عدنان شيرخان
الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 10:22
المحور:
المجتمع المدني
اشاع النظام البعثي المقبور ومنذ اول ايام اختطافه السلطة ثقافة الخوف في قلوب المواطنين، تقدم ذلك النظام اشواطا بعيدة بين التفنن في بث مشاعر الرعب بين ملايين العراقيين، واستخدم تقنيات واساليب متنوعة لتدعيم وادامة تلك المشاعر.
فكان المواطن (المسكين) متهما ما لم يثبت عكس ذلك، وظهر على ملامح المواطنين وتصرفاتهم الخوف من بطش وهمجية السلطة في الشارع ومن الصلاحيات المفتوحة التي منحت للمتواجدين فيه، من مراجعة دوائر الدولة، من مجموعة احكام الاعدام التي تنتظر المواطن اذا اخفى ذكر ابن عم له يعيش في جزر الاقيانوس.
بعد ثماني سنوات من زوال النظام السابق الى مزبلة التاريخ لا يزال الخوف هو سيد الموقف. لم يتقدم احد ليطمئن المواطن بان تغيير العام 2003 كان حدا فاصلا بين معاملة المواطنين كمتهمين ومجرمين يجب اذلالهم وبين ضرورة احترامهم وصون وحفظ حياتهم وحريتهم وكرامتهم، وهي من الامور التي ذكرت في الدستور ولا تختلف عليها الكتل السياسية ظاهرا.
اخفق المجتمع بجميع مفاصله باشاعة ثقافة حقوق الانسان، التي انتهكت وتنتهك تحت مسميات عديدة واعذار وادعاءات مختلفة، لعل اهمها الظرف الامني ومحاربة الارهاب. وكأن الارهاب لا يمكن محاربته بدون انتهاكات حقوق المواطنين. وساعد نقص المهنية في مفاصل عديدة في اداء قوات الجيش والشرطة الى فوضى عارمة فيما يتعلق بفحوى اخذ حقوق الانسان بالاعتبار في اداء الواجبات الملقى على عاتقها.
وبدت الامور بنظرالكثير من العراقيين وكأن روح ذلك النظام الشرير المجرم لاتزال حاضرة بقوة ولا يمكن التخلص منها بسهولة.
تتسبب اخطاء ونكسات مراحل اعادة تأهيل الشعوب التي عانت من حكم انظمة شمولية بوليسية في اطالة تلك المراحل، وتظل تراوح مكانها، ما لم يتحرك المجتمع بجميع مفاصله الى ابداء الاهتمام واضفاء القدسية على قضية حقوق الانسان وحريته وكرامته، وان لا تكون عبارة (الدستور يضمن كرامتي ويصون حريتي) التي يطلقها المواطن لمن تنتهك حقوقه مبعث سخرية واستهزاء ...
#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