أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - لنغتنم فرص الارتقاء بالبلد














المزيد.....

لنغتنم فرص الارتقاء بالبلد


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 04:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعد أمراً غير معقول ان يعيش بلد ما أكثر من سبعة أعوام في ظل توفر الأموال والطاقات البشرية من دون ان يقدم على تحقيق طفرة نوعية كبيرة على صعيد بنائه الاقتصادي و الارتقاء بمعيشة سكانه. فأين يكمن الخلل في تلك المفارقة الغريبة، اي ان تتوفر الاموال والطاقات في حين تعجز الحكومة عن تلبية حاجات الناس.
في طليعة المسوغات التي يتذرع بها المسؤولون عند الحديث عن الإخفاق الواضح للعيان في اداء مؤسسات الدولة لدينا في العراق هو القول ان الوضع الامني غير ملائم. غير ان هذه الحجة لن تصمد امام الواقع اذ ان الجزء الاكبر من المحافظات العراقية يعيش وضعا امنيا مستقراً ولاسيما في وسط وجنوبي العراق وبرغم ذلك لم نر مشاريع كبرى تحقق ما يصبو اليه المواطن في سعيه نحو حياة مسالمة رخية، ففيما يتعلق بتوفير الكهرباء لم تزل معاناة المواطن مع التيار الكهربائي على اشدها، ولقد رأيت بأم عيني مجموعات من الطلبة تفترش الزوايا في احد المراقد في كربلاء بسبب انعدام الكهرباء في بيوتهم لاسيما في وقت الامتحانات، يحدث ذلك برغم اعتراض القائمين على تلك المراقد على بقاء الطلبة فيها فيعمد الطلاب الى التأكيد على انهم مضطرون لذلك لغياب الكهرباء. والشيء ذاته يحدث في البصرة الهادئة وكذلك في الكوت التي لم تشهد طيلة ثمانية اعوام اي اعمال تفجير وتخريب الا ماندر فلم نلحظ برغم ذلك اي مسعى للمسؤولين عن توفير الخدمات فيها، لتطوير حياة الناس. وبإمكانك ان تتطرق الى كثير من المحافظات والمناطق ومنها ميسان والنجف والناصرية ناهيك عن محافظات الشمال في كردستان العراق.
ويحق للمواطن ان يتساءل هنا باستغراب، ترى اين هي مشاريع الاستثمار التي من الواجب ان تلجأ اليها الدولة لحل مشكلات الناس، اذ انه حتى المشاريع القائمة يجري تنفيذها بالأساليب القديمة التي تركت كثير من الدول استعمالها وليس ادل على ذلك من استعمال مادة الكلور في تعقيم المياه والتي تسببت قبل مدة في مشكلة كبيرة بعد ان ادى انتشار ذلك الغاز في احدى مناطق بغداد الى مقتل خمسة اشخاص و اصابة مئات المواطنين، هذا اضافة الى تأكيد خبراء الصحة على ان الكلور يتفاعل مع بعض المواد العضوية الموجودة في المياه ويكون مركبات عضوية يعتقد أن لها أثرا سلبياً كبيرا ً على الصحة العامة. ومن المعلوم ان الدول المتطورة لجأت الى طرق حديثة لتعقيم المياه منها تقنية "معالجة المياه الملوثة بالميكرويف" كما ان دولاً عدة منها الولايات المتحدة الاميركية و الهند و أستراليا, و أوروبا و نيوزيلندا و اليابان و إسرائيل، وأميركا اللاتينية تشغل معامل معالجة المياه بتطهيرها بطريقة بيولوجية تسمى AGAR. اردنا من ذلك ان نشير الى خطورة التمسك بالاساليب القديمة لتشغيل المشاريع والتي تؤدي الى نتائج لا يحمد عقباها مثلما حصل في تسرب الكلور في منطقة (الكبر والغزلان) شرقي بغداد والذي كاد ان يؤدي الى موت اعداد هائلة من الناس.
