|
كيف تواجة اميركا أحزاب اليمين الديني العراقي ؟
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 22:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من المعروف للكل ان اميركا لاتحارب الشعوب الحرة ولاتدخل في متاهات معاداة الايدلوجيا الدينية مهما كان شكلها القائم على عبادة ارباب السماء او اوثان الارض . بل ان فتوحات اميركا المظفرة بموجات المارينز تتوجة ضد الانظمة السلطوية ذات القمع البوليسي بكياناتها المفككة من الدواخل . وتكفي دفعة يد العم سام الاخيرة لكي تقع بلا حراك كل الجدران الديكتاتورية الايلة للسقوط .وعندها تلجا اميركا لالاف الطرق المبرمجة من الحيل لاسقاط الخصوم المستقبليين الذين تتحسس منهم طعم الخوف والانقلاب المستقبلي . وهي بذلك تدرس كل فلكلور الشعوب ودياناتها بما فيها الطقوس والعادات وطرق التفكير ,وهل للعقل دور في حياة هذة الشعوب في رسم شكل الحياة . ويحمل مسؤوليها واولي الامر في بيتها الابيض اعلى الشهادات والاختصاصات العلمية في معرفة وفهم تفكير تلك الشعوب البدائية التي لم تدخل بعد نفق الحضارة .وظهر هذا واضحا بعد فتح العراق واسقاط نظامة التوتاليتاري فتنوعت السناريوهات الاميركية باستبدل قطع الشطرنج وتحريكها الواحدة محل لاخرى . واميركا تعرف مقدما سر التركيبة العراقية المفككة وماسوف يحصل في العراق بعد اسقاط البعث بهمرات العم سام وماهو شكل البناء العراقي والوانة المتنافرة مثل مايصفة "اريك لوران" في كتابة "اسرار حرب الخليج الصفحة 24 "( ان الكيان العراقي شي مصطنع ظهر الى الوجود بعد اتفاقيات سايكس بيكو بعد تشكيلة من قبل ثلاثة ولايات هي الموصل وبغداد والبصرة) حتى يصل بالقول (وتعتبر الفكرة التالية اجمل تعبير عن الواقع العراقي "العراق حصيلة نوبة جنون اصابت تشرشل الذي اراد الجمع بين حقلين للنفط لايوجد بينهما أي قاسم مشترك :كركوك والموصل .ولهذا السبب جمع ثلاثة من الشعوب التي لايجمع بينهما جامع :الاكراد .السنة والشيعة ") والظاهر ان تشرشل اراد ابعاد حقول النفط عن تركيا "اتارتوك "الوليدة وايران البهلوية وماتشكلة هاتان الدولتان بعد ظهور البلاشفة ودولة لينين من تهديد على مصلحة التاج البريطاني لو امتلكت كل منهما حقول نفط الموصل او كركوك فتمت الموافقة على تشكيل الكيان العراقي الضعيف جدا والغني حد التخمة بسوائلة السوداء المائلة نحو الخضرة والمعزز بالملك الجديد المكفول الحماية بالبوارج وافواج التاج البريطاني لكي يكون اشبة بالمدير التنفيذي للشركات البريطانية ليضمن تدفق النفط العراقي إلى موانئ الأسياد . وعلى هذا المنوال ظهرت الطبقات الاولجاركية الحاكمة للعراق المستندة الى عبائة التاج بعد صبغها بطلاء الليبرالية ومسحة الديمقراطية . ولم يختلف المشروع الاميركي الجديث عن مشروع تشرشل القديم في بدايتة من رسم شكل لملك جديد يجلس على بقايا كرسي الديكتاتور بشكل ديمقراطي يمكنها من صياغة مشروع جديد للمنطقة مع وعود مستقبلية من ادارة البيت الابيض باقامة ديمقراطية حقيقية حين يستطيع العقل العراقي البدائي التشكيلة والممتلى بالخرافة بعد تاهيلة اقتصاديا وسياسيا باحزاب ليبرالية من ان يحكم نفسة بنفسة بلا وصاية العم سام . لكن اميركا أٌجبرَت على قطع سيناريوهات الفتح من وسطها بعدضغط اليمين الديني الشيعي باجراء الديمقراطية الفورية. لان الشيعة يعرفون مقدما بانهم سيمسكون بمقود السلطة عى غرار مقولة "علي بن العباس" سنحكم الى يوم الساعة " لذلك استقتل هذا اليمين وضغط كثيرا على ادارة البيت الابيض باجراء انتخابات مبكرة والاحتكام الى صندوق الاقتراع وراي الشعب الذي لاتؤمن بة الاحزاب الدينية من دواخلها وتحتكم بدلا عنة الى راي الفقية والمرشد لاعلى ولازالت تنظر الى الشعب وتنعتة بكلمات مثل "العامة " " الاتباع " "الموالون " ولم تصل عقلياتها البدائية الى جمالية الكلمة بعد . ولا تعرف هذه الأحزاب شيئا عن اقتصاديات العالم الحديث وكيف يسير السوق وتتحرك العملة بعد انهيار قواعد الذهب وصعود الدولار وما هو دور المؤسسات في الحياة الديمقراطية .بل كانت رؤيتها تسطيحا للفكرة المجردة وتشويها لها حين اصبحت الديمقراطية المؤوسساتية القائمة على حكم الطبقات العاملة المتمثلة بالمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني تدخل في نفق حكم الطوائف والملل المتناحرة على التاريخ السالف . وتوقف المشروع الاميركي نحو هذة النهاية غير المتوقعة ليستبدل باخر بديل ودخول المعادلة العراقية مرحلة الاحتمالات ومجماعيع الحلول . وعدم رغبة اميركا باثارة اوكار الدبابير بعد ان وجدت نفسها تقاتل بقايا البعث الصدامي والقاعدة المتسللة فكان عليها حماية ظهرها اولا وكسب صديق وحليف يكفل لها الشرعية ثانيا قبل ان تجد نفسها تقاتل في محيط دائرة وتخسر مشاة المارينز واحدا تلو الاخر وهي التي لم تفقد ال 500 ضحية منذ احتلال العراق من الفاو الى زاخو . وابتدا السيناريو الثاني الطويل الامد الذي استند الى قوة الراسمال المحارب وسحرة الهائل لاغراق هذة الاحزاب الدينية في مستنقعة الموحل وارواء عطشها المزمن من دفق البترول الاسود المائل للخضرة و نقدة السحري وملى عيونها الجائعة الناظرة منذ تأسيسها إلى رزم اموالة الهائلة الفائفة لاموال سليمان والابحار عبر امواجة المتلاطمة وفتح بوابات الصرف والنهب العلني للنقد وجعل مفاتيح الخزائن التي تنوء بالعصبة اولي القوة تحت تصرف ايديها الحرة ليبدا قتال الدين مع نفسة بعد ان ينقسم اشبة بالاميبا الى عدة اشكال متنافرة مع بعضها وتتخلى هذة الاحزاب بعد الاندماج والاقتران الطولي والعرضي بالراسمال عن قواعدها الشعبية البدائية التفكير بعد ان تصبح هذة القواعد عبئا ثقيلا عليها في المستقبل حين تذكرها بسلاحها الاول الفضيلة والعدالة . وابتلعت هذة الاحزاب البدائية طعم الجبن الشهي سريعا ودخلت في شباك المصيدة وطبقت ادارة البيت الابيض المثل الصيني الشهير للقرود الثلاثة "لا ارى .لا اسمع. لا اتكلم " ودارت اعينها الى القفا وان كانت تعرف بواطن الامور ومخارجها بعد انفلات الوضع في كل المنطقة التي استفاقت مللها النائمة بصاعق التفجير الطائفي والحكم المستقل مما عرض هذة الشعوب المسالمة الى عصف الطائفية المقيت وهدد دول الجوار بما لايحمد عقباة وتمنت هذة الدول عدودة البعث واركانة بدل هذا الوضع غير محسوب العواقب . وبدأت الديمقراطية العراقية الناشئة بشكلها المنغولي الهجين تقضي على نفسها بنفسها اشبة بالمريض المصاب بالمرض المناعي وبدأت معها عملية غسيل طويلة للعقل الذي بدا يتحطم وتنتظر اميركا من الزمن وحدة اعادة تشكيلة باخر جديد كما يقول "هيجل"على ضوء المتناقضات . ليبدا نوع جديد من التفكير والراي العام اساسة النفور من هذة الاحزاب الدينية ومرشديها بعد ان تعرف تلك الشعوب البدائية عملية التفكير بالعقل المعقلن وتدرك ان اولئك المرشدون المقدسون ليسوا بمقدسين وانهم لايختلفون عنهم بالغرائز وحب الشهوة والملكية والحيازة وان خطاب الدين وطقوسة كانت وسيلة تموية اوصلتهم نحو بؤرة هذا الوضع المزري حين يختلف الفكر مع الواقع ويبدا الانفصال العيني برفض الواقع الجديد للفكر العتيق حينها تضع ادارة البيت الابيض سيناريوهاتها الجديدة للتعامل مع هذا الوضع الجديد ولكل حادث حديث .
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إرحم أطفالنا - يا بنيامين نتنياهو- بحق حائط المبكى
-
ياليثارات العراقيين ياعبد الكريم قاسم
-
أنبياء أميركا المكرمون وتغيير دين العراقيين
-
أيها النائمون سلاما: أقرئوا ديمقراطيات التاريخ جيدا
-
نريد التمتع بميزانية العراق لا بديمقراطيتة -دراسة مبسطة -
-
وسيصبحون عهدا بائد وتلعنهم كتب التاريخ
-
تقييمنا للكهرباء بعد ال100 يوم : عيش يحمار
-
لينين. الحاجة التي لن تفنى ابدا
-
هل تخشى الكويت وعيد الجيران الجدد ؟
-
صدك لو كالوا :طكع وزانها وضاع الحساب...1
-
الاشتراكية العلمية واخواتها
-
دمائنا أشتراكية يايعقوب ابراهامي
-
عراقيوا اليوم :هل هم أغبى سلالة سكنت ارض العراق ؟
-
عملية ابن لادن: أميركا تتلف بضائعها القديمة
-
فقاقيع من الصابون تسمى -الطبقة العاملة العراقية -
-
يا أمير الحلو: لينين لايحتاج الى أبواق البعثيين
-
نكتة سياسية رثة اسمها الولاء للعراق
-
مالعمل اذا كانت الاغلبية تتغزل بالعبودية وتغني لها ؟
-
بمناسبة ال9 من نيسان . الافضل للعراق واهلة تحويلة الى محمية
...
-
وأخيرا ترحًم شيخنا - أبو أحمد - على البعث ووصفة بالنظام
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|