أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مأمون شحادة - -إسرائيل- تبحث عن مصيرها المشترك!














المزيد.....


-إسرائيل- تبحث عن مصيرها المشترك!


مأمون شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 14:35
المحور: القضية الفلسطينية
    



في ظل تقوقع “اسرائيل” وهي تبحث عن ذاتها بجدار يرسم إطار حدودها الإقليمية، تطل علينا اليوم بمشروع يهدف الى نقاء دولتها “ضمنياً” باليهودية، ولكن ثمة أسئلة تقف أمام تلك الأطروحات “الإسرائيلية”، عن أي نقاء يتحدثون؟ وهل سيُجنبها هذا النقاء معركة صراع الأضداد الاجتماعية الداخلية؟
اسئلة حجمها اكبر من حجم عقلها التلمودي، وحيثياتها تدور في فنجان يبحث عن زوبعة خالية من خليط ثقافي ينخر جسم كيانهم.
فالأجدر بـ”إسرائيل” ان تُفعِل مطبخها السوسيولوجي للبحث عن مستقبلها، وليس التطرق الى اسلوب يجسد عنصرة اجتماعية في واقع “اسرائيلي” عصي على الاندماج الثقافي.
ان طرد العرب –كمقايضة- من اطار اطروحاتهم لن يكون الحل الامثل، ولن يكون عصاً سحرية ترمي بظلالها على المجتمع “الإسرائيلي”. فالنقاء لن يكون بطرد هؤلاء، ولن يكون الحل الامثل لمعضلة “اسرائيل” الداخلية.
صحيح ان دولة الكيان تلعب على وتر الحس القومي المغلف بالتلمود باستهدافها مدينة القدس وشد الحبل في إطار المسجد الأقصى، كاسلوب يوحد الاطياف الداخلية في لون واحد، في إشارة إلى أن عرب الداخل وفق عنصرهم القومي يشكلون عائقاً أمام صوغ معادلة يهودية توحد ثقافة الضد الداخلية.
ولكن عن أي توّحدٍ تبحث “إسرائيل”؟ وما هي المعادلة التي توحد عناصرها المبعثرة؟
فلو بحثنا في كينونتها الداخلية، لوجدنا أن هذا الكيان لا يعيش ضمن اطار دولة، ولا وحدة لغوية، ولا وحدة ثقافية تجمعهم، ولا حتى وحدة تاريخية تدعم مصيرهم المشترك.
الناظر لدولة الكيان “المُستوردة” يجد انها تفتقد العامل الحدودي، واللغة ركيكة متشظية “اسرائيليا”ً، والثقافة خليط غير متجانس، والتاريخ مبعثر يأكله الليل دون فجر يجدده، اما المصير المشترك فهو الذي تبحث عنه “اسرائيل” لتجميع تناقضاتها الداخلية، وأعمدتها الاجتماعية المتآكلة.
لو نظرنا الى ما وراء عقلية الفرد “الاسرائيلي” لوجدنا انه يفتقد عنصر الدولة في مخيلته الانتمائية، ويعيش حالة مخيالية ترتبط بالمجتمع الاصلي الذي آتى منه، مجسداً انتماء يتجه الى اطار المجتمعات الخارجية، المصدرة للعنصر “الإسرائيلي”، أكثر من انتمائه الى بقعة الكيان المستورد.
بناء على هذه التخبطات الفكرية التي يعيشها الكيان الاسرائيلي، فإن الأخير مهتم بديمومة وتضخيم عدوه الخارجي، ولا يستطيع العيش بدونه، ذلك لانه يستعمله كشماعة لتوحيد أطرافه الاجتماعية المتشظية، ليكون قالباً واحداً في وجه عدو يؤهله لصوغ بصيص نور موحد يجتمع في أطيافه تجانس انتمائي فكري مؤدلج.
ما يعني ان البروباجاندا “الإسرائيلية” تحاول دائماً تضخيم عدوها الخارجي- ليس لانه عدوها - بل لانه طوق نجاة يسرع في تشكيل لحمتها الداخلية، حيث ان هالة الخوف المتراكمة جراء هذا العدو تجعل من الفرد “الإسرائيلي” موحداً ثقافياً، ضمن إطار الدولة المُستورِدة لذلك العنصر، لمجابهة هذا العدو، ونحن نتذكر ما فعلته “إسرائيل” حينما حاربت اندماج اليهود في المجتمعات الاوروبية عن طريق اخافتهم بالهولوكوست ومعاداة السامية، كطريقة لتوريدهم الى فلسطين، وها هي اليوم تعمل بنفس الفكر السابق ولكن بهدف مغاير لدمج المجتمع ضمن مصير وتجانس مشترك على الارض التي استوردته.
ان المهاجرين الروس، والبالغ عددهم مليون مهاجر، مثالاً، يشكلون عائقاً امام الاندماج المصيري المشترك للمعادلة المنوي صوغها “اسرائيلياً”، فالعقلية الروسية عصية على الاندماج في اطار “الاسرلة” المجتمعية، حيث يعتبرون انفسهم جالية مقيمة في “اسرائيل”، وليس مواطنين.
فالمافية الروسية تنخر جدران المشروع المنوي احداثه، فمناطق مثل تل أبيب، وايلات تمثل معقلاً مافيوياً، وكأنها دولة في اطار دولة، وقد نشرت أرقام في الصحف “الإسرائيلية” تقول أن 82 % من “الإسرائيليين” يؤكدون أن الوضع الإجرامي في “إسرائيل” يزداد سوءاً، هذا إضافة إلى انها تحتل المرتبة السابعة عالمياً في مجال إجرام المراهقين، وهذا ما أكده سفير أمريكا في “إسرائيل”، من خلال برقية أرسلها لوزارة الخارجية الأمريكية والشرطة الفيدرالية في العام 2009، أن الجريمة المنظمة في الداخل “الإسرائيلي” هي التي تهدد “إسرائيل”، لان جذورها عميقة للغاية.
أمام تلك الإشكاليات والمعضلات الاجتماعية السريالية والفسيفسائية نطرح أسئلة جوهرية على طاولة الاستيراد “الإسرائيلية”: ماذا ستفعل دولة الكيان بمعضلاتها الداخلية ان تصالحت مع من حولها؟ ومتى ستنتهي من خزعبلاتها الإعلانية بطرد العرب من إطار لوحتها السريالية الفسيفسائية؟ وهل يوجد فكر “إسرائيلي” موحد؟ ولماذا “إسرائيل” تخالف واقع العولمة(العالم قرية صغيرة) في ظل تقوقعها الداخلي المتشظي؟ وهل ستبرر طاولة الاستيراد تقوقعها خلف الجدار بحجة اشعار الفرد “الاسرائيلي” انه يعيش في اطار دولة لها حدود- ولو لفترة محددة - من اجل خلق المصير المشترك الذي تبحث عنه!

