عدنان الأسمر
الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 14:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن الحراك الشعبي الأردني المطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإداري هو حالة طبيعية وضرورة تاريخية يتوجب على الحكومة الاستجابة لمطالب الإصلاح تجنبا للتدخلات الأجنبية علما أن التاريخ السياسي الأردني لم يشهد تشكل معارضة هاربة للخارج بالرغم من طول فترة إرهاب الدولة والقمع والاستبداد واخطر حدث على الإطلاق هو تشكل حالة معارضة ما في الخارج ودعوتها لبناء الجمهورية العربية الأردنية وإسقاط المملكة الأردنية الهاشمية وهذا يعني إسقاط النظام السياسي وإنشاء جمعية تأسيسية ودستور جديد وخوض مواجهة مع دول الإقليم واستخدام العنف الشعبي أو العسكري لتحقيق تلك الأهداف. والمخيف في هذا الطرح هو انه جاء من معارضة مقيمة في الخارج أبلغت موقفها لمراكز القرار الدولي مما يبعث في النفس الذعر أكثر وكأن المراكز تشكل بديلا معينا لاعطاءه الشرعية أو تشكيل أداة ضغط على القيادة السياسية الأردنية لتمرير استحقاقات معينة وهذا يعني وجود مخططات للعبث بالدولة الأردنية مما يفرض مسؤولية تاريخية على كافة أطراف المعادلة السياسية الأردنية وأولها مؤسسة العرش.
فالمأمول من جلالة الملك فرض إستراتيجية استباقية تؤدي للاستجابة لمطالب الإصلاح أما الحكومة يجب عليها وبكل سرعة انجاز قانون انتخابات نيابية وقانون أحزاب وحريات عامة تضمن التعددية وتوسيع المشاركة أما الأجهزة الأمنية يجب عليها الابتعاد عن سياسة الإدارة الأمنية للمجتمع والتوقف عن حماية الفاسدين والعابثين بالوحدة الوطنية.
أما الأحزاب السياسية يجب عليها الحذر من التصعيد واستمرار الاحتكام للشارع فسيناريو المؤامرة على الأردن لن يكون مضمونة إلا تفعيل ودعم مطالب الإصلاح وتشجيع الحكومة على التباطؤ في الإصلاح مع توفير غطاء المراكز الدولية لبعض قوى الإصلاح أو تبني مطالب الإصلاح بهدف وضع الشعب في مواجهة الحكومة لإجبار الحكومة على استخدام العنف لقمع المواطنين وعندها ينجح المخطط في إضعاف الدولة وتفكيكها وتتوفر الظروف المناسبة لتدخل الصهاينة وأعداء الأمة فتباطؤ الاستجابة لمطالب الإصلاح وما يسمى بقوى الشد العكسي هم اكبر المتآمرين على الأردن والساعيين لخلق ظروف داخلية وتهيئتها لإنجاح المشاريع التآمرية فنحن الذين نؤمن بالدولة الأردنية وبالوحدة الوطنية ونقاوم الظروف التي تخدم التوطين أو الوطن البديل نرفض ذلك المشروع المشبوه وسنظل مع استقرار المملكة الأردنية الهاشمية .
عدنان الأسمر
#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