|
2 على هامش الانتفاضة السورية
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 20:50
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
مرة أخرى يدعم رئيس جمهورية العراق السيد جلال الطالباني مسيرة اصلاحات الأسد في سوريا في تحد سافر لمشاعر ومصالح السوريين وانتفاضتهم الباسلة في رسالة حملها المبعوث الرئاسي في العراق عادل عبد المهدي الذي استقبله راس النظام في دمشق ومن الجدير ذكره أن رئيس الحكومة السيد نوري المالكي اتخذ الموقف ذاته قبل نحو شهر وكذلك مختلف الأطياف العراقية الحاكمة من جماعات الصدر والعلاوي والهاشمي والبعثيين والضاري وكل تيارات الارهابيين التي تعمل تحت اسم - المقاومة العراقية – هؤلاء حكام العراق راهنا والمعارضة سابقا الذين ذاقوا الأمرين من النظام الاستبدادي البعثي توأم النظام السوري عندما كانوا معارضة وطنية عراقية حيث تلقوا الدعم والاسناد والاحتضان من شعوب المنطقة وخاصة الشعب السوري بدون أي مقابل بعكس النظام السوري الذي تعامل معهم بعقلية أمنية وعلى قاعدة الربح والخسارة وليست المبادىء ابان الصراع البعثي – البعثي وهو مبعث حزننا وألمنا خاصة وأن خطوة الرئيس الطالباني الأخيرة تجعلنا نستذكرالبلاغ الصادر قبل نحو اسبوعين من لفيف من الوطنيين الكرد السوريين ونشرته وسائل الاعلام ومما جاء فيه " أن السيد الطالباني كان قد زار سوريا قبيل اندلاع الانتفاضة بأيام حاملا معه وعدا لرأس النظام السوري بأنه سيسعى أن يقف الكرد السورييون الى جانبه وأن يعمل على استمالة جماعة حزب العمال الكردستاني التركي من تنظيمه السوري الى التعاون مع النظام " وهو ماتم فعلا خلال زيارة خاطفة لضابط أمني سوري كبير من مكتب اللواء – محمد ناصيف – الى مدينة السليمانية واجتماعه برعاية الطالباني مع قيادة حزب العمال والاتفاق المبدئي على عودة الأمور الى سابق عهدها عندما كان زعيم الحزب في دمشق يأتمر بما يرتضيه الحاكم السوري لضمان مصالحه المحلية والاقليمية وبالفعل عاد مسؤول تنظيم ب ك ك السوري مع بعض من أعوانه ليقوم بنشاط علني برضا السلطة وأجهزتها اضافة الى تحركات – مشبوهة – بخلاف الاجماع الكردي وبالضد من تنسيقيات الانتفاضة في المناطق الكردية مما أدت الى صدور بيانات من شباب الانتفاضة تندد بذلك الموقف الذي يصب في مجرى مصالح النظام هذا ولم يكتف السيد الطالباني بذلك بل أوعز الى مراسل صحيفة الشرق الأوسط بأربيل المنتمي لأحدى مؤسسات حزب الطالباني الخاصة الى نشر تصريحات وبيانات طرف كردي سوري معين ينادي بخلاف موقف الانتفاضة بالحوار مع رأس النظام وعلى أي حال لم نكن نتمنى أن تصل الأمور الى هذه الدرجة مع رئيس العراق ولكن وعلى مايبدو ظل أمينا لهواه السوري – الأسدي متمنيا أن لاتنكشف أوراق النظام بكاملها وخاصة المتعلقة بعلاقات الطرفين منذ عهد اللواء – علي دوبا – وحتى الآن خاصة وأنه يعيش منذ سنين – عقدة كوران – التي أكرهته كل ما له صلة بالتغيير . - * - نقلا عن لسان الناشطة السورية السيدة – بهية مارديني - ستستضيف " إسطنبول الملتقى التنسيقي الأول لنشطاء ومجموعات عمل الثورة في سوريا بدءا من اليوم ولمدة أربعة أيام. ويهدف الملتقى إلى تطوير مجالات التنسيق بين نشطاء ومجموعات عمل الثورة، إلى جانب زيادة التعارف والتعاون بين النشطاء، كما يحتوي على دورات تدريبية في 5 مجالات مختلفة يتبعها ورشات عمل متخصصة يمكن للناشط المشارك أن يختار المشاركة في إحداها، وهي المجال الإعلامي، والمجال السياسي والاستراتيجي،والمجال الحقوقي، والمجال الإغاثي، ومجال التنسيق مع الداخل إضافة إلى الدعم اللوجستي" . يمكن فهم وتفهم انعقاد لقاء عابر أو اجتماع طارىء لبعض من المعارضة السورية في الخارج في احدى المدن التركية وكنت قد ذكرت وأكرر اليوم أن تركيا النظام ليس الخيار الأمثل لنشاط معارضة الخارج وبحسب قراءتي كان مؤتمر – أنتاليا – الذي جمع جزءا من ممثلي المكونات الوطنية السورية مفيدا في حينه كتظاهرة انتهت مفعولها بصدور البلاغ الختامي وذكرت أيضا أن المؤتمر انعقد في ظرف خاص وحساس لدعم الانتفاضة وجاء تحديا لاتفاقية – أضنة – الأمنية بين دمشق وأنقرة مزعزعا هيبتها ولكن من دون القدرة على الغائها لأنها تستند الى مبادىء وعهود وتطبيقات عملية في خدمة مصالح النظامين نعم أقول تركيا