كاتب في الحوار المتمدن
بيت لحم – فلسطين
[email protected]



#مأمون_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات حول اغلاق الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين ...
- يهودية اسرائيل والاصطفاء الطبيعي
- فضائية الحوار المتمدن يجب يطلق اثيرها
- الطريق الى غينيس
- الجابري والمنظور التاريخي في قراءة «الدين والدولة»
- موقع الحوار المتمدن يستحق التقدير والاحترام
- ارحموا الدولة القُطرية
- أين المجتمع العربي من الثقافة السياسية؟
- هل قراءتنا للتاريخ العربي عربية؟
- ناخب على الهامش
- الطاهر وطّار يتحدى دونكيشوت
- حزب الله : الى أين ؟ وماذا لو انسحبت إسرائيل من مزارع شبعا؟
- طالبان والقاعدة.. فضاء يختزل نفسه
- محمد جابر الانصاري... قاعدة فكرية متينة
- أميركا وخطر النزول عن القمة
- التقليد وهلاك الجسم دون بلوغه
- ما يجب ان تعرفه تركيا
- الجيش والبوصلة السياسية ل«أردوغان»
- أسطول الحرية ... ضحكة الخوف ورقصة الموت
- أسئلة وقراءات في قضية اغتيال المبحوح


المزيد.....




- فيديو جديد يظهر لحظة الكارثة الجوية في واشنطن.. شاهد ما لاحظ ...
- عملية سرقة مجوهرات -متفجّرة- في متحف.. كيف نفّذها لصوص الفن؟ ...
- -قلق من جيش مصر-.. سفير إسرائيل يثير تفاعلا بحديث عن القوة ا ...
- حماس وإسرائيل.. إطلاق سراح الرهينتين عوفر كالديرون وياردين ب ...
- -واشنطن بوست-: ترامب يطهر FBI.. إنذارات بالاستقالة أو الفصل ...
- الرئيس الصومالي يعارض اعتراف واشنطن بأرض الصومال
- رسوم جمركية جديدة يفرضها ترامب على الصين، فما تأثيرها؟
- جدل في ألمانيا - هل سقط -جدار الحماية- من اليمين الشعبوي؟
- تقرير: أكثر من 50 ألف مهاجر قاصر مفقود في أوروبا
- مظاهرة في ساحة الأمويين بدمشق تطالب بإنهاء سيطرة -قسد- على ش ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مأمون شحادة - -إسرائيل- تبحث عن مصيرها المشترك!