أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - همومك كبيرة يا شعبنا في القدس - 3 - .















المزيد.....

همومك كبيرة يا شعبنا في القدس - 3 - .


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 13:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


همومك كبيرة يا شعبنا في القدس "3"
..... من بعد طلوع الفجر بقليل او مع آذان صلاة الصبح يستعد المقدسيين الذين لديهم معاملات في مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية في القدس ومكاتب الداخلية في وادي الجوز للتوجه إلى تلك المؤسسات،فهذه المؤسسات لها دور محدد ومبرمج في إذلال المقدسيين وامتهان كرامتهم،حيث أنه عدا أنها قلاع محصنة،ويقف على أبوابها مجموعة من الحراس الذين يبدو أنهم رضعوا حليب العنصرية وتشربوه،لا يتوانون عن ضرب وإهانة عجوز او شيخ كبير،وعلى المقدسيين أن يصطفوا في طوابير طويلة تحت حر الشمس القائظ وبرودة الشتاء الشديدة،فالعدد المخصص لمعالجة هموم وقضايا المقدسيين من الموظفين في تلك المؤسسات غير كافي،ناهيك عن البطء الشديد في معالجتها،نتيجة البيروقراطية أو السياسة الممنهجة والمبرمجة،والمقدسي المنتظر لدوره يخوض رحلة عذاب وجهاد ونضال طويلة،فأيادي وأجهزة وماكنات يدوية والكترونية تعبث في كل سنتمتر من جسده حساس وغير حساس،وأكثر من "معاطة" دجاج على المراجع/ة عليه/ا اجتيازها،ومن يسقط في امتحان الاجتياز عليه معاودة ذلك مرة ومرات،مع دروس في العري وخلع الملابس،ووصول المقدسي الى داخل القاعة او عند مكتب الموظف المسؤول لا يعني تحقيق حلمه بإنجاز معاملاته،ففي الكثير من الحالات وبسبب عدم وضوح التعليمات او عدم معرفة وجهل المراجعين بها،حيث أنها لا تكتب باللغة العربية او تعلن بشكل واضح،فالمراجع/ة عليه أن يتذوق ويتعلم "البهدلة والشحططة " على أصولها "عليك إحضار مجموعة أوراق أخرى"،وإذا ما احتج المراجع/ة أو تأفف من ذلك فالموظف يطلب من الحراس،وهم كحراس جهنم قساة غلاظ القلوب،الرحمة والعواطف والإنسانية غير موجودة في قلوبهم او قواميسهم،أن يقوموا بطرد المراجع/ة وضربه وحتى اعتقاله،والمراجع/ة قد يضطر للعودة في اليوم أكثر من مرة،أو على مدار شهر كامل "يتشحطط ويتبهدل" دون الوصول إلى نتيجة .

-القدس تعاني من تعد المرجعيات والمظلات التعليمية،وهذا بحد ذاته يترك تأثيراته السلبية على العملية التعليمية،ونحن لسنا بصدد الحديث عن هذا الموضوع،بل موضوعنا الأساس الأبنية والغرف الصفية،فبلدية الاحتلال ودائرة معارفها لم تقم ببناء مدارس كافية في القدس،وكل عام تختلق الحجة تلو الحجة بعدم القيام بالبناء،حتى بلغ النقص في الغرف الصفية ما يزيد عن اكثر من 1000 غرفة صفية للعام الدراسي 2010- 2011،وكذلك فالمدارس الأهلية والخاصة ممنوعة من إقامة أبنية مدرسية جديدة،وتفرض عليها شروط تعجيزية من أجل الحصول على التراخيص لإقامة أبنية جديدة،والنقص هذا في الغرف الصفية يترتب عليه،أن ما لا يقل عن 10000 طالب،يبقون خارج إطار العملية التعليمية،حيث يضطر الطلبة الذين لا يجدون لهم مقعد دراسي للتسرب من المدارس،أو يضطر أهلهم وعائلاتهم لتغير أماكن سكنهم بالرحيل القسري للضفة الغربية،وهذا واحد من الأهداف الإسرائيلية في تهويد وأسرلة المدينة وتفريغها من سكانها العرب،أو تسجيل أبنائهم الطلبة في مدارس خارج الجدار،وما يترتب على ذلك من أعباء اقتصادية ومالية واجتماعية على أسر الطلبة،ومعانيات وصعوبات للطلبة أنفسهم من ذل ومهانة على الحواجز وتأخر عن الدوام المدرسي،أما التسرب من المدرسة فيترتب عليه الكثير من الأمراض الاجتماعية والمعانيات،فالطلبة المتسربين قد يتجهون إلى سوق العمل الأسود في المصانع والورش الإسرائيلية،أو قد يدفع هذا بهم نحو الأمراض الاجتماعية من حالة ضياع وتوهان أو يقعون في شباك رجال السوء والرذيلة ويغرونهم ويدفعونهم لتعاط المخدرات أو ممارسة الرذيلة،أو قد يقع البعض منهم في حبائل وشباك رجال المخابرات الإسرائيلية ويستغلونهم ضد أبناء شعبهم.
والإنسان المقدسي يبقى حائراً،وخصوصاً أن الطالب الذي لا مكان له في مدارس الحكومة المسيطر عليها من قبل بلدية الاحتلال ودائرة معارفها،لا يجد له مكاناً في المدارس الخاصة والأهلية،والتي أيضاً أصبحت شروط القبول فيها شبه تعجيزية.

-الاحتلال معني بتدمير المجتمع المقدسي وتفكيكه،ودفعه إلى الاحتراب العشائري والقبلي وإغراقه في الهموم والمشاكل الاجتماعية،وأيضاً الاحتلال كونه السبب المباشر في ذلك،فهذا لا يجعلنا نقول دائماً،بأنه الشماعة التي يجب ان نعلق عليها كل أخطاءنا وجهلنا وتخلفنا،فالكثير من المشاكل الاجتماعية"الطوش" والتي في الأغلب منها تكون نتاج لقلة الوعي وانهيار قيمي وأخلاقي،وخلل تربوي وعصبوية وقبلية وانغلاق،ترى أنها تتحول من خلاف شخصي أو مشكلة بسيطة إلى حرب قبلية شاملة كحرب "داحس والغبراء"حرب تشارك فيها جحافل وجموع في أغلبها لا تعرف نوع المشكلة أو سببها،جموع تشارك و"تفزع" بدافع العاطفة والحماس والغرائز والجهوية والعصبوية،وتغيب لغة العقل والتفكير وكذلك الهم المشترك والدين الواحد وحتى صلة القرابة والدم،والمأساة هنا أن الأفراد المتنورين والمثقفين والمتعلمين،يكونون جزء من المعركة،أو يقفون موقف المدافع او المتفرج،وما أن تنتهي او تتوقف المعارك المخلفة للكثير من الخسائر والأضرار،والتي تصل في العديد من الأحيان حد إزهاق أرواح أناس أبرياء،او تخلف عاهات مستديمة وتشرد عائلات بأكملها والتي تتعرض بيوتها للحرق والسلب والنهب،حتى ينشط رجال الإصلاح والخير من وجاهات عشائرية وقبلية من أجل لملمة الجراح ووقف النزيف،ومع تقديري الشديد لكل الجهود التي تبذل في هذا الإطار والاتجاه،وهي جهود خيرة تستحق الثناء والتقدير،ولكنها ليست بالبلسم الشافي للجراح،أو الحلول التي تعالج المشكلة جذرياً،او تضع لها حدود وضوابط،فهي في أغلب الأحيان حلول ترقيعية وغير منصفة،وتميل الى المداهنة والنفاق الاجتماعي،وكذلك أغلب الجهات والوساطات العشائرية،تعتمد على التخجيل "وتبريد الوجه" وتبحث عن حلول يكون فنجان القهوة فيها هو عنوانها وسيدها وحلها السحري،وبما يجعل الباب مفتوحاً أمام من افتعل المشكلة او ارتكب الجريمة للتمادي في المستقبل،والمأساة هنا أننا نضع صكوك شبه يومية من على صفحات الجرائد عن صلح وتسامح وكرم عربي أصيل،فأين كان هذا الكرم العربي الأصيل والتسامح والأخلاق العالية قبل اندلاع المشكلة أو الخلاف؟،وتمجيد للرسل والأنبياء والشهداء والأسرى والقيادات الوطنية والدينية،ونستغل أسماؤهم في مساومات ومناورات مالية،وكأننا لا نتعرف إليهم إلا في الاستعانة بهم في مساجلات "طوشنا" ومشاكلنا الاجتماعية،فتكريم الأنبياء والشهداء والأسرى والقادة يكون بالسير على طريقهم وهديهم ودربهم وقيمهم ومبادئهم ونهجهم،أما أن نقزم هذا الدور إلى قيم مادية فهذا بحد ذاته ليس تكريم لهم،بل إهانة واستهانة بدورهم ومنزلتهم ومكانتهم.
القدس- فلسطين
24/7/2011
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همومك كبيرة يا شعبنا في القدس - 2 - ..
- همومك كبيرة يا شعبنا في القدس ..
- كل أيامنا
- الغرب الاستعماري عارياً
- لماذا منعت اليونان أسطول الحرية -2 - من الابحار...؟؟
- معبر قلنديا ....معبر إذلال وعذاب ..
- الأسرى الفلسطينيون وأكاذيب نتنياهو ..
- في ذكراه الأربعون / استشهاد ميلاد ....ميلاد فجر جديد
- تعدد المرجعيات التعليمية في القدس ... وتأثيراتها السلبية -3 ...
- الأزمة ليست شخص فياض بل أزمة نهج وخيار ...؟؟
- تعدد المرجعيات التعليمية في القدس ...... وتأثيراتها السلبية ...
- عام على اعتصام نواب القدس ..
- تعدد المرجعيات التعليمية في القدس وتأثيراتها السلبية -1 - .. ...
- المطلوب استراتيجية مواجهة موحدة لإفشال مخطط صهينة التعليم في ...
- الوضع الفلسطيني يعاود التأزم من جديد ..؟؟
- قراءة في رسالتي سعدات والبرغوثي الى مؤتمر بيت لحم/ فلسطين ال ...
- القدس حرب شاملة وعلى كل الجبهات ....
- أسرى القدس والداخل مجدداً ....
- لا تسوية في الافق ..... والمصالحة هي الرد ...
- خطاب أوباما للفلسطينيين/ شيكات بلا رصيد ...


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - همومك كبيرة يا شعبنا في القدس - 3 - .