أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - من حقي أن أشعر بالتغيير















المزيد.....

من حقي أن أشعر بالتغيير


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 19:39
المحور: حقوق الانسان
    


حتى الجنس طعمه مثل طعم أي شيء بدون سُكّرْ,وليقل لي أي أحدٍ منكم عن اسم هذا اليوم, وهل يوجد فرقٌ بينه وبين البارحة أو الغد الذي سيأتي, حتى المستقبل تعيس ولا نشعر بوجوده, ليقل لي أحدكم وهو صادقٌ كل الصدق عن أسم هذا الفصل, هل هو فصل الشتاء؟ صدقوني أنني البارحة وقبل البارحة وتقريبا من أسبوع وأنا أنام مرتجاً من شدة البرد علما أن كل آل بيتي العظام قالوا لي بأننا في فصل الصيف.

وحين تخرج لسانك من فمك لتسأل أي إنسان في الشارع الذي تمشي به عن, لماذاليوم الذي تعيشه تأكد وقتها أنك مثلي تعرف اليوم واسمه ولكنك تشك به وتريد تكذيب مشاعرك فلا تجد فرقا بين السبت وبين الأحد وبين الموت وبين الحياة, وحين تستوقف أي إنسان في الشارع لتسأله عن الساعة إلى أين قد وصل مداها علماً أن الساعة بيدك ولكنك حقاً تريد تكذيبها فتأكد ساعتها أنك مثلي لا تشعر بالفارق بين الأيام وبين الساعات وبين الجمادات وبين الكائنات الحية,وبسبب البطالة والعطالة والمرارة التي أعيشها أجد أن كل الأيام لا تختلف عن بعضها فالشمس تشرق بشكل مقرف وممل وتغيب عن عيوني أيضا بشكل مقرف وممل, وساعة العصر هي نفسها ساعة المغربية حتى الساعات كلها تتشابه فلا يوجد عندي فرق بين الساعة الواحدة مساء والواحدة ظهرا, رغم أنه من اللازم أن أشعر بالفوارق بين الأوقات ومن حقي أن أعيش أوقات الصباح كما أنه من حقي أن أعيش أوقات المساء بكل تجلياته وأنا مستلذ بلون الوقت وبطعم اليوم .ولكني لا أستطيع أن ألمس أي فرق بين السابعة مساء والسابعة صباحا, لماذاا كل هذا!! هل لأنني أتألم وأشعر بمرارة الوقت؟أم أن الحكومة هي المسؤولة عن مللنا وعن تزوير الأيام في خطة لعينة ومحكمة يتآمرون بها علينا لكي لا نشعر بأي فرق بين يوم الأربعاء ويوم السبت؟, أم أن الموضوع متعلق بعدم التغيير لا في الشوارع ولا في الأبنية ولا في المدارس والمستشفيات؟ فمنذ أكثر من ربع قرن والحارة التي أسكنُ فيها لم يتغير فيها أي شيء, فبائع العصير منذ ربع قرن وهو يغشنا في عصيره ولا أحد يلاحظ ذلك إلا أنا ولا أحد يشكو من غشه للعصير وكأن الناس اعتادوا على الغش, وبائع الخضروات منذ أكثر من ربع قرن وهو في مكانه لم يتحرك ولم يتقدم ولم يغير لنا من لون ملابسه شيئا فما زال يرتدي الدشداشة البنية ولولا العيب والخجل لكشفت على ملابسه الداخلية لأثبت لكم أن نظريتي صحيحة 100% أي أنه من ربع قرن لم تتغير ملابسه مطلقا, والذي يبيع لنا في دكانه ما زال يحلف ويقسم وهو يجلس على نفس الكرسي يبيع فينا ويشترينا وكأننا سلعة بين يديه,على ذلك الكرسي الذي ورثه عن أبيه وعن جده وأتمنى يوما لو أبتاع منه هذا الكرسي لأريحه منه حتى يجعلني أشتم شيئا جديدا ,في حارتنا لا أشتم ولا أي رائحة جديدة سواء أكانت منعشة أو كريهة ,وأيضا البكاء على الأحياء مثله مثل البكاء على الأموات, والأموات مثلهم مثل الأحياء والأحياء مثلهم مثل الأموات كلهم ثابتون بمكانهم لم يتغيروا على الإطلاق رغم أنه من الواجب على الأحياء أن يجعلوني أشعر بالفرق بينهم وبين الأموات, والذي يؤجر لنا أخشاب الطوبار والجكات ما زال على هيئته منذ أكثر من عمري أي منذ أكثر من خمسين سنة وهو على حاله لم يتقدم ولم يتراجع ولا أي خطوة سواء أكانت للأمام أو للوراء, ومحل الدواجن ما زالت رائحة الموت والقتل والتعذيب للدجاج منتشرة في حارتنا, إنني لا ألمس أي تغيير حتى باص القرية ما زال على هيئته لم يتغير لا هو ولا سائقه وكل شيء ثابت بالوراثة, ومنزلي مثله مثل منزل الجيران وحارتنا مثلها مثل الحارة المجاورة لنا والناس هنا في حارتنا أمواتا وأحياءً نفس الناس لا يختلف الميت عن الحي ولا الحي عن الميت, وشجرة التين والتي تقع على ناصية الشارع ما زالت على هيئتها لم تكبر ولم تصغر ولم تتحول لا إلى شجرة تفاح ولا إلى دالية عنب ,وحتى فصول السنة عندي كلها مثل بعضها فالربيع مثله مثل الصيف والشتاء لا يختلف منظره لا عن الربيع ولا عن الصيف, والأيام كلها متشابهة مع بعضها البعض في الطعم وفي الرائحة وأنا هنا أطالب الحكومة بأن يبثوا وينشروا في حارتنا على الأقل رائحة جديدة ومن اللازم أن أشعر بالفرق بين كل ما مضى ومن حقي أن أتذوق أطعمة جديدة وأن اشتمَ روائح جديدة.. إنه لا شيء مختلف فاليوم لا يختلف عن الأمس فمنذ الصباح ننهض من الفراش ونعود إلى الفراش وتيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي ومرة من ذات المرات قلت لأمي صباحا (مساء الخير) فقالت لي :شو مالك سلامة عقلك إحنا في الفجر, فقلت لها: شو يعني كله نفس الشيء الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء وكل الأوقات التي تصلينها لا تختلفُ عن بعضها في أي شيء, إن حياتنا مملة ومقرفة لأننا لا نلمس أي تغيير ولا حتى في ملابسنا الداخلية, وكل الأوقات مثلها مثل بعضها فالصباح عندي لا يختلف منظره ولا شكله ولا هيئته عن هيئة وشكل المساء ومنتصف الليل مثله مثل منتصف الظهيرة,وبداية الطريق مثلها مثل نهايتها, وبداية العد التنازلي من الأعلى إلى الأسفل مثله مثل العد التصاعدي من الأسفل إلى ألأعلى وكل الأيام عندي واحد لا تختلفُ عن بعضها البعض,فالسبت مثله مثل الأحد,والاثنين والثلاثاء لا يختلفون عن بعضهم البعض, حتى يوم الجمعة لا يختلف بتاتا عن يوم السبت أو يوم الأربعاء ويوم الأحد يشبه كل الأيام, وكثيرا ما أتفاجأ بيوم الجمعة فأغلب أيام الجمع أكتشفها في آخر النهار حين يقال أمامي بأن هذا اليوم هو يوم الجمعة فأستغرب ويظهر الاستغراب على وجهي سائلا: شو أنا عايش في سجن ومعتقل أو في زنزانة تحت الأرض؟فالذين يعيشون في زنازين تحت الأرض يعرفون الأيام والأوقات ويدركون الساعات إلا أنا كمواطن عربي أردني مسلم لا أشعر بأي فارق بين كل ما ذكر, حتى أسماء الناس لا تتعلق بصفاتهم فتصرفات شريف مثل تصرفات الذي اسمه خسيس, وتصريف الجبان مثلها مثل تصرفات الشجاع أو الإسمه شجاع , وعلى أية حال تفاجأت بيوم الجمعة وصعكتُ جدا وقلت :معقول هذا اليوم هو يوم الجمعة؟ فيقولون لي :نعم, فأقول: لماذا لا أشعر بطعم الأيام ولونها ورائحتها إنه من حقي أن يكون لي إحساس بطقوس يوم الأحد وبطقوس يوم السبت وبطقوس كافة أوقات ومراحل الليل والنهار,فأنا أشتهي أن أعيش يوما من حياتي أشعر به مثلا بحلاوة طقوس الصباح أو طقوس المساء,حتى يوم العيد وكافة الأعياد الدينية أعيشها كأنها غير موجودة فلا أشعر بطعم عيد الفطر السعيد أو عيد الأضحى السعيد كله تعيس في تعيس ؟ولماذا لا أشعر بمرارة الوحشة والتوحد مع الذات ومع الشهور والأيام والأسابيع والسنين لماذا لا ألمس حتى فرقاً بين حذائي وحذاء جاري أو بين ابني وابن الجيران؟, أنا لا أشعر بالأيام التي تمر من أمامي, هنالك خطأ كبير وهذا الخطأ إما أن يوجد بداخلي وإما أنه في الأيام والأسابيع والشهور....وهنالك خطأ شنيع أريد التعرف عليه.

