|
الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية ..... (8) ...؛
علي الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 14:07
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
1 - نظرية نهاية الرأسمالية
البروفيسور مايكل كاريرا صاحب " نظرية نهاية الرأسمالية .." ( 15 ) ، ربما أكثر الكتاب اطلاعا على الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الولايات المتحدة ، فقد تعرض لأهم ما يشغل القوى العاملة والطبقة الوسطى من موضوعات ، وبين في الوقت نفسه أن نظاما غير رأسمالي في طور التكوين سيحل محل الرأسمالية الحالية ، وأن ولايات متحدة أمريكية جديدة ستظهر نتيجة لذلك. لقد بنى الاستاذ كاريرا توقعاته على أن النظام الرأسمالي العالمي يتصدع نتيجة قصور المصادر الطبيعية والبشرية عن تحقيق النمو الاقتصادي ، وأن ذلك يمهد لتغييرات ثورية في الرأسمالية. فالهزة المدمرة التي أصابت السوق المالي وما تبع ذلك من ردود أفعال متباطئة ، أدت الى تسريح ملايين العمال من وظائفهم و إلى تخلخل في البناء التحتي للرأسمالية. الأزمة التي تحدث عنها الاستاذ كاريرا ناتجة عن التناقض الحاصل داخل النظام الرأسمالي بين تجاهل الحاجة للنمو الاقتصادي من جانب ، وبين محدودية القدرات العالمية للحفاظ على النمو الاقتصادي من جهة اخرى. هذه التناقضات بين الرأسمالية ومحدداتها ستستمر حتى تنهار ليحل محلها شكلا آخر من نظم الحياة ، فالرأسمالية التي هيمنت على العالم منذ خمسمائة عام في طريقها للتلاشي ، فاذا لم يستمر اقتصادها بالنمو تتوقف عن الحياة. واذا لم يتمكن المستثمرون من تحقيق الأرباح لن يستثمروا ، لا أحد يستثمر أذا توقع الخسارة ، واذا توقف المستثمرون فالأعمال لا تتوسع ، وتزداد البطالة ، والاستهلاك يتناقص ، والقروض تتوقف وتنشأ حالة الركود. تناقص النشاطات وانكماش السوق إلى حين تقوم الحكومة باصطناع النشاط الاستثماري من خلال ضخ أموال للمصارف ، لكن ضخ الأموال لن يستمر إلى مالانهاية ، علما بأن ضخ الأموال للمصارف ليس قاعدة بل استثناء ، وهو ممكن فقط في حالات استثنائية. ويشير الاستاذ كاريرا إلى النتائج التي توصل اليها المحلل المالي والكاتب نومي برينس ، حيث أجرى هذا حسابا للقروض التي قدمتها أو التي ينبغي للحكومة الأمريكية تقديمها للبنوك لتستعيد نشاطها الذي كانت عليه قبل الأزمة بحوالي (17) تريليون دولار، وهو المبلغ الذي يزيد عن الناتج القومي للولايات المتحدة لعام كامل، ويعتبر مبلغا عاليا جدا لابقاء البنوك على قيد الحياة. ويتساءل السيد برنس ، ولكن إلى متى يمكن أن تستمرالحكومة في طباعة الورق النقدي للبنوك؟. وبحسب نومي برينس فأن ( 17 ) تريليون دولار التي تذهب للبنوك لانقاذها من الافلاس منذ بداية الأزمة عام 2008 يمكن أن تغير نوعية حياة الملايين من النساء والرجال والأطفال في البلدان الفقيرة. نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية مقالا للأستاذ Joseph Stiglitz النائب السابق لمدير البنك الدولي بالاشتراك مع الكاتبة لندا بيلينس ، أن تكلفة الحرب في العراق ستبلغ حوالي 3 تريليون دولار في نهاية عام 2008.(16) وقد نشرت مجموعة أمريكية مستقلة اسمها ( Rethink Afganistan ) على الفيس بوك في 30 / 5 / 2010 تقريرا بينت فيه أن تكلفة الحرب في أفغانستان والعراق تبلغ واحد تريليون دولارا سنويا. وقد تضمن تقرير المنظمة قائمة مقترحة لانفاق واحد تريليون دولار على أغراض أخرى غير الحرب جاء فيها : *-أن انفاق (12 ) بليون دولار ستكفي لتشغيل كل مواطن في افغانستان لمدة عام كامل. *- وان انفاق (930) مليون دولار ستكون كافية لتنظيف الشواطئ التي لوثتها شركة بي بي للنفط البريطانية بعد انفجار حقل نفطي لها في خليج المكسيك. *- وأن انفاق (23) بليون دولار ستكفي لمعالجة ورعاية مليون طفل من فقراء العالم لمدة عام. كما قامت منظمة ثانية هي ( Global Issue ) بحساب تقديرات أخرى لانفاق مبالغ في مجالات ذات نفع عام غير الأغراض العسكرية التي تنفقها الحكومة الأمريكية. فمثلا – *- ان 9 بليون دولار تكفي لبناء شبكة متكاملة لمياه الشرب الصحية وخدمات الصرف الصحي لكل الدول الفقيرة في العالم. *- وان (12) بليون دولار تكفي لتقديم الخدمات الصحية الأساسية لكل نساء العالم. وحتى اذا كانت هذه الأرقام أقل من الواقع ، لكنها في كل الأحوال ستساعد في خفض نسبة الفقر في العالم وتغييرالواقع القائم. ويعلق الاستاذ كاريرا على تلك الأرقام قائلا : “لو جرى تخصيص جزء من تكاليف احتلالنا لمناطق في الشرق الأوسط للأهداف أعلاه لساعدنا في تجنيب مجتمعاتها من حضانة الارهابيين ، وكل ما نحتاجه هو الرغبة في تغيير خياراتنا." وفي رأي كاريرا " أن فقدان ملايين الناس لوظائفهم و بيوتهم ومدخراتهم أفقدتهم الثقة في النظام والحكومة والاقتصاد الرأسمالي ، مما يشكل فرصة لرؤية نظاما جديدا لا رأسمالي ، وسماع حلولا لم تحصل منذ الازمة الكبرى عام 1929. فأزمة عام 1929 دفعت الناس للتفكير في النظريات الرئيسية التي تقدم حلا لخروجهم من الأزمة ، الاشتراكية أو الفاشية. الاشتراكية تقدم حلا من خلال ما ترى أن الرأسمالية فاشلة ، لانها قسمتنا إلى اغنياء وفقراء ، والأغنياء دائما ينتفعون على حساب الفقراء. نحن نريد تنظيم الفقراء والعمال في اتحادات واحزابا يمكننا من خلالها ادارة السلطة من أجل مصالح الجميع. في تلك الأزمة انجذب الملايين للاشتراكية في العالم بما فيها الولايات المتحدة. العمال قادوا الاضرابات في حركة عارمة من الاحتجاجات. الحزب الشيوعي أرسل الآلاف من منظميه إلى منظمات العمال التي شهدت توجها ثوريا ، وأخبار الاشتراكيين اخذت بالانتشار في الصحافة ووسائل الاعلام الأخرى ، اضطرت الرئيس الأمريكي حينها فرانكلين روزفلت إلى اصدار نظاما للتأمينات والمعونات الاجتماعية للفقراء والعاطلين عن العمل ضمن برنامجه الشهير العهد الجديد The New Deal " .(17)
تنشط في الولايات المتحدة حاليا حركة يسارية غير شيوعية ، تضم كتابا وفنانون واقتصاديون وأساتذة جامعات وسياسيون أثبتت وجودها في الولايات المتحدة ، كان بينها مجموعة الاقتصاديين الذين وردت الاشارة إليهم في الصفحات السابقة من بحثنا هذا. ومن بين السياسيين الأمريكيين القلائل الذين عرفوا ببرنامجهم التقدمي هو السيناتور المستقل Bernie Sandersحاكم ولاية Vermont القريب من أفكار الاشتراكيين الديمقراطيين الأوربيين. يتبنى ساندرز برنامجا تقدميا يرمي إلى تقليص التفاوت بين الأمريكيين الذي بلغ درجة لم لم يبلغها منذ الأزمة العظمى عام 1929. ويقود حملة من أجل أن يقوم الأثرياء بدفع الجزء الأكبر من العجز المالي الحالي الأمريكي من خلال فرض الضرائب على كبار الأثرياء. وقد طالب أخيرا الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن لايستجيب لضغوط الجمهوريين لخفض النفقات على برامج اقتصاديات التكافل الاجتماعية ، وبزيادة مخصصاتها لا خفضها. ومن جهة أخرى يعمل بنشاط لانقاذ المزارع العائلية من الاندثار وبضرورة دعمها لأهميتها في توفير فرص العمل وكمصدر للعديد من السلع الزراعية المهمة للمستهلك الأمريكي ، ويسعى كذلك لدعم الطبقة الوسطى التي يتضاءل حجمها ودورها داخل المجتمع الأمريكي ، اضافة إلى حملته التي يقودها لتعميم الرعاية الصحية الحكومية لتشمل كافة الأمريكيين. السناتور ساندرز انتخب عام 2006 سيناتورا وما يزال عضوا نشيطا فيه ، بعد أن أمضى ستة عشر عاما نائبا في المجلس النيابي.
مواقف وبرنامج السناتور ساندرز ، تعيد إلى الأذهان اسم وانجازات شخصية تاريخية أمريكية أخرى هي السيناتور Huey Long الحاكم الأربعين لولاية لويزيانا الذي اشتهر ببرنامجه الاقتصادي / الاجتماعي الثوري الذي لم يسبق للأمريكيين أن سمعوا عنه من غير الشيوعيين. وقد اتهم بالفعل من قبل الأقلية الثرية واليمين المتطرف بأنه اشتراكي و يخدم الشيوعية ، وكان رده على متهميه بأن كل ما تضمنه برنامجه موجود في الانجيل. لقد قاده برنامجه لانهاء الفقر والبطالة إلى انتخابه حاكما لولاية لويزيانا عام 1928، ثم سيناتورا في مجلس الشيوخ الأمريكي. لقد تضمن برنامجه سياسات ثورية لاعادة توزيع الثروة والدخل ، وخلال وجوده في منصبه قام بالفعل بتنفيذ برنامجا واسعا للمنافع الاجتماعية للفقراء والعاطلين عن العمل ، لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة. ويمكن لمن يطلع على برنامجه إلا ويصنفه كأحد الاشتراكيين الكبار، وكنت أظن أنه بالفعل أحد قادة الحزب الشيوعي الأمريكي ، وتقصيا عن الحقيقة كتبت رسالة إلى موقع على الانترنيت يديره بعض أفراد عائلته مستفسرا عن ذلك ، لكنني فوجئت بأن لونج لم ينتم للحزب الشيوعي وأنه كان عضوا في الحزب الديمقراطي ، لكنه اعتمد على نفسه في بناء مستقبله دون دعم من أحد. اغتيل هيو لونج قببل أن ينفذ برنامجه كاملا ، وأثناء وجوده على فراش الموت في المستشفى لعلاج جروحه ، ردد بحسرة عبارته المشهورة : " الهي ،لا تدعني أموت ، فما زال لي الكثير من العمل " في الملحق رقم (1) نص الرسالة الجوابية المرسلة لي من الموقع المذكور، يليها في الملحق (2) نبذة عن حياة السيناتور المغدور هيو لونج.
الملحق (1)
Dear Dr Ali Al Asadi,
Thank you for your message. Huey Long was not a member of the Communist Party. He was a member of the Democratic Party. Some critics claimed that Long s "Share the Wealth" governing philosophy was similar to communism or socialism. However, Long believed in capitalism and free markets with reasonable limits, and he believed that every American should have the opportunity to pursue the American Dream of prosperity. Long himself was a self-made man and a true American success story.
Huey Long believed that the vast disparity of wealth and resources between the super-rich and every one else was devastating the U.S. economy and threatened the democracy during the Great Depression. By capping personal fortunes at $5 million (about $60 million in today s dollars) and sharing the excess revenue with the public in the form of free education, healthcare, public building projects, pensions for the elderly, veterans benefits, etc., he believed more Americans could achieve a higher standard of living and have the opportunity to become millionaires, if they so desired. In short, he believed everyone could get ahead if the government prevented unfair business practices and hoarding among large corporations and the super-rich.