والمثير للاستغراب ان يظهر احد المسؤولين في امانة بغداد من على شاشة التلفزيون ليقول ان مثل هذا التسرب كثيرا ما يحدث! ليتساءل: فما الضير ان يحدث هذه المرة! وكأنه يستهين بالناس التي اختنقت والارواح التي ازهقت، وغير آبه بالكوارث المحدقة.
لقد رأينا في الآونة الاخيرة وبدلا من الحديث عن البرامج الحكومية وخطط الوزارات و نقاشات النواب للارتقاء بالخدمات وحل مشكلات الناس والعمل على تنشيط الاستثمار، ان معظم السياسيين باتوا منشغلين بصراعاتهم على المناصب فطفق الواحد منهم يهاجم الآخر بدلا من ان يمارس دوره كعضو في مجلس النواب لاثارة المشكلات التي يعاني منها ابناء الشعب الى الحد الذي طفق سياسيون لم يحصلوا سوى على عشرات الاصوات في الانتخابات الاخيرة وجرى اضافة اصوات رؤساء كتلهم اليهم ليصلوا الى البرلمان بالتصريح بامور تثير الفرقة والتناحر مثلما صرح به نائب لم ينل سوى اصوات محدودة حين هاجم رئيس قائمة منافسه واتهمه بانه يسعى لنيل منصب رئيس الوزراء ونسي هذا النائب هموم المواطن وحاجاته المتكاثرة التي ينبغي اثارتها في كل جلسة برلمانية وتسلى بدلا من ذلك في اثارة الجدل والصراع غير المجدي.
اننا نريد من السياسيين حتى اولئك الذين لم ينالوا الاصوات التي تؤهلهم للوصول الى مجلس النواب او السلطة التنفيذية ان يضعوا هموم الناس في سلم اولوياتهم، اذ لا معنى لأن نتصارع على الكراسي ونثير الزوابع السياسية في الوقت الذي لا يجد المواطن سكنا يؤيه او عملا يعود عليه بالنفع المادي وفي الوقت الذي تنهب اموال الدولة في صفقات مشبوهة واخرى وهمية ويجري تبديد مئات الملايين بل المليارات من الدولارات على مصالح شخصية لسياسيين لن يشبعوا من نهب المال العام ابدا. يجب ان نسعى لتنشيط المشاريع الاستثمارية وتفعيلها لاسيما في المناطق الآمنة وهي كثيرة وتمتد بامتداد رقعة العراق اذ ان اي استثمار كبير في مشروع في اي بقعة من البلد سيعود بالنفع على البلد بمجمله فإقامة مشاريع الكهرباء الكبرى في البصرة والعمارة وكربلاء والنجف (وكذلك في كردستان) وغيرها من المناطق التي تتمتع باستقرار امني كبير سيوفر تلك الطاقة الى مناطق اخرى ومنها بغداد وديالى وصلاح الدين ونينوى والانبار وغيرها.
فلنغتنم الفرص المتاحة وتوفر الامن في الجزء الاكبر من مساحة العراق للارتقاء بحياة الوطن والانسان.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسويف في ترشيق الوزارات
- نزاهة الزعيم
- الحلقات المفرغة للوضع العراقي
- من ينصف الأرامل في يومهن؟!
- محاولات حرف مسار التنافس السياسي
- من يتجشم المسؤولية بعد عناء الايام المائة؟
- حق التظاهر السلمي مكفول و مصون
- تسليح الجيش العراقي .. بين رغبات الجوار وضيق أفق السياسيين
- اللاجئون العراقيون.. طموحات العودة وخذلان المسؤولين
- الوحدة الوطنية ومأزق الوصول الى دولة الرخاء
- مركب الوزارات المخروم في لجة الأيام المائة
- البحث عن فسحة للفرح
- أحلام المواطن المشروعة وسبات النواب المزمن
- الإزاحات العكسية في أنماط الحياة العراقية
- ملفات الفساد .. هل تطيح بالحكومة؟
- خريف (الجنرالات) .. ربيع الشعوب
- ملفات السجناء والموقوفين واجبة الحسم
- منظومة الفساد تطيح بمستقبل العراقيين
- بوصلة القوانين المعطلة .. الى أين تتجه؟
- -اكسباير- الدكتاتوريات العربية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - لنغتنم فرص الارتقاء بالبلد