وملابسي الداخلية ألبسها في الصيف وفي الشتاء ولا يوجد فرق أو لا أشعر بالفرق بينهما, وملابسي الخارجية في فصل الصيف هي نفسها التي أرتديها في فصل الشتاء ومنذ أكثر من 3 سنوات وأنا أرتدي بنطالي الجينز صيفا وشتاء وربيعا وخريفا, مع أنه من اللازم أن أشعر بالفرق الكبير بين الفصول وبين الأيام وبين الساعات وبين الملابس, فلماذا لا تختلف ملابسي الصيفية عن الشتوية لا بد أن يكون هنالك فرق بين الملابس لأشعر مرة بالبرد ومرة بالحرارة, يجب أن أعيش حياة طبيعية, فمن حقي أن أجد فرقا بين يوم الأحد ويوم الاثنين, وصدقوني قبل أسبوع تفاجأت بيوم الثلاثاء مفاجأة كبيرة حيث أنني عشت طوال النهار وأنا عندي اعتقاد بأن يوم الثلاثاء هو يوم الجمعة وأصبت بصدمة كبيرة حين قالوا لي بأن هذا اليوم هو يوم الجمعة, أنا من حقي أن أجد تغييرا في الشارع وفي المدرسة وفي المسجد وفي صالات العرض الرياضية التي لم أشاهدها في حياتي مرة واحدة, ومن حقي أن أرقص في نادي ليلي ليذهب عني الحزن والغم والأسى مع صديقة أو عشيقة تجعلني أشعر بالفرق بين الأيام والساعات والشهور والأوقات, أنا لا أجد فرقا بين حارة الشيخ (علوان) أو حارة الشيخ (زيدان) يجب أن أشعر بالفرق بين المسجد مثلا وبين المدرسة أو بين مؤتمر علمي وبين درس ديني في المسجد فكله يشبه بعضه البعض.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلتي مع الحوار المتمدن
- الشاذ عن القاعدة
- الحب الضائع
- جروح بلا دماء
- لماذا لم يعرف القرآن عقوبة السجن؟
- عقوبة المسلم لا تردع المسلم
- ساعدوني
- ليس كمثلي شيء
- أنا مخدوع
- أناس بلا قلوب
- مرارة الوقت
- استراحة في المقبرة
- جرحي الكبير
- أم محمد مع أبو أحمد
- الرجال لا يبكون
- الحقيقة مؤلمة
- المبالغات في القرآن والصحابة
- الجنس مقابل المياه والغذاء
- رسائل حُب بليغ حمدي لوردة الجزائرية
- صلاة الجماعة


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - من حقي أن أشعر بالتغيير