Many of the reforms Long championed eventually became national government policy, such as Social Security, veterans benefits, welfare and disability assistance for the needy, federal regulation of the banking industry and federal bank insurance, federal student loans for higher education, graduated income and estate taxes, etc. As a result of the Great Depression, a social safety net was created to "level the playing field", which helped average American families maintain a decent standard of living and have greater opportunities for advancement.
Sincerely الملحق (2)
" الهي لا تدعني أموت ، فما زال لي الكثير من العمل " " هيو لونج "
هيو لونج ، Huey Long الحاكم الأربعين لولاية لويزيانا 1928 – 1932. بدأ حياته السياسية كعضو في مجلس لويزيانا للسكك الحديدية ، وقد قاد حملة وهو ما يزال موظفا فيها ، لمكافحة الفساد الذي كان مستشريا في هذا المجلس الذي تديره شركة احتكارية تفرض أسعارا باهظة على مستخدمي خدمة القطارات في الولاية. عام 1924 رشح لانتخابات الولاية وجاء ترتيبه الثالث في المنافسة. لقد عمل بنشاط لتخفيض أجور هذه الخدمة على هذه الطرق. وفي نشاط آخر قام به لمصلحة أهالي الولاية ، حيث نجح في دعوة أقامها على شركة الهاتف التي رفعت أجور خدمتها بنسبة 20 % ، تمكن بفضلها الحصول على قرار من المحكمة باعادة كافة الزيادات التي فرضت على المستهلكين قبل صدور القرار ، حيث استعاد 80000 ألف مواطن حقوقهم من الشركة. وقد أشاد به رئيس المحكمة الاتحادية قائلا : أن السيد هيو هو أفضل مفكر قانوني وقف أمام هذه المحكمة في عام 1924 عندما كان عمره 30 عاما. وفي الحملة الانتخابية التي خاضها للفوز بمنصب حاكم الولاية ، كانت الدعاية العنصرية ضد السود والملونين الآخرين مسيطرة على الحملة الدعائية للمرشحين ، لكنه كان الوحيد الذي لم يلعب ورقة التمييز العنصرية ، وقد جاء ثالثا بعد فرز الأصوات ، وقد علق على النتائج قائلا : لقد خسرت ، مع أني فزت بنسبة 100/1. لقد منع المطر الشديد في يوم التصويت اكثرية الناخبين من الوصول إلى مراكز الاقتراع ، فقد كانت شعبيته بين مجتمع المزارعين في الولاية كثيرة ، لكن الطرق تحولت إلى أوحال أعاقت وصولهم إلى صناديق الاقتراع. بدأ حياته قبل دخول الحياة السياسية بائعا متجولا في محطات قطارات السكك الحديدية لصالح شركة تبيع الكثير من الأشياء مثل الحلوى وبعض أصناف الأدوية. وقد ساعدته جولاته كبائع متجول على التعرف على حياة الناس. وقد تعرض لأيام عصيبة في فترة الركود الاقتصادي ، اضطر بسببها لبيع حاجياته الشخصية للبقاء على قيد الحياة. وقد اضطر للمبيت في الحدائق العامة ، واحيانا استخدم صناديق القمامة للنوم عندما لم يكن له أين ينام بسبب انعدام الدخل. تمكن هيو من اكمال دراسة القانون دون أن يدخل الجامعة ، وعمل كمحام يدافع عن الفقراء والعمال ضد شركات الاعمال الكبرى ، وقد كسب الدعاوي ضدهم جعلت منه شخصية شعبية مدافعة عن أولئك الذين لم يتمكنوا من اسماع صوتهم وكسب حقوقهم. ذياع شهرته كمحام كانت ستجعل منه رجلا ثريا لكنه اختار خوض السياسة. في نشاطه كمحام تحدى شركة ستاندر أويل في الولاية في الدفاع عن شركة صغرى للنفط كانت قد دخلت في معركة قانونية لكنه خسر الدعوى ، وعقابا له حاولت ستاندر أويل الضغط عليه لترك