|
الاخوان المسلمون يتربَّصون بالثورة
لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية
الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 03:27
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية ـــــــــــــــ تأسـست في العام 2005 الاخوان المسلمون يتربَّصون بالثورة تأبى جماعة الاخوان المسلمين في سورية عهدها منذ الخمسينات من القرن الماضي إلا أن تَنْصُب العقبات أمام مسار الثورة الديمقراطية في سورية. فقد طلع علينا ما يسمَى "مؤتمر الانقاذ الوطني" المنعقد في اسطنبول يومي 16 و17 تموز/ يوليو الجاري بتصريحات أدلى بها المتحدث باسمه في مؤتمر صحفي عُقدِ في العاصمة التركية يوم الأربعاء 20 منه، ونُقِلَت عبر قناة الجزيرة في اليوم نفسه، توضِّح معنى الدولة الديمقراطية المدنية التي كان البرنامج السياسي للانتقال الديمقراطي اعتمده في مؤتمره كهدف للثورة. إن نظام الدولة الديمقراطية المدنية حسب مفهوم الجماعة كما وردت في المؤتمر الصحفي "تراعي خصوصية المجتمع السوري"، ومكوناته الثقافية الموروثة (الاثنية) الدينية منها والقومية، من مسلمين ومسيحيين وسنة وعلويين وأكراد وآشوريين، إلخ، وهكذا دواليك من زخارف الفسيفساء التي يكثر استخدامها في كتابات علماء الاجتماع المستشرقين أصحاب علم الاجتماع الاثنولوجي الذي انتشر في البلدان الرأسمالية مع اتساع الاستعمار في مطلع القرن العشرين، والذي يُعنى بدراسة "السكان الأصليين أو المحليين" وعاداتهم وتقاليدهم وتكوينات جماعاتهم الموروثة، لينتهي بالمحصلة إلى نزع تكوينات الأمة والطبقة عن هذه المجتمعات. تعتقد لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية أن الدولة المدنية التي تتحدث عنها هذه "الجماعة" ما هي في ضوء ما تفهمه من "خصوصية المجتمع السوري" إلا دولة رجال الدين، وأن سلطات الدولة الديمقراطية ستُوَزَّع حسب النسب السكانية للمجتمع من حيث هي "أكثرية" و"أقلِّيات" (كذا)، ما بين المذاهب والفرق الدينية والتكوينات القومية، وأن الدستور الجديد مستمد من الشريعة الإسلامية، ويؤسِّس لدولة فسيفسائية لا علاقة لها بالدولة المدنية التي يتساوى فيها جميع المواطنين بموجب التشريعات الوضعية. ها هنا ترى لجنة التنسيق أن لا مفر أمامها من التنويه أن "الجماعة" ترفض الأخذ بالعلمانية، أي فصل الدين عن الدولة، وتتمسك بمصطلح الدولة المدنية، ليس من حيث هي المساوات بين المواطنين كأفراد متشابهين ومتماثلين أمام دستور الدولة والحقوق والواجبات، وإنما من حيث هي - حسب ما يَظهر من الخطاب الديني غير السياسي للجماعة - نقيض الدولة العسكرية. ها هنا ايضا لا بد من الإشارة إلى أن هذا المؤتمر أكد بقوة على الدور الوطني للجيش العربي السوري الذي سيلتحق - على حد قول المؤتمرين - بالثورة إن عاجلا أم آجلا. لذا، فإن لجنة التنسيق لا تجد مناصا من تسليط الأضواء على الغوغائية والديماغوجية السياسية-الدينية لهذه الجماعة التي تنادي بالدولة المدنية كنقيض لدولة العسكريتاريا، في ما هي في الواقع تنتظر وتترقب الانقلاب العسكري لفرض نظام استبدادي يزعم أنه يمثَّل الدين، والدين منه براء. بيد أن ما تمثِّله هذه الجماعة من خطر على الثورة الشعبية لا يقف عند هذا الحد، لأن الأخذ بالاثنيات الدينية والقومية يكرِّس للطائفية، ويمزِّق الوحدة الوطنية والحركات السياسية والنقابية، ويجزِّئ قوى الثورة الشعبية، لينحرف في نهاية الأمر بثورة الخامس عشر من آذار عن مسارها على طريق بلوغ أهدافها في الحرية والمواطنية والمساواة والعدل. وكانت