|
مذكرات طالب لجوء1/4
عبد الرضا حمد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 09:01
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
هي ايام صعبه ومرتبكه ساعاتها ودقائقها وحالاتها وما جرى فيها...فأنت في طريق حملت فيه حقيبة هم...طريق تعرف من اين ابتداء ولا تعرف الى اين يهم... لم نتمكن من كبت ما يعتمر فينا اكثر دون ان نقول فيها شيء منها للتذكر...ولوان كل ما فيه او نتج عنه لن ينسى... ومنها الناس او ما قابلنا في تلك الطريق الوعرة وهي لا تنسى ايضا حيث كانت قدم في العباب وقدم تحاول ان تتلمس الارض تركنا بغداد قبل انتهاء1998 واستقبلنا عام1999في عمان ونحن هناك نصارع ونتصارع ونحسب ونتحسب الى ان غادرنا عمان في يوم مشهود معلوم عراقيا واردنياً يوم 8شباط المشؤوم وكانت الساعات الاولى من يوم تشييع ملك الاردن السابق الملك حسين الى قبره وهو الذي شارك بنشاط متميز في مؤامرة 8شباط عام1963وما بعدها....كانت حركة الطائرات على اشدها في مطار الملكة عالية حيث استقبال الرؤساء والوفود التي ستشارك في هذه الفعالية التي احتشد لها الكثيرين مودعين من مات ومستقبلين ومؤيدين للملك الجديد الشاب بعد ان ابعد او ابتعد عمه عن ولاية العهد نزلنا بعد منتصف النهار في مطار( .........) وعند الساعة السابعة مساءً تقدمنا الى البوليس طالبين اللجوء السياسي اخضعونا لعملية تفتيش دقيقه وصعبه اشرنا اليها في قصيده نشرناها في الحوار بعنوان(بين عشية وضحاها)(الرابط ادناه) قلنا فيها : ( بين عشيةٍ وضحاها وطحن رحاها وكان من سواها وقال من زكاها غدا اراها تهرس بعض اللحم وتخثر في العروق الدم وطحن العظم وهذا ما تلاها) اتصلوا بالمترجم الذي نقل لهم حالنا واخبرنا انهم متفهمين وقبلوا اقامتنا وسننقل الى احد الفنادق وسنحصل على النتيجة بعد مده اقصاها 48ساعه نقلنا الى فندق من الفنادق القريبة من المطار حيث العناية والتقدير والهدوء والإنسانية واول شيء قدموه لنا هو كارت تلفون لنتصل بذوينا لنطمأنهم علينا ونطمئن ونرتاح و قبل انتهاء ال48ساعه أي في السابعة من يوم 10شباط استدعينا لنستلم اوراق الإقامة المؤقتة لمدة ستة ايام نقضيها احرار في كل الربوع (..........) حسب ما نحب ولكن علينا مراجعة اقرب مركز للبوليس قبل ان تنتهي المدة. اتصلنا بأحد المقيمين في تلك الدولة وكان صديق احد اصدقائنا المقيمين في (.......) واسمه( ابو سلام) حيث رحب بنا وقال انتم في اقصى شمال المدينة وانا في اقصى جنوبها حيث كان... ولكن سجلوا العنوان التالي وكان عنوان سكنه القريب من مطار ذلك الشمال بالقياس لمكان تواجده لحظتها وقال سأتصل بزوجتي لتكون في انتظاركم من شرفة(بالكون) السكن وقال تأخذ تاكسي وتعطيه العنوان واخبرنا على الاجرة لأنه يعرفها وفعلا اوقفنا تاكسي وكان من العرب المقيمين الذي تعاطف معنا وصلنا لنجد ام سلام العزيزة الغالية في البلكون وعند توقف التاكسي قالت و بفرح(هلة بريحة العراق...هله ومية هله بالجاي مناك) أزاحت هذه الكلمات الصادقات البسيطات المعبرات اطنان من الهموم تراكمت على كاهلنا.,. ونحن نخوضها في بدايتها وهي صعبه كما نتصور او تصورنا قضينا ليلة جمليه اخبرناهم بنيتنا الوصول الى (.........) واتصلنا من دارهم مع صديق يقيم في دوله اخرى ليستقبلنا في محطة قطاراتها الرئيسية في العاصمة وهو يعيش خارج العاصمة...اوصلنا العزيز المتفضل ابو سلام الى محطة القطارات الرئيسية في بداية النهار وحجز لنا التذاكر لليوم التالي بالقطار المباشر الى الدولة التالية حتى نلغي اي احتمال للخطاء... وكان موعد تحرك القطار فجر اليوم التالي ففضلنا المبيت في احد الفنادق القريبة من المحطة و قضينا نهارنا في ام الدنيا بحق ونحن نحمل اقامه رسميه يحق لنا بموجبها التحرك اينما نريد وفكرنا كما كل من يصلها بزيارة ضريح السيد( .......) لنتبارك به وندعو في حضرته لنا بسلامة وصولنا لما نريد ونتعهد بتقديم النذر الواجب عند نجاحنا في ذلك ونذرنا في حينها بالسر طبعاً ان نعاود زيارته ونفتح بطل شمبانيا فاخر لو تكلل مسعانا بالنجاح... وقد ساعدتنا في الوصول اليه شابه تونسية تطوعت لإيصالنا اليه بالمترو وهي من دفعت القيام التذاكر عندما عرفت اننا عراقيين واعطتنا رقم هاتفها في حالة احتياجنا الى اي شيء وبعد ان تمتعنا بعظمة ذلك المهندس وخياله والاجواء الخلابة طفر في بالنا سؤال هو كيف شطح خياله ليعتلي الى هذا الارتفاع قبل اكثر من مائة عام وبهذه الدقة والضخامة وفي هذا الموقع القريب من النهر وكيف طّوع تلك الأطنان من الحديد ليقيم هذا الصرح الشامخ بهذه الدقة التي تفوق الخيال في وقت كانت البشرية في اغلب ربوعنا لم تتمكن من انشاء دار سكن مريح. وقد تيقنت من ان السيد (.......) عندما اقام ضريحه قبل اكثر من مائة عام كان يعرف انه سيكون المزار الأكثر ازدحاما في التاريخ وعلى مستوى اليوم في كل عام لقد جمعت الأموال اللازمة وتمكن خلال السنه الأولى بعد انجازه من استعادة مصاريف الأنشاء(زاره في تلك السنه ما يقرب من مليوني شخص) فأي عقل هندسي واقتصادي وسياحي يحمل هذا الرجل الخالد وكم كان مقدار الثقة التي وضعها في شخصه من مولوا المشروع. لذلك اليوم يعيش من بركة السيد(......) الاف العوائل ويرتاح بزيارة ضريحه الملايين كل عام وهم يكفرون عن ذنوبهم تحت الواحه الحديدية او تحت ضلاله او في رحابه الواسعة الغناء ليصبح اليوم من اشهر المعالم السياحية في العالم ويكون التواجد بالقرب منه او الصعود الى اعلاه حلم الكثيرين او امنية الكثيرين من المؤمنين والملحدين في مشارق الارض ومغاربها وفي شمالها القاسي البعيد وجنوبها الأكثر قسوة. نعود الى تلك العائلة الكريمة عائلة المحترم ابو سلام وكيف تجمع حولنا افرادها الخمسة يقدمون لنا ما يزيح عن كاهلنا المتاعب من كلمات ومأكولات ومشروبات. وقد كتبنا رساله للعزيز ابا سلام بمناسبة الذكرى الثانية عشر لقضائنا تلك الليلة عندهم قلنا فيها الاتي وباللهجة العامية العراقية: (شــــــــته.... وأحنه نرجف مو بس من برد لكن من قلق... من خوف بغربه...وشيصير باجر... أحنه ما نعرف عندي رقم هاتف لشخص طيب....زين أعرف بس انه وياه مو صحبه وعرف خابرت...كَال اهلا وسهلاً... وصلت قدمت نفسي اله.... كَال عندك قلم...جاوبت نعم كَال سجل العنوان واشر هالوصف وتعذرني لن انه بطرف من المدينة وانت موجود بطرف وهسه اخابر ام سلام..بلشرفه تنتظر... توكَف اشرت تكسي وكَف وطلع لحجي العرب يفتهم.... يعرف وّصلنه بكل امانه علوصف ولن ام سلام تصيح...ياهله وميت هله ولمثل هل ملكَه الكَلب تحرك او رف ودمع بسكوت انذرف هالعائله ...واجب علينه نقدمالها كل عرفان وشكر.... للسوته النه و للماتحمله من طيب وشرف) وبالمناسبة التقينا بعد ذلك مع تلك العائلة الكريمة ونلتقي دائما في كل المناسبات الوطنية او الفعاليات التي تقيمها او تشترك فيها الجالية العراقية. عندما عبرنا الحدود العراقية الاردنية في الرويشد والتي تكفل بها السائق الاردني(صاحب تاكسي) السيد (ابو رامي) فلسطيني المولد ومن سكنة( السلط) وابنه( رامي ) كان يدرس في كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد وقد اودعناه كل ما نملك وما يمّكننا من مواصلة الحياة في الأردن وما بعدها وكل الوثائق الشخصية الرسمية وغير الرسمية وعندنا هدف واحد أولي هو الوصول للأردن على عنوان صديق يسكن في المدينة الرياضية في شقه مقابل كلية الملكة عالية. كان وفيا ونبيلا ومحترماً أوفى ما اتفقنا معه حق وفاء وكان بإمكانه ابتزازنا وكنا مهيئين لذلك حيث لا حل امامنا غير رفقته لكنه اكتفى بما اتفقنا عليه وليس فيه شيء مميز او مثير...فتحيه الى( ابا رامي) مع امنيه ان يكون وعائلته بخير وان يكون رامي قد انجز دراسته وهو مع اهله آمن مطمئن( اتصلنا به مرات عديده بعد ذلك ولكن انقطعت الأخبار حيث لا ردود على هواتفنا...نتمنى ان يكون السبب خيراً). (ابو رامي) تعرفت عليه في محل بيع احذيه في حافظ القاضي في بغداد حيث مقر شركات النقليات الى عمان... يدير المحل العزيز( ايليا) لا اتذكر اسم ابيه شاب ثلاثيين خريج جامعة بغداد/ كلية العلوم من سكنة( كمب ساره) في بغداد قال لي ان( ابو رامي) امين وصادق وفعلا كان كما وصفه العزيز( ايليا) الذي نتمنى له ولعائلته السلامة. عندما عبرنا الحدود العراقية بواسطة( ابا رامي) ومساعدته لمعرفته بكل العاملين هناك من العراقيين كتدقيق اوراق او ما نحمل من اموال او اغراض .... وفي المسافة القصيرة بين مخفري( طريبيل) العراقي و(الرويشد) الأردني الذي يعرف ايضاً كل العاملين فيه ويتعامل معهم كما يتعامل مع مخفر (طريبيل )العراقي قال ماذا تقول الأن بعد ان تركت العراق قلت له حينها ولحظتها ارتجالاً: ( سلاماً الى كل من في العراق سلاماً من القلب حد الهدب سلاماً الى الراسيات الجبال سلاماً الى الهور والبردي والقصب) وكان ما تلاها اكملتها بعد ذلك وابدلت البداية عندما دخل المحتل الأمريكي ومن معه فلا يمكن لي ان اشملهم بقولي فقلت وانا وفي لما أؤمن واعتقد: ( سلاماً الى كل اهل العراق)....( بدلاً الى كل من في العراق) فأصبحت سلاماً الى كل أهل العراق سلاماً من القلب حتى الهدب) وقد نشرت الجزء الأول منها في الحوار المتمدن تحت عنوان سلاماً يا عراق(ادناه الرابط) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=236862
#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى الشهيد/بمناسبة مرور عام
-
التقيته بعد ان قتل
-
طلعت خيري يقول
-
الجزيه وطلعت خيري
-
الجزيه في الاسلام
-
الصلاة
-
خليجي في عيد اللومانتيه
-
على هامش الثورات العربيه
-
نوح ويؤءيل وصالح/الجزء الثاني
-
بمناسبة عيد الأب19/06
-
نوح ويؤئيل وصالح
-
التنويري السلفي
-
منغولي في ماليزيا
-
يحكى أن
-
الحوار المتمدن في اليونسكو من جديد
-
الثورات....و غيرها
-
رساله دينيه
-
الى عيد العمال العالمي
-
الشك في اعجاز القرآن
-
الثورات العربيه/ وقفات واخرى
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|