الثوره المصريه بين موقعتي التحرير والعباسيه ؟!

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3436 - 2011 / 7 / 24 - 00:12
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

اليوم يوافق 23 يوليو وهو ذكري إنقلاب يوليو العسكري ومنذ هذا الحين وتحول اليوم الذي من المفترض ان تتوشح مصر فيه بالسواد الي إحتفاليه لكل المصريين بأجازات مدفوعة الاجر واغاني وتماجيد لمن خربوا مصر وردوها الي العصور الوسطي وسلموها لدعاة الجهل والظلمات

وفي خطابه الموجه للشعب المصري اليوم الذي اللقاه المشير طنطاوي كعادة من سبقوه وعلي نفس خطاهم وبطريقتهم التي اعتاد المصريين علي سماعها منذ ان أتوا هؤلاء الي دفة الحكم كلمات رنانه وجمل فضفاضه فلا يوجد في خطاب اليوم اي ملامح واضحه للمرحله القادمه او طريقه معلنه لآدارة البلاد او حتي تطمينات للرأي العام العالمي حول الوضع الراهن في مصر كأن الخطاب قرأه مبارك ويبدو أن نفس القلم والفكر الذي كان يكتب لمبارك هو من يكتب لطنطاوي الان احلام ورديه في عبارات مطاطيه

وكان لزاما علي القوي السياسيه في مصر ان تقوم بتحية العسكر يوم انقلابهم فنظمت مسيره بمطالب واضحه وصريحه يحملها معتصمي التحرير وذهب الجميع بها الي كوبري القبه ولكن كما كان الحال وطريقة التعامل مازال الامر قائم فالعسكر احضروا الجيش الجرار الذي يتم رعايته عن طريق رجال الداخليه وبدئ قتال الاعداء المنادون بالحريه والديمقراطيه والعداله الاجتماعيه والذين سجلوا تاريخا ناصعا في حياة المصريين واشتبك البلطجيه من فوق اسطح المنازل وداخل ميدان العباسيه انفجرت حرب الشوارع والضرب من كل اتجاه في المسيره التي ضمت كل تيارات مصر وسياسييها فالبلطجيه بما يحملونه من مولتوف وكل انواع الاسلحه التي لاتخطر علي بال من خلف الثوار والجيش برجاله من الامام يالاسلحه الناريه الخفيفه والثقيله

هذه هي طريقة رد رجال مبارك كما اعتدناها والذين تربوا في حضنه واكلوا من خيره وعلي مائدته فماذا سيفعلون مع المصريين سوي سفك دماء ابناء وطنهم بهذه الوحشيه والتحريض علي دعاة الحريه من الشرفاء بتلك الطرق مايفعله العسكر الان فعله من قبلهم مبارك وحاشيته الذين ايضا من نفس قبيلة العسكر

وماذا كانت النتيجه سقط مبارك شخصا وتاريخا ورئيسا وكل من كان حوله واعتقد ان بهذه الطريقه سيلحق به قريبا اعضاء مجلسه العسكري الموقر هم وضعوا مسمارهم الاول في نعوشهم مع انطلاق الثوره اواخر يناير كنت اقول لآصدقائي ونحن في طريقنا الي التحرير كلما زاد العنف نجحت الثوره فهو وقود الثوار ومحفزهم لتكملة المشوار

من ميدان العباسيه الي ميدان التحرير موقعتين متشابهتين في الطريقه والتنفيذ والمحرض في كلتا الحالات هو واحد فالآشتباك اليوم كان بين ثورتين واحده شرعيه والاخري مغتصبه الاولي تدافع عن تاريخ ملوث والثانيه متمسكه ببنوتها الحقيقيه للشعب المصري بكل فئاته

وتجاهد من اجل ان تصل الي غايتها والتي خرجت من اجله يوم عيد الشرطه ومن عيد الشرطه الي عيد الجيش في يوليو وكأن سقوطهم سيكون يوم عيدهم اعتقد ان موقعة اليوم تحول مهم في مصار الثوره المصريه اطراف كثيره متشابكه اليوم في الدفاع عن بقاء يوليو بكل تاريخها الاسود فهناك فلول الوطني والفاسدين ثم التيارات الدينيه التي تري نفسها اليوم تتراجع وتتهاوي بصوره لم تكن في حسبانها ويليهم العسكر الطرف الاساسي وممسك بكل اوراق اللعبه ولكنه مع الاسف لايجيد اللعب ووضع نفسه امام قطار الثوار الذي يدافع عن حرية مصر وشعبها فالنهايه باتت وشيكه لعصر العسكر ؟!

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات