|
هل يمكن تحقيق اهداف الشعب الكوردي استنادا على المباديء الاساسية للديموقراطية فقط
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 21:12
المحور:
القضية الكردية
بعدما تاكدت امريكا من ان تنظيم القاعدة لا يمكن التعامل معه و تقويمه و تصحيح مساره بالسلام و الديموقراطية و المباديء الانسانية البحتة، و لا يمكن علاجه و ازاحة اضراره الا باستخدام الطرق و الوسائل العسكرية، فاتبعت هذه الطريق و استخدمت كافة انواع الاسلحة بعدما وصلت النيران الى عقر دارها وتيقنت من انه لا يمكن ان تبقى اشراره بعيدا عنها . و للديموقراطية اسس و مباديء و ركائز يمكن قرائتها و اتباعها بحرية في حال وجود نسبة معينة منها في اي مكان او لدى اية جهة يمكن الصراع معها او التحاور من اجل احقاق الحق و اعادته الى اصحابه بالوسائل السلمية، مستندين الى الارشادات و الدلالات الديموقراطية الحقيقية، و هذا شيء مسلٌم به و لا يمكن لاحد انكاره و من يسلك اية طريقة اخرى في نضالاته و افعاله يستحق ان يحاكم وفق المباديء الانسانية العصرية . و لكن السؤال هنا و هوالذي يفرض نفسه علينا جميعا بجميع تياراتنا و اتجاهاتنا، لو كان المغتصب للحقوق لا يؤمن بذرة واحدة من المباديء العامة للديموقراطية و ما تتطلبه، سواء اعترف بذلك او انك، او ادعى ايمانه بها تضليلا او سكت، او تعامل مع العصرنة بعقلية الحقبات الغابرة و ادعت الحداثة و هو بعيد عنها، فما من المغتصَب حقوقه المطلوب من العمل، او ما الوسيلة التي من المفروض استخدامها ، و ما العقلية التي يمكنها ان تجد الطريقة و الخيار المناسب للتعامل مع هكذا افعال و الافكار التي ترفض وجودالمناويء و المخالف جملة و تفصيلا. و ان كان الاخر يتنكر لوجودك اساسا و لحقوقك ولو بابسط نسبة و يريد و يتهاتف على اذابتك و سحقك و فنائك دون ان يرف له جفن. فهل يمكن مقاومته بالسلام و الديموقراطية بعيدا عن السلاح الذي يستخدمه، و كيف يمكن اجباره على الانصياع لمفهوم الديموقراطية و جوهرها حقا . منذ اسابيع و النظام الملالي في طهران يستغل الظروف الموآتية له في المنطقة وهو مصمم على محاربة الشعب الكوردي، فالتجا الى السلاح و مهاجمة الشعب الاعزل في المناطق النائية و اخترف سيادة دولة اخرى لذلك الغرض، و يفعل ذلك امام اعين العالم و لم نسمع من موقف يردعه، و بهذا لم يبق امام الكيان و الشعب الكوردي و التنظيمات و القوى الكوردستانية الا مقارعته و الدفاع عن نفسه و منع هذا النظام المبتذل من الاضرار به او خدش كرامته و عزته و هيبته و هو يحاول قلع جذوره، مهما كانت لديه من القوة و الحيل . اهداف المعتلين على زمام الامور في طهران في فعلتهم هذه، عديدة و واضحة، سواء كانت داخلية بحتة او خارجية اقليمية ، و هو يحس في نهاية الامر ان موازين القوى ليست لصالحه . الصراعات المحتدمة بين اجنحة النظام الايراني تعقدت و وصلت الى قمتها و تحولت الى التقاطع و رفض الجانب للاخر، فدخلت الاجراءات التي اتخذت من قبل اصحاب القوة و الهيمنة بحق المنافس حد الاتهامات الخطيرة التي ليست لها مثيل من قبل، و وصل السجن و الفاق التهم بمقربي المنافسين الكبار، مما حدا بالشعب الى الاعتقاد بان نهاية الطريق قريبة، و انعكست الخطوات المتخذة من قبل ولاية الفقيه الى تعقيد المعادلات، و امكانية الخروج من النفق المظلم ،بعد ان يكون انهاء البعض للبعض محتمل جدا، و لهذا احتاج جانب من النظام بشكل واضح لموضوع ما يختلقه من اجل لفت نظر الشعب و المراقبين و الجهات و اشغالهم ، من اجل تمديد عمر بقائه و اطالة حكمه و تشديد سيطرته و ازاحة منافسيه من بين الزحام الذي يحدثه وهو مصرٌ على تقوية ركائزه ، محاولا السيطرة على حساب الاخر بشكل نهائي، و هو تيار اكثر تشددا . سواء نجح او فشل في نواياه فانه لصالح عموم الشعب و قواه الخيرة في النهاية، لانه يقرٌب نهاية خلاص الشعب منه مهما احتضر، هذا من جانب، اما من جانب اخر، فهو يريد تخفيف الثقل الواقع على عاتقه و الحمل الكبير على كاهل مواليه من الانظمة و التنظيمات الاقليمية التي تأن تحت ثقل ما اولده ربيع الثورات في المنطقة رغم مساعداته المالية و العسكرية الوفيرة السخية لهم . النظام الايراني يستغل الوضع المتردي لجنوب كوردستان من كافة النواحي و الضعف الذي فيه، وكذلك يستغل نفوذه المتزايد في السلطة المركزية العراقية ، و هو لم يلاق الرد المطلوب الذي من الواجب تلقيه في مثل هذه الافعال، مما حدا به الى التمادي اكثر من المتوقع، و كما يعتقد الكثيرون بانه سيستمر لو لم يلق الموقف الملائم من قبل الجميع . و ضعف موقف امريكا في هذا اليوم يتحمل عدة تحليلات و في مقدمتها تفسير الحال الى ان خرق سيادة العراق سهل وهي موجودة في المنطقة فماذا يحدث لو تركت قواته العراق في نهاية هذا العام، و هو انذار للسلطة العراقية وان كان بشكل غير مباشر ان لم يكونوا متفقين اصلا و سرا في هذه المواقف التي تنعكس بشكل ايجابي على الطرفين . ان كان النظام بهذه المواصفات و العقائد و السلوك و العقلية، و ما يتبعه من اسلوب التعامل مع الاحداث و الصراع مع الاخر المخالف بهذا الشكل، و ان كانت القوة و استخدام العنف و القمع و انهاء الاخر هو لغته الوحيدة، و ان لم يدع ولو متنفسا او بصيصا من الامل للتعامل معه بالطرق الحضارية و الاسس و المباديء الديموقراطية و الاساليب السلمية، و ان لم يجد الشعب الكوردي حتى من اخيار العالم التي يرفع صوته دفاعا عن حقوقه و ليقول لهذا النظام ؛كف عن افعالك المشينة، فما الوسيلة المتاحة امام شعب يُسحق غير الدفاع عن النفس و الصراع من اجل البقاء بكل الطرق المتاحة، و هنا يسال الجميع؛ فهل الكلمة الخيرة توقف القنابل، و هل المناداة بالحرية و الديموقراطية تمنع النيران في مثل هذه الظروف، و هل صراخ و عويل الاطفال يمنع الصواريخ، ام هذا ما يتطلب الموقف و الرد الحازم كي يوقف المعتدي عند حده ثم اللجوء الى الخيار السلمي . و السؤال الذي يمكن للقوى الكبرى ان تجيب عليه؛ فهل لكم الحلال و قانوني ان تدافعوا عن ابناء شعبكم بكل السبل و في اقاصي البلدان في العالم و ليس لشعب مظلوم و مغدور به ومهضومة حقوقه و مغتصبة ان يأن و يرفع صوته و يدافع عن نفسه و يقاوم من اجل بقاءه، اليس من الازدواجية الواضحة في السياسة المتبعة من قبل القوى الكبار في التعامل مع القضايا المختلفة في العالم، و هل يعتبر لحقوق الانسان و