أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جنبلاط الغرابي - ذكريات -1-














المزيد.....

ذكريات -1-


جنبلاط الغرابي

الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 23:05
المحور: سيرة ذاتية
    



ربما تعني الذكريات بالنسبة لكثير من الناس الجلوس امام خشبة مسرح تستعرض احداث وتراث شخصي,اي انها رؤية مجموعة من الاسرار التي كانت تغمرها امواج الخوف او تحرسها جدران الخجل.بينما الذكرى ليست سوى واقع عام,تجارب الانسان مع الآخرين,ومع الطبيعة,استخلصت منها فحوى فردية ظاهرة وكأنها ولدت مع الذات واختصت بها.ورغم ذلك فاننا نحاول ان نجعلها فردية محضة,نحافظ عليها,وفي كل يوم نغسلها ونبدل ثوبها القديم,لانها الماضي الذي نرى من خلاله حلم العودة,حلم ايقاف الزمن,تلافيا للفناء.ذلك ان معرفة الناس اسرارنا وذكرياتنا بظننا قد تبطل وتعكر هذا الحلم,ولكننا نغفل ونتجاهل عدم وجود اية رابطة بين البقاء والماضي.فالحياة قطار لا يتعاطف مع احد,وليس من شأنه ان يرحم او يفني,كونه وسيط يحمل رسائل,حيث نحن نعيش بداخلها,فتارة علينا ان نقرأ,وتارة نجد انفسنا المضمون الذي يجب ان يظهر,اننا المرآة لهذه الحياة,ومرآة لذواتنا.استطيع الان ان اتذكر اول مرة ارى فيها شابا يصارع الموت امام امه وابيه,كانت امه تصرخ بشدة وكأنها تريد ان يعود بعدما شعرت بسفره البعيد نحو اللاعودة,بينما الاب قد ادرك جيدا بانه قد مات,حينها استسلم بسرعة,وواجه مرارة وشدة الالم,فقال لها بنبره حزينة,وانا ما زلت اتذكر كلماته,مع من تتكلمين دعيه,فقد مات,والى اين تجرينه؟.وبالرغم من ذلك لم تذعن الام وسلمته لنا كي نأخذه الى المستوصف المحاذي لمدرسة الشرطة والتي كانت ملاذنا الوحيد,عندها ركضنا مسرعين ونحن ندرك ما ادركه الاب,ولكن العاطفة التي فاضت من عيون الام جعلتنا نواسي اوهامها,لنتوهم معا,بانه قد يعيش مرة اخرى.ومع ذلك,فالمستوصف لا يملك حتى مروحة,او اي مستلزمات الطوارئ البسيطة,انه مستوصف خيري,يعالج مرضى التيفوئيد والملاريا,وليس له اختصاص اخر,لذا عندما وصلنا هذا المكان الفقير في منتصف الليل نظر الينا احد الموظفين بحزن وحيرة,فيا ترى ماذا يفعل هؤلاء المساكين بميتهم هذا؟.كان عليه ان يصاب بعدوى الوهم كما حدث معنا,الا انه سرعان ما قال لاهله والجمع الغفير بان هذا الشاب ميت,ليزيد من الم الام التي تعالت صرخاتها.لقد كانت تريد ان تعالج مرضه السرطاني بذهابها الى استراليا,ولكنها لم تفلح,فاودعته في قبر يقع فوق تلال جزيرة كوبانك الاندونيسية,تلك الجزيرة التي لطالما اشعرتني بموت بطيء يطوف حولنا,لكثرة الاوبئة,والكائنات السامة اللامنتهية الانواع والعدد.وهكذا دفنا حازم في اليوم التالي,بعدما قضينا معه ليلة مليئة بظلام طقوس الموت.ذلك الشاب الذي اعتدت ان اراه عصبي المزاج مع امه وابيه واخوته الصغار بسبب مرضه الخطير والموجع لمشاعر الامل.وقعت هذه الحادثة سنة - 2002- في جزيرة اندونيسية تدعى كوبانك وهي قريبة من استراليا,حيث كنا مجموعة يبلغ عددها -245- شخص ينتمون الى قوميات وبلدان مختلفة.اتذكر اننا مكثنا فيها ثلاثة اشهر وكانت محطتنا الثانية من بعد جزيرة روتي التي هي من اغرب الامكنة التي رأيتها في حياتي..



#جنبلاط_الغرابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلق الطفرة الثقافية -التفاعل الفكري بين الرجل والمرأة-
- الحضارة في الذاكرة الاجتماعية
- الانسان ومحاولة الهروب
- اشارات حول الحلم والرغبة
- خلق المجتمع المفكر
- ثلاث نظريات في علم النفس
- طبيعة الإنسان العراقي -2-
- طبيعة الإنسان العراقي
- المرأة في تصورات علم النفس الغربي
- عجز التقدم في العقل العربي
- علم النفس في المجتمع العراقي
- الانتحار
- الانفعال السلبي(الايذاء)
- الاخلاق ونظرية الرقيب الغيبي
- دراسة في ظواهر المجتمع العراقي
- (عقيدة الثالوث)
- الاديان والطوطمية -نحو معرفة جديدة
- أوهام علي الوردي-2-
- أوهام علي الوردي
- الأسس العلمية في دراسة المجتمع العراقي


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جنبلاط الغرابي - ذكريات -1-