار بالدخول للعراق بقواتها وتحقيق ما كانت تخطط له منذ مؤتمرهم الأول سيء الصيت في القاهرة، وكذا دوافع من يحملون السلاح اليوم في العراق كل على حدة.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة للدكتور علاوي رغم مشاغله
- رسالة من سيدة سعودية أبلغ من الجاحظ
- أنقذوا الموصل قبل أن تسقط بأيد الإرهابيين
- طلع تحليلهم --بوش--
- رسالة مفتوحة إلى رئيس أعضاء المفوضية العليا للانتخابات في ال ...
- سياسة تأهيل البعث الفاشلة هي السبب وراء تصاعد العنف في العرا ...
- هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟
- شهوة الموت للشيعة مازالت متأججة وتزداد سعيرا
- ميلودراما مضحكة حد الاختناق فالموت
- الأمن الاقتصادي العالمي مقابل أمن واستقرار العراق
- أيلول الدامي في العراق هروب نحو الجحيم
- المطلوب مسودة لقانون الاستثمار في صناعة النفط والغاز
- رد تأخر بعض الوقت على علاء اللامي
- القوائم المغلقة الأسلوب الأمثل للانتخابات في هذه المرحلة
- محاولة خنق هيئة إجتثاث البعث بكيس بلاستك
- كيف يمكن أن نفشل إستراتيجية البعث القذرة
- فضائية العربية عينها على الحصة التموينية للعراقي
- إستراتيجية البعث احلاف محرمة وزوابع بأسماء مختلفة
- هل نحن مشروع للذبح الجماعي من قبل البعث لم ينتهي بعد؟
- ماذا بعد النجف؟


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة الجواهري - مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 1-2