|
الماركسيه...المنهج و النتائج
باسم عثمان السوداني
الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 19:51
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
مايميز الماركسيه عن غيرها ليس الانحياز للفقرا و الكادحين و ليست المثاليات الانسانيه في افكارها فهذا موجوده في معظم الاديان و عند الكثير من المفكرين الطوباوين و الخيالين و لكن الميزه الحقيقيه في الفكر الماركسي انه منهج علمي للتفكير و العمل و هذه هي الميزه الحقيقيه و الوحيده ف افكار ماركس و انجلز العلميه فهما مؤسسا الاشتراكيه العلميه لا شئيا اخر و هذه هي الميزه الوحيده المفقوده في الفكر الماركسي عند الكثير من المفكرين و المناضلين فبالطبع الكل ينتمي للفقرا والكادحين و يدافع عنهم و لكن في الاغلب من وجهة نظر عاطفيه او ثوريه او غيرها و لكن الجزء الاهم قد ابتعد عنه الجميع تقريبا......ان الماركسيه منهج كامل في التفكير و التحليل ..ليست نصوصا مقدسا و ليست فكره في راس شخص ما فماركس قد اثبت ان الحركه تسبق الوعي و تخلقه ايضا و هذا يعني انه لم يحلم بابتكار افكار جديده و كتابتها في كتب و لكنه كان ببساطه يحلل الواقع الاوروبي في منتصف القرن الــ19 و يحاول ايجاد حلول للازمات التي انتجتها الراسماليه في هذا العالم ولم يحاول ماركس ان يحلل العالم خارج هذا الاطار فهو لم يتحدث ابدا عن الثوره الاشتراكيه في بلدان وسط افريقيا و لم يكتب يوما تحليلا عن الصراع الطبقي في جزر المحيط الهادئ حتي ان التحليل الذي كتبه انجلز فيما بعد عن ثوره المهديه في السودان قد جانبه الصواب في بعض الامور و لكن هذا لايعني ان ماركس كان مفكرا قوميا كما يحاول البعض في المانيا تصديره اليوم و لكنه يعني ببساطه ان ماركس كان مفكرا علميا يدرس وضع ما و يبدا في تحليله و لا يتحدث في الفراغ ......و كذلك لينين الذي عمل علي تحليل الوقع الروسي و الاوروبي و العالمي في بدايات القرن الــ20 و كذلك تروتسكي و ستالين و هنا كان الخلاف بينهم حول مواقف علي الارض في روسيا قبل و بعد و اثناء الحرب العالميه الاولي و حول مسائل بناء الاشتراكيه في روسيا لااكثر و لااقل ..... و كذلك مـاو الذي درس و حلل المجتمع الصيني و مجتمعات شرق اسيا في فترة مابين الحربين و حتي بعد نهاية الحرب العالميه الثانيه لبناء الاشتراكيه و هكذا الازمه تظهر هنا بعيدا عن كل هؤلاء القاده و المفكرين العظام فالماركسين في عالم اليوم ينقسمون الي ماويين و لينين و تروتسكين و ستالينين و ماخفي كان اعظم ....متناسين ان الماركسيه ليست دينا ما و له اتباع وصحابه و مقريبن و ان علينا ان نقبل تفسير الصحابي الفلاني او التابع العلاني و نسير خلفها مغمضي الاعين و من يخالف هذا نتهمه بالتحريفيه و الخيانه و الانتهازيه والتصفويه و غير ذلك من الكلام الحلو القديم دا الايمان بالماركسيه لايمكن ان يكون ايمانا باشخاص او افكار مجمده نستدعيها وقتما نشاء و لكنه ايمان بالنظريه ، ايمان بالديالكتيك فهو قلب الماركسيه النابض و طريقنا الحقيقي لبناء دولة العمال و الفلاحين و دونه يبقي كل شئ اخر سواء الصراع الطبقي او الاقتصاد السياسي دوجما سخيفه لامعني لها و لاقيمه نرددها مسبحين باسم ربنا الاعلي..... ان كثير من الماركسين اليوم يرددون في صلواتهم كلمات عفا عليها الزمن و يختلفون و يتشاجرون و يتهمون بعضهم بالانتهازيه و التصفويه و غيرها فقط لان شخصا لايؤمن بما يقال فعلي سبيل المثال تعتبر دكتاتورية البروليتاريا هي احد اهم نقاط الخلاف اليوم فسواء كان ماركس او لينين او تروتسكي تحدثوا عن دكتاتورية البروليتاريا فقد تحدثوا عنها في ظروف مختلفه عن التي نمر بها و عندما كانت الراسماليه الصناعيه هي الاقوي وبالتالي الطبقه العامله الصناعيه هي الاقوي لكن كيف تكون الامور اليوم بينما تراجعت الراسماليه الصناعيه و افسحت مجالها للراسمال المالي لينطلق بحريته لنكتشف ان العالم كله تديره البورصه القادره علي احياء دول و اسقاط اخري في لحظات ؟؟ ماذا سنفعل ان اكتشفنا ان العماله الصناعيه في قلب الراسماليه في الولايات المتحده الامريكيه لاتتعدي الـ12% من تعداد السكان ؟ اي دكتاورية للطبقه العامله نتحدث عنها اليوم اذا كانت الطبقه نفسها تتراجع و لم تعد اغلبيه بينما الاغلبيه اليوم تتكون من الموظفين الصغار و البروليتاريا الذهنيه من مصممين و مبرمجين الذين اصبحوا الذخيره الحيه للمجتمع الرأسمالي الحديث!!؟ ليست دكتاتورية البروليتاريا هي مسار النقاش هنا و لكنها طريقة التفكير العقيمه التي جعلتنا نردد نفس الكلمات لقرن كامل من الزمان تغيرت فيه الراسماليه و طورت من نفسها ومن ادواتها و بقينا نحن نقرا الكتب الحمرا المختومه بختم دار التقدم موسكو اذا اردنا ان نعيد احياء الماركسيه الثوريه الحقيقيه علينا ان نعيد احياء قدراتنا علي التحليل و الاستنتاج متبنين الديالكتيك منهجا حقيقيا في التفكير و نعدي تحليل مجتمعنا المصري العربي الافريقي بكامل ظروفه و ملابساته و تطور الصراع الطبقي عبر التاريخ في هذه المنطقه في العالم الذي بالتاكيد سيختلف عن تطور الطبقات في اوروبا الغربيه و امريكا...علينا ان نعيد دراسة علاقات الانتاج هنا في هذه المنطقه من العالم مره اخري و نستنج كل مايمكننا فكل شئ متاح امامنا ان انتصار الشيوعيه ليست بالوهم فالشيوعين الماويين قد حققوا انتصارهم في النيبال 2008 و الحزب الشيوعي القبرصي في السلطه منذ اعوام و الاشتراكين وصلوا للسلطه في امريكا اللاتينيه في الاعوام العشره الاخيره و الشيوعين الماويين يسيطرون فعليا علي الجزء الشرقي من الهند و الحزب الشيوعي البيروفي يخوض كفاحا مسلحا ضد الراسماليه هناك و الشيوعين الزاباتيستا في المسكيك هم الاقوي حاليا كل ماعلينا فعله هو التحرر من النتائج التي توصل لها السابقون و الشروع في التفكير و التحليل كما فعلوا متبنين الماركسيه الثوريه منهجنا و طريقنا
#باسم_عثمان_السوداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-المشي على الماء-.. مسابقة سنوية لطلاب جامعة فلوريدا.. من ال
...
-
ما هي استراتيجية إسرائيل في استهداف الشبكة المدنية لحزب الله
...
-
أنباء عن طلب واشنطن من قطر طرد قادة حماس من أراضيها
-
ماسك يجني ثمار دعم ترامب ويصف شولتس بـ-الأحمق-
-
السيطرة على حريق شارع الحمرا في بيروت بعد تسببه بأضرار كبيرة
...
-
حزب الله يقصف قاعدة عسكرية بحيفا وغارات إسرائيلية عنيفة على
...
-
برنامج -شات جي بي تي- يعود للعمل بعد انقطاع قصير
-
هجمات إسرائيلية مستمرة على مدينة بعلبك ومواقعها التاريخية
-
تداعيات المواجهات بين مشجعين إسرائيليين وداعمين للقضية الفلس
...
-
ريتشارد غرينيل سفير سابق يتطلع لمناصب أكبر في السياسة الأمير
...
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|