الانسانية و الحرية المنشودة من خرقها قبل الاخرين، و هل تتقبل القضايا الانسانية التضليل و الازدواجية، هل لديكم الامكانية ان تنطقوا بكل صراحة بعيدا عن مصالحكم و تدافعوا عما تتشبثون في الادعاء به وما تكررونه في الدفاع عن حقوق المظلومين كما تفعلون لشعوبكم، ام من لم يتناسب موقعه و ثقله مع مصالحكم فهو ينعت بالارهابي و ان لم يتصف بذلك، و من يدخل في مساحة الحفاظ على ما تجدوه من مصلحتكم يمكن ان تحافظوا عليه و ربما توصلوه لحد التحرير و الانعتاق من ربق الاحتلال كما فعلتم في بقع و اهملتم اخرى، و يمكن ان يقال بانكم لم تحسبوا للحق كلمة في قاموسكم . لذا على الشعب الكوردي المضحي المقاوم بنفسه ،و ما يمتلك من المقومات و الوسائل العديدة مهما كانت بسيطة ان يسخرها للدفاع عن نفسه، و قبل اي شيء العقلية و التعاون و الاتحاد واجب يستدعيهم عند الضيق و الدفاع عن الذات، فاهلا بالتضحيات و بكل ما يمتلك هذا الشعب، و يجب ان يعلم الملمين ان التوجه الى استخدام القوة يفرضه من توجه اليها بداية دون ان يلق اي رادع يمنعه، و من يدافع عن نفسه باي اسلوب و طريقة معذور مهما بلغ الامر .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل بالامكان استئصال آفة الفساد في العراق
-
انحباس نهر الوند مع استمرار قصف ايران لاقليم كوردستان
-
اعتداءات ايران ستبرر تدخلات تركيا في اقليم كوردستان
-
يجب ان ينعقد مؤتمر المعارضة السورية في دولة محايدة
-
عدم احساس الفرد بانتمائاته في منطقة الشرق الاوسط
-
التعاون و التنسيق حاجة ملحة لنجاح انتفاضة الشعب السوري
-
هل تخرج الحكومة العراقية من عنق الزجاجة ؟
-
الركائز الاساسية لضمان التعايش العربي الكوردي السلمي
-
استمرار سوريا على عدم الاتعاض من الاخرين !!
-
اي نظام سياسي يلائم اقليم كوردستان
-
نتيجة الانتخابات ومصير الكورد في تركيا
-
انها بداية نهاية الاعلام الحكومي المركزي
-
الحرية الشخصية و التدخلات المختلفة فيها
-
ما جوهر الثورات المندلعة في المنطقة
-
هل تتحقق حلم انبثاق دولة كوردستان المستقلة؟
-
التغييرات الجارية في المنطقة و العراق مابعد الدكتاتورية
-
سوريا الى اين ؟
-
حقا كلما ضاقت فُرجت
-
لا تستغربوا من مواقف الموالين للنظام السوري مهما كانت نسبة ث
...
-
ما بين المثقف السياسي و السياسي المثقف
المزيد.....
-
الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو وجالانت لارتكا
...
-
الجنائية الدولية تصدر أمر اعتقال بحق قائد كتائب القسام محمد
...
-
حيثيات تاريخية لإصدار أمر اعتقال نتنياهو وجالانت لارتكاب جرا
...
-
وزيرة إسرائيلية تصف مذكرات الاعتقال الدولية الصادرة ضد نتنيا
...
-
بن غفير يدعو إلى فرض السيادة على الضفة الغربية ردا على مذكرا
...
-
قيادي لدى حماس: مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت تؤكد أن العدال
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ويوآ
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الجنائية الدولية: توجيه تهم ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية ل
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|