لجنة التنسيق من أجل التغيير الوطني تدعو طوال السنوات الماضية إلى مقاطعة جماعة الاخوان المسلمين في مؤتمراتهم، وتنبه إلى أن تاريخ سورية يبيِّن أن الجماعة ليست أهلا لثقة المعارضة الوطنية الديمقراطية بها. ففي وقت متأخر نكص الاخوان بتحالفهم مع هيئة إعلان دمشق ليتحالفوا مع عبد الحليم خدام. ثم ما لبثوا أن فضُّوا تحالفهم هذا ليعلنوا الهدنة مع السلطة الديكتاتورية لمدة سنة واحدة من أجل الحوار معها بحجة أن الإصلاح السياسي متاح مع نظام الأجهزة، وذلك في ما ذهب جناح منهم إلى حوار مفتوح مع أعتى أنظمة الطاغوت لمدة غير محدودة زمنيا. وكانت الجماعة رفعت السلاح ضد نظام الأب الجنرال حافظ أسِّد في العام 1982، وذلك في ما كان المجتمع في سورية يجتاز مرحلة حاسمة من تاريخه السياسي، ويتأهب لتنظيم نقابات مهنية مستقلة عن السلطة مما كان يبشر أن الطلاب والعمال وصغار الفلاحين لن يلبثوا أن يحذوا حذوهم. فما كان من الجنرال مؤسِّس السلطة لسلالة الأسد وأنسبائهم وزبائنهم إلا أن بطش بهم وعمم حملات القمع والتعذيب لتشمل أصحاب المهن الحرة واليسار السوري والديمقراطيين الوطنيين بلا تمييز. الأمر الذي زج بالمجتمع السياسي السوري في حالة من الاستعصاء المستديم، وسد المنافذ أمام المسار الديمقراطي للمجتمع السوري. ناهيكم وأن الجماعة كانت ناهضت ثورة الوحدة بين سورية ومصر في العام 1958، وكرَّست للانفصال الأسود. وكانت ما قبل ذلك تؤيد سياسة الأحلاف الاستعمارية مع بريطانيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وناهضت حركة التحرر الوطني والديمقراطية في النصف الأول من الخمسينات عندما كانت سورية تتبنى سياسة عدم الانحياز وتناضل من أجل السلام العالمي. والشارع السوري يَذْكُر كيف نزلت الجماعة إلى الشوارع عندما انتقلت قيادة مجلس الثورة في مصر إلى رائد العروبة والتحرر الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر، حيث كانت تردد بوقاحة ودونما خجل: "جمال عبد الناصر عالسكة لابس شروال بلا دكة". الأدهى من هذا وذاك ان المؤتمر الصحفي للجماعة أكد أن مؤتمر الانقاذ الوطني، وإن كان يرفض أي تدخل عسكري خارجي في سورية، إلا أن اتصالاته السياسية على الصعيد الدولي من أجل ممارسة الضغوط الدبلوماسية على النظام لا تتقيَّد سوى بالمصلحة العليا للوطن. إن لجنة التنسيق ترفض كعهدها في الماضي كل الاتصالات مع المنظمات الدبلوماسية والسياسية الدولية، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي. وتؤكد على هذا الصعيد أن الدبلوماسية في عهد العولمة النيوليبرالية ومع نهابة الحرب الباردة ما بعد سقوط حائط برلين ليست هي نفسها ما كانت عليه إبان الصراع والسباق ما بين المعسكر الاشتراكي والحلف الأطلسي. فالدبلوماسية في عهد العولمة النيوليبرالية والإمبريالية الجديدة أصبحت مقدِّمة للحروب الإمبريالية بعدما كانت وسيلة لحل النزاعات بالطرق السياسية. بل وأن الدبلوماسية اليوم تمهّد للعمل العسكري، وهي مقدمة له. والتدخل العسكري "لأسباب إنسانية" يشكِّل الترجمة الصائبة على هذا الانقلاب الذي يُسيِّر اليوم السياسة الدولية. ليبيا، والبلقان، والعراق، وأفغانستان، مسرح لتدخل الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي عبر منظمة الأمم المتحدة أو حتى في غياب هذه الأخيرة. ما يشير إلى أن منظمة الأمم المتحدة أصبحت في عهد العولمة ألعوبة بين أيدى الحلف الأطلسي وحلفائه. وتركيا عضو في هذا الحلف. فلنذكر دوما أن السيدة كلينتون كانت تلتقي أردوغان في ما كان