جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 22:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
معاقبة المجرمين لا تردع المجتمعات المتخلفة عن اعادة ارتكاب نفس الجرم, ولا ترهب المجتمع لتجعل منه مجتمعا مصغيا للصوت القادم من السماء, وقطع يد السارق ورجم الزانية والزاني باعتبار الزنا والسرقة جنحتان يعاقب عليهما القانون لا يردعان المجتمع بكافة طبقاته عن إعادة ارتكاب الجنح الأخلاقية والقانونية ,والإسلام يعاقب بأشد وبأقسى أنواع العقوبات وبنفس الوقت يكرر المجتمع نفس الجُنح الأخلاقية, وهذا كان يحصل حتى في أنظمة التعليم القديمة ومع تقدم النظام أو الأنظمة التعليمية ظهرت وسائل جديدة للتعليم قضت قضاء نهائيا على صعوبات التربية والتعليم إلا الإسلام الذي ما زال يعاقب على التعليم وعلى الجُنح , وهذا معناه فشل النظام الإسلامي فشلا ذريعاً في السيطرة على المجتمع , وتبقى المجتمعات المتخلفة تعاقب دون الوقوف على أسباب ارتكاب المخالفات الأخلاقية وهذا أكبر عيب من عيوب الإسلام الذي يعاقب دون النظر في الأسباب والمسببات,ولو عرضنا هذا الموضوع على أطفال في سن الأحداث أي تحت السن القانوني قبل أن نعرضه على العلماء والزعماء من رؤساء وملوك عرب لقالوا بأنه لا يجوز أن ندعي شيئا ونفعل شيئا آخر ولضحكوا علينا حتى يشبعوا ضحكا من فلسفتنا التي لا تساوي قشرة بصل وبعد ذلك نعرض هذا الموضوع على العلماء المسلمين لتبين لنا كم هم علماء الإسلام خفاف العقول وضعاف القلوب حين يقولون لنا بأنه يجوز للمسلم أن تكون شخصيته شخصية مزدوجة ومفصومة ساعتةً تقول يجوز للمؤمن أن يكون مؤمنا ولا يعمل عملا خيريا أو صالحا وساعات يجوز للمؤمن أن يعمل أعمالا صالحة وهو غير مؤمن بالدين الإسلامي, إن فكرنا وثقافتنا مهزلة يضحك منها الأطفال الصغار بل وعقولهم أكبر من عقول كبار العلماء المسلمين الذين يتحكمون بمصير مليار مسلم على وجه الكرة الأرضية,إذا كيف بدين عملاق وكبير يدعي بأن المواطن أو المؤمن ليس بالضرورة أن يطبق إيمانه على أرض الواقع, وهل يجوز لنا أن ندعي الإيمان وبنفس الوقت نفعل شيئا آخر,لا تستغربوا فهذه هي الفلسفة الإسلامية وهي التي تمشي عليها كل الناس, فكل مجتمعنا العربي الإسلامي هكذا فالناس يصلون ويسرقون ويفسدون والدين والصلاة والصوم كما يقولون(على وذنه) والسرقة أيضاً كما يقولون(على وذنه) فكل شيء على وذنه فالمؤمن مؤمن جدا وفاسد جدا, وفي الحقيقة هذه هي المصيبة في الدين الإسلامي فمما يبعث على الدهشة في النظام الإسلامي هو أن المؤمن يبقى مؤمنا ولا يعمل أعمالا صالحة, والذي يعملُ أعمالا صالحة ليس من الضروري أن يكون مؤمنا بالدين الإسلامي, ولو أخذنا هذين التهجين الشافعي والحنفي وطبقناهم على حياتنا الإسلامية اليومية كما نطبق فلسفتنا في الفلسفة الأرسطية الاستدلالية المنطقية والمثالية الأفلاطونية لوجدنا أنفسنا أمام فلسفة إسلامية مثالية ترى في الإسلام دينا مثاليا فيه حل كل مشاكلنا والسؤال المطروح هنا هو :لماذا نعاني من آلاف المشاكل طالما الإسلام يحل مشاكلنا النفسية والاقتصادية؟