أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بهاء الدين محمد - يسألونك عن السلفية !















المزيد.....

يسألونك عن السلفية !


بهاء الدين محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 01:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هل فعلا كل مسلم سلفي؟؟

انا سلفي وكل مسلم سلفي؟ كلمة سمعناها جميعا من أنصار الدعوة السلفية. وهي مقولة صحيحة للوهلة الأولي بمعني أننا إقتداء بالصحابة السلف الصالح نصبح جميعاً سلفيين في طريقة فهمنا وممارساتنا لشريعة وشعائر الإسلام. ولكن ألم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يفهومون ويمارسون «الإسلام» وليس «السلفية»، إذاً فهم مسلمون (ولم يسموا أنفسم سلفيون لأن كلمة سلف يطلقها اللاحق علي ما سبقه) ونحن أيضا بممارستنا لنفس العبادات بنفس الطريقة (في الصلاة والصوم والحج وغيرها) نكون أيضا مسلمون فقط ولا داعي لوصفنا بالسلفيين لأننا نقتدي بالصحابة في ممارساتهم أي نقتدي بالإسلام.

ما هي السلفية الأن؟

بداية، لا يوجد تعريف واحد فقط للسلفيين فهم متنوعون جدا ليس فقط عدديا ولكن نوعيا؛ فمريدى السلفية المدخلية ينظرون لمبارك/ الحاكم على أنه أمير المؤمنين، ولا يجوزالخروج عليه«غير أنهم ركبوا الموجة بعد الثورة وتخلوا عن نظريتهم هذه»، بخلاف السلفية الجهادية القائمة على العنف ومقاتلة الكفار.

أما السلفية بوجه عام، فهي أحد التيارات الإسلامية و تهتم بالشعائر الإسلامية التعبدية المختلفة وتجريدها من البدع، والسعي لتنفيذها علي النحو الذي كانت عليه في العصور الإسلامية الأولي في عصر النبي محمد صلي الله عليه وسلم وعهد صحابته لاسيما الخلفاء الراشدين بشكل خاص،
مثل «الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة»،هذه الجمعيات بعيدة عن ممارسة السياسة أو التأثير عليها.

أما الدعوة السلفية اليوم والتي ظهرت بشكل واسع بعد ثورة 25 يناير وأنشأت أحزاب لها مثل حزب النور والفضيلة. ويقول الباحث الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع السياسى،" أن التيارات السلفية ما هى إلا حركات سياسية لا علاقة لها بالدين، تسعى لتحقيق مصالح معينة، وتهدف إلى سلفنة المجتمع والقضاء على حداثته". يقول عبد الفتاح عبد المنعم أنه بعد 30"عاما من الصمت المريب لمشايخ السلفية، 30عاما وهم يعتبرون الحديث فى السياسة رجسا من عمل الشيطان، 30 عاما وهم يطالبون الناس بعدم جواز الخروج على الحاكم المسلم، وإن كان فاسقا أو فاسدا أو ظالما... الآن وبعد ثوره 25 يناير انقلب مشايخ السلفيين بعد تناولهم حبوب الشجاعة وبدأوا فى الحديث عن السياسة، .. أن هؤلاء السلفيين جزء من الثورة المضادة التى تحاول إجهاض ثورة الشعب المصرى"


ولكنني أتبني مقاربة مختلف تتمثل في سعيي إلي رصد وتحليل مواقفهم وتوجهاتهم وترك القارئ يحكم هو عليهم:

ففي مقالة لإيهاب الشريف علي موقع أنا السلفي يقول "إنه حزب كل مسلم في مواجهة التيارات العلمانية والليبرالية التي تريد للبلاد أن تسير إلى الهاوية ... ينادي العلمانيون وأمثالهم بضرورة كتابة الدستور قبل الانتخابات؛ لنيل مآربهم الخبيثة... احذروا من المضلين الذين يسيئون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، فيدَعون، بل ويكفِّرون أهل الدعوة؛ لدعوتهم الناس لمثل هذه الأحزاب، فقد كانوا قديمًا أذنابًا للسلطة"

المشكلة ليست في الأوصاف والشتائم التي يرددها السلفيون، والتي تتناقض مع مبادئ الإسلام، ولكن المشكلة في التعميم وعدم قبول الآخر، فكل من هو ليس سلفي هو علماني وملحد ويشبه قوم لوط علي حد وصف الشيخ سعيد عبد العظيم.ويؤكد الشيخ الحويني أن البنات في الجامعات كلهن آثمات. بل ودعوتهم لـ «جمعة الشريعة» التي هدفها مواجهة الخونة والعملاء العلمانين الذي تدعمهم قوي خارجية ويهدفون إلي القضاء علي الدين وإقصاءه، وواضح تماما أن مثل هذه الدعوة تتبني خطاب النظام الساقط وتسير علي نهجه وليس نهج السلف الصالح !!.
أما الشيخ يعقوب الذي دعي الناس للتصويت بنعم في الإستفتاء وأكد ان نتيجة الإستفتاء هي إنتصار للدين في «غزوة الصناديق» قال في فى خطبة "الجمعة" بمسجد الرحمن بإمبابة يوم 22 يوليو2011 "نحن نسعى إلى تأهيل المجتمع لكى يغير الله حالنا، ولا نخشى فى الله لومة لائم، لأننا مع رب الناس، ولسنا مع الناس، نفعل ما يرضى رب الناس ولا نفعل ما يرضى الناس"..
نعم، كلنا نريد إرضاء الله، ولكن ألا يعلم الشيخ أنه سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) : مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ : " أَنْفَعُ النَّاسِ لِلنَّاسِ ".

هذه المقولات تنسف التعددية وتداول السلطة كشرط مسبق ليس لممارسة الديمقراطية فحسب، ولكن لممارسة السياسة في العالم المتغير وقضاياه المعقدة التي لا يمكن لتيار واحد حسمها. حين يرفض «السلفيون-السياسيون» الآخرون من التيارات والأحزاب ويصفونهم بالإلحاد والضلال ويدعون معرفة المنهج الصحيح والحقيقة المطلقة، هم بذلك يرفضون السياسة قبل ممارستها، فالسياسة هي وسيلة المجتمعات للوصول إلي توافق عام من خلال النقاش العام بين الآراء المختلفة حول القضايا العامة بما يحقق العدالة والكفاءة والتنمية، وليس فرض نمط معين من اللباس والشكل والممارسات الدينية.

إذا كانت الدولة تهدف إلي وضع خطة إستراتيجية للتنمية الإقتصادية والإجتماعية فمن يسهم في ذلك هل الأكثر تديناً أم الأكثر خبرة في علم الإقتصاد والسياسة والإدارة؟؟

نحن نحتاج حقا لتأهيل المجتمع وتدينه الحقيقي وسمو أخلاقه التي تدعو للإبداع والعمل والإنتاج والتحرر من سيطرة الجهل والفقر والمرض والإستغلال الداخلي والخارجي، وعلي هذا يمكن للدعوة السلفية وغيرها أن تنشط كمجتمع مدني يحقق مقاصد الإسلام من العدالة والمساواة والحرية والفضيلة وغيرها.

ومشاركة السلفية أو غيرها في الحياة السياسية لابد أن تقوم علي معيار الكفاءة والإستحقاق وليس درجة التمسك بالأيديولوجيا أو المنهجية السلفية/ الأصولية. ولابد أن ترتبط مشاركة أي تيار بقبول التعددية والتداول السلمي للسلطة في إطار من الدستور والقانون بعيداً عن السلطوية والشمولية وإحتكار الحقيقة. وليتعلم الإسلاميون من مدرسة حزب العدالة والتنمية التركي الذي يحكم تركيا بـ 50 % من الأصوات، وعين وزيرا في حكومته غير منتمي للحزب -وقت تعيينه- وهو البروفيسور أحمد داوود أوغلو نظرا لكفاءته كعالم في السياسة الدولية له إنتاج نظري مميز أصبح هو المرجعية للسياسة الخارجية التركية.

خلاصة القول، إن مشاركة السلفيين وغيرهم هي مكسبا للحياة السياسية المصرية طالما ألتزمت التيارات بقواعد الممارسة السياسية المستقرة عالمياً وهي التعددية وتداول السلطة والإختلاف الخلاق الذي لا يرادف الصراع، بل يهدف إلي الوصول إلي أفضل الحلول الممكنة للمشكلات وليس إدعاء كل طرف بأنه يمتلك الحقيقة المطلقة، فالأحزاب في العالم كله عندما تصل إلي الحكم تصل بأغلبية متواضعة لا تزيد عن 60 % وتستوعب مزايا برامج الأحزاب الأخري في إستراتيجيتها وبرامجها التي ستحققها في فترة حكمها، ويقبل الآخرون بشرعية حكمهم طالما عبر ذلك عن إرادة الأمة، وتظل أحزاب المعارضة لديها فرصة للمنافسة في المستقبل، ولا يعني إبتعادها عن السلطة إبتعادا عن السياسة فكل حزب يكون حكومة ظل تعمل علي تصحيح مسار الحزب الحاكم وتستعد من خلالها للحكم لاحقاً، وتبلور تصوراتها لحل مشكلات المجتمع إنطلاقا من الواقع وليس من أيديولوجيا جامدة .



#بهاء_الدين_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس مستفادة من السياسة الخارجية التركية الجديدة(2)
- دروس مستفادة من السياسة الخارجية التركية الجديدة
- دور المجتمع المدني في التحول الديمقراطي
- لماذا لا نتقدم؟؟! (1) : -فكرة المسار الحرج-
- مقترحات من أجل مبادرة -القضاء على إعلام الفتنة الطائفية-
- النظام العام أولاً
- عرض نقدي لمقالة: -الجوهر الديمقراطي للإسلام- Islams Democrat ...
- مقترح بحثي : اثر العولمة علي حقوق الانسان
- مجتمع الاستيعاب
- -نظريتي X & Y لمكاجريجور-
- الإستقطاب والإختيار والتعيين في الحكومة الأمريكية: مع التطبي ...
- تحليل سياسي لفيلم: -فيلم المحاورون/المناقشون العظماء -The Gr ...
- الثورة والفن: (دراسة في المفاهيم والمقولات النظرية والأدبيات ...
- حجج في الرد علي المرجعية الدينية
- عرض نقدي لمقالة: -اليابان: نحو دور أكبر في النظام الدولي-
- القوات المسلحة الصينية
- وثيقة الدستور
- العزلة السي أتش-سلفية
- الديمقراطية والإيمان
- الثورة والديمقراطية


المزيد.....




- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بهاء الدين محمد - يسألونك عن السلفية !