نشاطه ، لكنه استمر ونجح في دعوى أخرى ضد المصرف التجاري الوطني استطاع أن يستعيد (200.000) دولارا لصالح العميل كما حصل هو على اربعين الفا مع كل تكاليف الدعوى تمكن بها من بناء بيت له. بعد انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ في واشنطن عام 1932 حينها كانت الازمة الاقتصادية قد عرضت الملايين من الامريكيين للبطالة والفقر. وفي كلمته التي ألقاها في مجلس الشيوخ انتقد العوائل الثرية في الولايات المتحدة مشيرا الى أن 95 % من ثروة المجتمع الامريكي هي في ايدي 15 % من عدد السكان. لقد طالب المجلس بدراسة عدم المساواة هذه التي تشكل مصدرا لمعاناة الناس متسائلا : كيف يمكن حل الازمة الاقتصادية الراهنة في امريكا وتحقيق الانتعاش الاقتصادي اذا كان ( 12 )شخصا فقط من الشعب الامريكي يملكون ثروة تزيد عما يملكه 120 مليون مواطن امريكي. في عام 1934 كشف عن برنامجه للاصلاح سماه " الشراكة في الثروة " لاعادة توزيع الثروة الوطنية بعدالة بين الجميع. وقد اقترح تخفيض الثروة الشخصية لأغنى شخص في أمريكا ، وكانت حينه ا( 50 ) مليون دولارا ، ما يعادل اليوم ( 600) مليون دولارا، بتخفيضها الى (5) ملايين دولارا بما يعادل اليوم ( 60) مليون دولارا ، زيدت إلى (8) ملايين دولارا، وتقسيم المتبقي عن طريق برنامج حكومي على الأمريكيين لينتفع الجميع بمستوى معيشي لائق. كان البرنامج الذي نادى به هيو قد وعد به مواطني لويزيانا عند سعيه لمقعد في مجلس الشيوخ ، وبعد انتخابه طالب بشمول جميع الأمريكيين به. لقد اتهم هيو الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة بمحاباة كبار رجال الأعمال. لقد اثار برنامج هيو العداء ضده في واشنطن ، وشنت الصحافة حملة واسعة للاساءة له متهمة أياه بالاشتراكية والثورية والديكتاتورية ، لكنه لم يستسلم فقام هو بالتوجه إلى عامة الناس عبر الراديو والصحف الموالية له ، وعبر صحيفة اسسها هو بعد ذلك باسم ( The American Progress ). وما أن حلت سنة 1935 نال برنامجه ( المشاركة في الثروة ) موافقة وتأييد 7.5 مليون مواطن في الولايات المتحدة ، وقدر عدد مستمعيه في الراديو 25 مليون متابع ، وكان يستلم رسائل تأييد من 600.000 من المواطنين ، وهو أكثر مما حازه الرئيس الأمريكي نفسه. في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1932 ايد ترشيح فرانكلين روزفلت معتقدا أن الرئيس يشاركه فلسفته في اعادة توزيع الثروة ، لكن هيو ابتعد عن الرئيس بعد انتخابه لشعوره بأن الرئيس روزفلت قد تجاهل برنامجه. ولذلك قرر أن يرشح نفسه للرئاسة الأمريكية القادمة عام 1936. يمكن تلخيص برنامج هيو الذي سعى ومات من أجله بالاهداف التالية : مجانية التعليم الجامعي والتدريب ومعاشات التقاعد لكبار السن ، والضمان الاجتماعي والخدمات والرعاية الصحية المجانية. كذلك تقديم المعونة المالية لكل الذين يحصلون على أقل من ثلث متوسط الدخل الوطني للفرد، تكون كافية لحيازة دار سكنية وسيارة وراديو. كما تضمن برنامجه تخفيض ساعات العمل الاسبوعية إلى 30 ساعة ، وبمنحهم شهرا اجازة سنوية ، وقام ببناء وتوسيع الطرق في الولاية ، وبناء المدارس والمعاهد والمستشفيات في ولايته لويزيانا. كما طالب برنامجه الحكومة الاتحادية باصلاح أنظمة النشاط الاقتصادي في البلاد ، وقد انتقد مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب العالمية الأولى خطأ فظيعا ، وان الاشتراك فيها كان نيابة عن الوول ستريت. وقد كان هيو الوحيد ما عدا رئيس الولايات المتحدة من يتوجه للأمريكيين بخطاب أسبوعي من خلال الراديو ، حيث يحظى بعدد أكبر من الأمريكيين لشرح برنامجه وانتقاد الصحافة المحافظة في البلاد. يعود الفضل لهيو لونج في تمتع الملايين من سكان لويزيانا من برنامجه الذي نفذه إبان وجوده كحاكم للولاية وعضوا في مجلس الشيوخ ، وكذلك له الفضل على بقية مواطني الولايات المتحدة في المنافع التي يستفيدون منها ، مثل نظام المنافع الاجتماعية لكبار السن وقروض الطلبة اثناء الدراسة الجامعية وغيرها . في اليوم الذي اغتيل فيه هيو كان منشغلا في مقر حكومة الولاية للنظر في عدد من مشاريع لقوانين مهمة كانت ستخدم سكان ولاية لويزيانا ، واثناء خروجه من قاعة الاجتماع اقترب منه شخص يدعى دكتور ويس للتحدث معه ، لكن حرسه الخاص منعوه من الاقتراب من هيو، عندها أطلق الجاني النارعلى هيو وأصابه بجراح خطيرة، بينما أمطر حراسه الجاني بحوالي ستين أطلاقة نار مات الجاني على إثرها في الحال ، أما هيو لونج فقد توفي بعد يومين متأثرا بجراحه في 10 / 9 / 1935. وهكذا انهيت حياة رجل غير حياة الملايين من أبناء شعبه إلى الأفضل ، وقد نفذت بعده أغلب بنود برنامجه الذي كان قد وعد بها الأمريكيين ، حيث تبنت الحكومة الاتحادية فيما بعد بنودا عدة من برنامجه الذي طبقه في لويزيانا ليشمل كافة مواطني الولايات المتحدة الأمريكية. لقد كرمته ولايته بعد اغتياله ، حيث أقيم له تمثالا يرتفع شامخا أمام مقر حكومة الولاية في لويزيانا. وقد حضر مراسيم دفنه أكثر من مائتي ألفا من المشيعين ، وقد أرسلت باقات الزهور إلى مقره الرسمي في لويزيانا وواشنطن من جميع أنحاء العالم. علي ألأسدي يتبع في الجزء التاسع
#علي_الأسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية ... .(7 )...؛
...
-
الاشتراكية واليسار … ونظرية نهاية الرأسمالية … (6)..؛؛
-
الاشتراكية واليسار ... ونظرية نهاية الرأسمالية .... ( 5) ..؛
...
-
الاشتراكية واليسار .... ونظرية نهاية الرأسمالية .... (4)...؛
...
-
الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية.... (3) ..؛؛
-
الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية....(2) ...؛؛
-
الاشتراكية واليسار... ونظرية نهاية الرأسمالية.... ( 1) ..؛؛
-
الوقود الحيوي ... محنة جديدة تواجه فقراء العالم... ( الأخير)
...
-
الوقود الحيوي ... محنة جديدة تواجه فقراء العالم ... ( الجزء
...
-
اليسار .. في الحركة الشيوعية العالمية ... ( الأخير - وملاحظا
...
-
اليسار في الحركة الشيوعية العالمية .... ( الجزء السابع) ...
-
اليسار في الحركة الشيوعية العالمية ….( الجزء السادس)...
-
اليسار في الحركة الشيوعية العالمية .... ( الجزء الخامس )...
-
اليسار في الحركة الشيوعية العالمية .... ( الجزء الرابع )...
-
اليسار في الحركة الشيوعية العالمية....( الجزء الثالث )...
-
الاقتصاد اليوناني بحاجة لعملية جراحة.. لاحبوبا مهدئة ..؛؛؛
-
اليسار في الحركة الشيوعية العالمية ....( الجزء الثاني )..
-
اليسار في الحركة الشيوعية العالمية..... ( الجزء الأول)
-
ليبيا بعد العراق .. تعود إلى ما قبل الثورة الصناعية ... ؛؛
-
من سيحمي المدنيين الليبيين .. من صواريخ توما هوك .. ... ؟؟
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|