المؤتمرون في اسطنبول يتابعون أعمالهم. ثم جاء تصريحها من مسافة غير بعيدة عن مقر المؤتمر والذي شجبت فيه ما يرتكبه نظام بشار أسد من تنكيل بالشعب السوري. فلنثق أن الشغل الشاغل لأردوغان في أنقرة، شأنه شأن هؤلاء الذين استبدلوا الدين الحنيف بعلم الاجتماع الأثنولوجي، وعلى غرار الطاغوت الحاكم في سورية، هو إجهاض وسرقة ثورة الخامس عشر من آذار إدراكا منهم أن الثوار الأحرار وتنسيقيات الثورة قد تجاوزتهم، ما يحدوا بهم اليوم إلى سرقتها أو الانحراف بها عن طريقها الديمقراطي السياسي والاجتماعي، الوطني التحرري والمتحرِّر. إن اللجنة تعتقد أن الخصوصية السورية هي نقيضٌ للخصوصية حسب ما تفهمه هذه الجماعة وحلفائهما في سورية والعالم على حد سواء. سورية خاضت ما قبل الاستقلال وما بعده معارك من أجل الحرية والسيادة الوطنية مَزجت ما بين التكوينات الوطنية في حركة وطنية واحدة. والقومية العربية أذابت في ما يشبه العلمانية كل مذاهبها وفرقها في حركة اجتماعية سياسية واحدة. بل وأن الحركة النقابية والنضال من أجل السلام العالمي وضد الأحلاف ذوَّبَت التكوينات الموروثة عن عصر الانحطاط، ليظهر مكانها ثورات وطنية في عهد الانتداب على أسس سياسية لا صلة لها بالإسلام والمسيحية وما يتفرع عنهما من طوائف. والأممية والنضال ضد الاستعمار والإمبريالية والصهيونية نزع فتيل النزاع بين الأكراد والعرب، والمعارك التحررية ما بعد الاستقلال محت التكوينات القديمة بفعل ظهور الطبقات والأمة واليمين واليسار، ولم يبق من التكوينات الرجعية أو القديمة سوى جماعة دينية واحدة، أعضاؤها ينتمون لمذهب واحد. إن لجنة التنسيق إذ تشجب المؤتمرات التي تُعقَد ما وراء الأراضي السورية بمبادرة من هذه الجماعة، فإنها تدرك أن الصراع ما بين تركيا وإيران على النفوذ في الوطن العربي قد أخذ من الشارع السوري ميدانا للسباق والاقتتال ما بينهما، وأن تنسيقيات الثوار الأحرار في سورية الخامس عشر من آذار يقظون، ولن يتركوا لهؤلاء وأولئك أن يسرقوا منهم ثورتهم من أجل العدالة والمساواة، الخبز والحرية. واللجنة إذ تلاحظ أن المعارضة في سورية كانت متسامحة مع المؤتمرين مؤخرا في اسطنبول، فإنها تلتفت إلى الثوار الأحرار لتنضم إلى صفوفهم من أجل بناء التنظيم الميداني، السياسي والمجتمعي، وتؤكد أيضا وبقوة أن الثوار الأحرار قد تجاوزوا، إن من حيث الممارسة أو الوعي السياسي، الحرس القديم للمجتمع السياسي. الشعب يريد إسقاط النظام، والثوار الأحرار يرفضون الحوار مع سلطة توجه أسلحتها إلى الشعب بدل أن تحارب بها العدو الصهيوني، وهم غير مكترثين بما يُدبَّر في أوكار الأفاعي في اسطنبول وأنطاليا وبروكسيل وواشنطن، وقد خلَّفوا وراءهم المجتمع السياسي وما يرافقه من تردد وضياع وانتظار. فليرحلوا جميعهم، إن الثورة مستمرة. لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سورية أوروبا – الخميس 21 تموز/يوليو 2011 href="http://[email protected]" target="_blank" http://[email protected]" class="aEml">class="aLink">http://[email protected]
#لجنة_التنسيق_من_أجل_التغيير_الديمقراطي_في_سورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المتطفِّلون على ثورة الخامس عشر من آذار
-
سجن صيدنايا: مجزرة جديدة
-
لا للتفريط بسورية وشعبها
المزيد.....
-
فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها
...
-
فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت
...
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|