النظام لم تحسم أمرها بعد ومازال التعاون الأمني ساري المفعول ويرتبط الجزء الأساسي منه بمواجة أعداء النظامين ومازالت الى جانب اسرائيل وبعض الأوروبيين وبعض الأمريكان وبعض العرب مع بقاء رأس النظام بعد عملية ترقيعات شكلية تؤدي الى قصقصة أجنحة النظام ليتحول البلد كله الى لقمة سائغة ولقطع الطريق على تحقيق تغيير ديموقراطي حقيقي بارادة الشعب السوري . أما مالايمكن فهمه أو تفهمه هو أن يلتقي نشطاء ومجموعات عمل الثورة في استانبول بحسب التصريح من دون الافصاح عن الجهة الداعية والراعية والممولة وفي هذه الحالة هل علينا النظر الى الموضوع ببراءة أم اعتبار القيمين من درجة القديسين ؟ خاصة ونحن نعلم أن الملف السوري يدار تركيا من جانب جهاز الأمن المعروف ب – ميت – ورئيسه ( حقان فيدان ) الذي لايفارق دمشق في الأشهر الأخيرة وهم أي النشطاء ومجموعات العمل يعملون في الداخل بظروف السرية لأنهم مشاريع شهداء وهناك المئات منهم يعيشون في ظروف الملاحقة وتحت الأرض كما يقال فكيف يمكن ايصال هؤلاء الى استانبول ولماذا ؟ هل من أجل الاستماع الى محاضرة نظرية وهم يصنعون الأحداث ويسطرون تاريخ سوريا ويعلمون الآخرين من التقليديين ومعظم معارضة الخارج دروس الفداء والكفاح السلمي وأصول مواجهة النظام وهنا أريد أن أتوجه مخلصا الى كافة تنسيقيات الانتفاضة الثورية في الداخل لتوضيح حصول نوع من اللغط باسمها فهناك من يزعم التحدث باسمها ومن يزجها في مطبات لخدمة الأجندات الأجنبية وكل ماهو مطلوب منها هو المزيد من الحذر والحيطة واعلان الحقائق والرد على التجاوزات والا فان النظام وحده سيستفيد من هذه الفوضى – الغبية – نعم نقول هناك من كان ناشطا ثوريا في احدى التنسيقيات وانتهى به الأمر الى خارج البلاد وانتهت صلته العملية بمجريات الانتفاضة التي تجدد نفسها كل لحظة فهل علينا قبول مثل هؤلاء مع جل احترامنا وتقديرنا لهم ممثلون للانتفاضة أو ناطقين باسمها أو معبرين عن واقع حالها ؟. - * - وأخيرا وتحت ضغط الانتفاضة الوطنية أصدرت الحكومة السورية كذر للرماد في العيون وكترضية للغرب لغض الطرف عن جرائم النظام مشروعا تحت عنوان قانون الأحزاب يمنع قيام اي حزب "على اساس ديني او قبلي او مناطقي او فئوي او مهني أو على أساس التمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللون ويكون ملتزما بأحكام الدستور " ولايحتاج الأمر هنا الى فقهاء القانونين الدستوري والدولي لتحليل وتقييم القانون بل أن مواده وبنوده كفيلة بفضحه وتعريته فالدستور السوري الراهن الذي يجب أن تكون الأحزاب على مقاسه يمنع بالأساس حرية الأحزاب ويعتبر حزب البعث الحاكم قائدا للدولة والمجتمع والنظام يعتبر الشعب مجرد رعايا من العشائر والبداوة لايعي معنى الديموقراطية ويمنع عليه ممارسة العمل الحزبي أما القوميات والمكونات الوطنية غير العربية فهي متهمة باثارة العنصرية عندما تطالب بحقوقها وبالتالي يحجب عنها اقامة أحزابها اضافة الى أنها لاتتمتع بشروط الشعب والأمة لأنها قبائل ومجموعات متنافرة ألم يعتبر الأتراك منذ قيام الجمهورية الكرد أتراك الجبال ألم تطلق الحكومات التركية المتعاقبة منذ قيام فدرالية كردستان العراق وحتى قبل عام على شعب كردستان " قبائل شمال العراق " ؟
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- وحدة الحركة الكردية - في زمن الانتفاضة
-
هكذا نفهم شعار - اسقاط النظام -
-
حوار في العمق حول القضية السورية
-
- هةربذي كرد و عرب رمز النضال -
-
أحذروا - الفوضى الغبية -
-
في انجازات الانتفاضة السورية
-
- برناركوشنير - ليس عدوا بل نظام الأسد
-
ماقاله البارزاني في مؤتمر -روما للشرق الأوسط -
-
الحق الذي يراد به الباطل
-
المعارضة - الوسطية - في زمن الانتفاضة
-
- ثرثرة - في سميراميس دمشق
-
لاتعبثوا بانتفاضتنا فهي السبيل نحو التغيير
-
أيها السورييون : شدوا الأحزمة
-
في تعريف أمن الشعب والوطن
-
حديث على هامش الانتفاضة السورية
-
مؤتمر التغيير السوري في – أنتاليا – ( 3 )
-
مؤتمر التغيير السوري في – أنتاليا – ( 2 )
-
نداء من صلاح بدرالدين الى شعبنا الكردي السوري العظيم
-
مؤتمر التغيير السوري في - أنتاليا - ( 1 )
-
لاصوت يعلو على انتفاضة الشباب
المزيد.....
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|