ميناء مبارك الكبير – تساؤلات مشروعة

تاج موسى آل غدير

الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كثرت المخاوف والظنون لدى العراقيين من إنشاء ميناء مبارك الكبير الذي تنوي دولة الكويت تشييده على الجزء الشرقي من جزيرة بوبيان الواقعة شمال الكويت وتشير بعض المصادر الاعلامية إن عملية إنشاء هذا الميناء ستمر بأربعة مراحل حيث سيتم إنجاز المرحلة الاولى في عام 2015 وسيكون للميناء اربعة ارصفة في مرحلته الاولى أمّا المراحل الاخرى الثلاث فعند انجازها سيكون للميناء ستين رصيفا , وسيرتبط هذا الميناء بالبر الكويتي بثلاث جسور وطرق سريعة وسكة حديد . ويبدو للوهلة الاولى بناء الكويت لهذا الميناء أمرا عاديا إذْ إن الجزيرة كويتية والميناء كويتي وإن وجود هكذا ميناء من شأنه الإسهام في تنمية دولة الكويت الشقيقة والدول المجاورة لها ولكن عندما ننظر الى جزيرة بوبيان ونتجه بنظرنا نحو موانئ العراق ومنفذه البحري الضيّق نكتشف سبب مخاوف العراقيين وحنقهم الشديد , فلقد بدأت الكويت ببناء ميناء مبارك في 6/4/2011 أي بعد سنة من إعلان وزارة النقل العراقية وضعها حجر الاساس لمشروع بناء الفاو الكبير , ويشير وزير النقل العراقي السيد هادي العامري بإن الممر المائي العراقي سيكون ضمن الميناء الكويتي مؤكدا إن الميناء المذكور يصل الى الحدود المائية التي رسمها قرار مجلس الامن الدولي رقم – 833 – والذي فُرض على النظام العراقي السابق وهذا الممر المائي هو كل ما بقي للعراق وفق هذا القرار والميناء الكويتي من شأنه أن يغلق 65% من هذا الممر بوجه العراق . أما ميناء الفاو الكبير عند إنشائه وبدون عرقلة من دولةة الكويت الشقيقة فأنه سيحل مشكلة العراق فيما يخص منفذه البحري إذْ إن الطاقة الإستيعابية الكليّة للميناء ستكون حوالي – 99 – مليون طن سنويا , ومن المؤمل أن يتصل الميناء بخط سكة حديدية تربط الموانئ العراقية بشمال اوربا عبر تركيا وهو المشروع الذي يعرف بأسم – القناة الجافة - .
وهنا وبعيدا عن أية أحقاد أو غايات , نسأل الاخوة في الكويت عن ماذا يتوقعون من العراقيين عند إصرارهم على تنفيذ إنشاءات هذا الميناء على طريق منفذهم المائي الوحيد ولماذا لا يكون إنشاء الميناء على الطرف الاخر من جزيرة بوبيان . ولماذا لا يتم التشاور مع العراق , ولماذا كل هذا الحماس الدبلوماسي في أروقة الامم المتحدة لإبقاء العراق ضمن الفصل السابع , ولماذا هذه المطاردة القانونية التي لا هوادة فيها لطائرات الخطوط الجوية العراقية , ولماذا مطاردة الصيادين العراقيين الفقراء وإهانتهم , ولماذا هذه الحملة الطائفية الشعواء التي يشنها عدد من النواب و الاعلاميين الكويتيين , والتساؤلات كثيرة ولكن إذا كان الاخوة في الكويت متحمسين لتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي وخاصة القرار 833 , والتي صدرت لمعاقبة النظام السابق , فأننا نقول لإخواننا وأبناء عمومتنا في دولة الكويت الشقيقة : إمنحوا العراق فرصة معقولة ليستطيع أن يتعايش مع مثل هذه القرارات وإفتحوا قلوبكم قبل عقولكم لبدء عهدٍ جديدٍ , عهدِ أخوّةٍ وتعاونٍ وأمان .



تاج موسى آل غدير

#تاج_موسى_آل_غدير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات