|
هل الخليج عربي أم فارسي؟
مكارم ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 16:43
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
في الواقع لم افكر يوما بانني ساكتب عن هذا الموضوع :هل الخليج عربي ام فارسي؟ ولكن وبسبب استمرار وصول لنك الى ايميلي الخاص من اصدقاء وتحت عنوان عاجل عاجل كي ادخل فيه على وجه السرعة للتصويت على تسمية الخليج بانه خليجاً عربياً قبل ان تنتهي مدة التصويت رغم انه مفتوح منذ اكثر من سنة ولم ينتهي لسوء حظي وعلي الاسراع للتصويت خاصة انه وصل الان الى 71 % صوت لصالح الخليج الفارسي و 29% صوت لصالح الخليج العربي . ويتصورهؤلاء بانه اذا حصل غوغل على 100% صوت لصالح الخليج العربي ولن يحصل فسوف يسمى الخليج بالخليج العربي في كل انحاء العالم. وعلى فكرة اطمئن اصدقائي بان التصويت هذا لن ينتهي وحتى بعد مليون سنة والا بماذا سوف تتسلى غوغل. واظنهم يتصورون بانه ستحل مشكلة شعوبنا المقهورة وسينتهي الفساد والقتل والاستغلال الذي يعاني منه الشعب المتواجد في المساحة الجغرافية المحصورة بين ايران وبين المحيط الاطلسي. رغم انني لاانكر اهمية هذه التسمية التي اثرت على المشاركة بالالعاب الرياضية وعلى شركات الطيران اثناء اعلانها العبور على الخليج. ولكن دعونا نتسائل هنا :ماذا قدمت هذه التسميات لشعوبها المقهورة منذ الازمنة الغابرة والى يومنا هذا ؟ وهل هذه التسميات التي وضعتها الحكومات الديكتاتورية العربية هي تسميات عادلة أصلاً ؟ فهل تسمية الوطن العربي هي تسمية عادلة بحق الشعوب التي تتواجد فيه منذ الازل ؟ هل يحتوي الوطن العربي على القومية العربية فقط ؟ وماذا عن الاكراد والامازيغ والسريان والاشور والتركمان والعديد العديد من القوميات التي لها لغة خاصة بها غير عربية ولها ثقافة دينية واجتماعية خاصة بها ليست عربية . والغريب انه العديد من الناس يدافعون على تسمية الوطن بالوطن العربي رغم انه يتالف من مئات القوميات غير العربية. ويدافعون على تسمية الخليج بالعربي رغم ان جميع الدول في العالم في القواميس والويكيبيديا والاخبار يطلقون عليه بالخليج الفارسي .حتى اذكر في العراق عندما كنت طالبة في المدرسة كانت خارطة الجغرافية التي ندرس عليها مكتوب عليها اسم الخليج الفارسي . المثير للسخرية بان نفس هؤلاء يدافعون بكل استماتة على احقية تسمية الوطن العربي رغم ان هذه التسمية عنصرية بكل معنى الكلمة لانها اقصاء تام لقوميات اخرى تعيش على ارضه واقصاء للغة هذه القوميات التي تمنع تدريسها في المدارس واقصاء تام لممارسة ثقافاتهم بطقوسهم الدينية والاحتفالية وتهميشهم بشكل تام من قبل الحكومات الديكتاتورية . علاوة على انه تم الاستيلاء على اراضيهم وسلبها ورحل الالاف منهم الى مناطق اخرى وتم تمزيقهم لاضعافهم وتمويعهم في القومية العربية بالقوة. فالتسميات هذه لم تقدم لشعوبها في هذه المنطقة سوى تعميق التفرقة والحقد والضغينة والحروب الطائفية قبل الحروب القومية . فهل من الضروري ان نعطي تسميات لبعضنا بغرض دمج مجموعة دول تحت مظلة واحدة رغم اختلافها الكبير ثقافيا وحضاريا ؟ لماذا لاتحترم استقلالية وفردية الدول بكيانها بكل مافيه من تنوع ثقافي وحضاري كبيرلشعوبها المتعددة والتي تنحصر ضمن حدود جغرافية محددة. فهل القيمة المعنوية في تلقيب الخليج هي الجوهر ؟ ام بمن يستفيد منه ويتحكم به؟ ومن يتحكم به اصلا العرب ام الغرب؟ هل يحتوي على سفن وقواعد عسكرية عربية ام امريكية وغربية ؟.
والغريب ان شعوب المنطقة الواقعة بين ايران والمحيط الاطلسي تدافع على التسمية العربية للوطن العربي والخليج العربي ولكن في نفس الوقت تنكرعلى الشعب الفلسطيني بتسمية فلسطين بانها عربية وليست اسرائيلية رغم ان اسرائيل توسع وتوسع في اراضيها ليس فقط في فلسطين بل الى جولان سوريا والى جنوب لبنان وطموحها وصل الى شمال العراق لتحقيق الحلم المنشود من النيل الى الفرات فهناك معلومات تقول بان صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فتحت عام 2005، مكتباً لها في بغداد، وآخر في مدينة أربيل الكردية في شمال العراق.. فهل هذه التسميات ستعيد للمواطن في هذه المنطقة كرامته هل ستعيد له حريته هل ستعيد له حقه في ماله وحقه في الراي والسلطة هل ستعيد له ارواح الضحايا الذين قتلوا؟ ان الوطن الذي يسمى بالعربي سرق منذ زمن بعيد من قبل الحكومات الديكتاتورية وحلفائها في الغرب ولن ترجع بتسمية الخليج بالعربي بدل الفارسي وهو اصلا محتفظ باسم العربي في الوطن المسمى بالعربي لكنه محتفظ باسمه الفارسي في باقي انحاء العالم. اعتقد ان على شعوب هذه المنطقة ان تغيير زاوية رؤيتها النضالية من تسمية الخليج بالعربي او الفارسي الى الاطاحة بالديكتاتوريات العربية التي اجهضت على الملايين من الاحرار والشرفاء وبمساندة دولية حقيقية .
مكارم ابراهيم 24/7/2011
#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجذور الدينية للماركسية!
-
تخلفنا من منظور مهدي عامل
-
تناقضات الكاتبة نوال السعداوي
-
من الأدب الماركسي 2
-
نظام إشتراكي أم ليبرالي أم رأسمالي ؟
-
من الأدب الماركسي (1)
-
مفهوم السلام وجائزة السلام!
-
الصينيون قراصنة السوق !
-
ماهي الماركسية ؟
-
الدومينو اليونانية والانهيار الاقتصادي
-
لا رسائل للسفاح بشار الاسد
-
إنتبهوا الى الجرائم بحق أطفال اليوم!
-
تحيا الرأسمالية
-
ديمقراطية أم بلوتوقراطية لا إنسانية ؟
-
الإسلام أم الحكٌام أم الاقتصٌاد العام؟
-
بن لادن وجيرانيمو!
-
مؤامرة أم مسرحية !
-
محاكمة بن لادن حسب القيم الغربية!
-
لاعلاقة للعنصرية باختلاف الاصول العرقية!
-
امرأة تحت زي راهبة
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|