, ومن ناحية أخرى سنجد الإسلام دينا لا يستطيع أن يحل مشاكلنا ولا يستطيع أن يؤثر فينا وتبقى ممارسته عبارة عن تسلية شخصية لكل إنسان فاضي أعمال وأشغال وسنصل إلى نتيجة مفادها ترك الدين الإسلامي والارتداد عنه عدة كيلو مترات لأن الدين الإسلامي لا يمكن أن يصلح الفساد طالما أن المؤمن يبقى مؤمنا ولا يعمل عملا صالحاً, وكذلك نظام العقوبات الإسلامي فإن العقوبة لا تردع المجتمع عن إعادة ارتكابها مرة أخرى وأيضا لا تردع مرتكبها على تكرار نفس العقوبة,وهنا الإسلام يعاقب على مخالفات بسيطة ومعقدة وبنفس الوقت لا يبحث في المسببات , والدين المثالي أو القانون الذي يريد أن يصلح المجتمع يصل بنا إلى نتائج جديدة من خلال بحثه عن الأسباب والمسببات للقضاء عليها قبل أن ننزل العقاب بالمخالفين فلو نظرنا لعقاب المرأة الزانية بوصفها جُنحة أخلاقية لعرفنا على الفور بأنها ستقوم بتكرار المشهد الإجرامي مراتٍ ومراتٍ ومرات وإن لم تكن هي نفسها فإن المشهد سيتكرر عند جارتها , وبوصف الزنا جريمة في الإسلام فإن عقوبته لا تعني أن المجتمع لن يمارسه ولو نظرنا لعقوبة السارق الذي تقطع يده لوجدنا أن السارق يعيد ارتكاب السرقة بوصفها جنحة اقتصادية مرات ومرات ومرات وإن لم يكن هو فسيتكرر عند غيره من الناس, ولو نظرنا أو سمعنا للكاذب وهو يكذب لتأكدنا من أن صلاته وصيامه وقيامه الليلَ وحجه وعمرته لا تردعانه عن الكذب, أي أن المجرم يدخل المسجد مجرما ويخرج منه مجرما دون أن يغيره الدين الإسلامي أي أن الطقوس الإسلامية لا تعمل على تهذيب الشخصية المسلمة وعلى حسب زعم المشايخ ومقولة القرآن(بأن ألله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فإذا كان ألله عاجزا عن تغيير المجرمين فكيف إذاً نصلي له ونصوم له ونشكره على نعمه الكثيرة طالما أنه لا يغير ولا يؤخر ولا يُقدم في حياتنا شيئاً!!؟؟أما كيف يعيد ارتكاب الجُنحة فإن الموضوع سهل جدا وهو أن المجرم يكتسب خبرة جديدة في كل جنحة يعيد ارتكابها أو ممارستها في تمويه نفسه والدين عامل مساعد على الفساد لأنه أسلوب وقناع للتخفي خلفه,وكذلك نظام التربية والتعليم في الإسلام لا يمكن أن يكون رادعا للمجتمع وللفرد على تكرار المشاهد الإجرامية ,ويظهر هذا جليا في قصة الإمام الشافعي الذي تناظر مع تلامذة أبي حنيفة النعمان حين التقى بهم في بغداد وحاورهم وناقشهم في مسألة خطيرة من أهم أركان العقيدة أو من أهم أركان البنية التحتية في النظام الاجتماعي الإسلامي,فحين جلس الشافعي مع تلامذة أبي حنيفة قال لهم:أنا أتفقُ معكم في كثيرٍ من المسائل وأختلفُ معكم في كثير من المسائل فقالوا له: دعك مما نحن متفقون عليه ولنبدأ بما نحن مختلفون عليه وليعرض كل صاحب مسألة مسألته على الآخر, فرد الشافعي بالموافقة وقال وهو يتربع الأرض: أنتم تقولون يجوز للمؤمن بالدين الإسلامي أن يكون مؤمنا ولا يعمل في حياته عملاً صالحاً, وأنا أقول ,لا,لا يمكن أن يكون المؤمن بالدين الإسلامي مؤمنا ولا يعمل أعمالا صالحة, وطلب منهم دليلا على إثبات صحة مقولتهم من القرآن: فقالوا يقول عز من قال:(..إن الذين آمنوا"و"عملوا الصالحات).... فالواو هنا "و" في اللغة واو فصلِ جملة عن جملة,وبما أنها لغةَ وإعرابا واو فصل جملة عن جملة فهذا معناه أن ألله يخاطب الناس المؤمنين بوصفهم جماعتين متفرقتين الواحدة عن الأخرى بالسلوك وبالطباع.
وهذا معناه أن هنالك جماعتين واحدة تجلس على اليمين والثانية تجلس على اليسار أو بوصفها جماعة تجلس على كراسي وجماعة تتربع الأرض وأخيرا تكون كل جماعة من تلك الجماعتين تمارس هواية الوقوف على قدم واحدة.
وهذا معناه أنه من الجائز أن يبقى المؤمن بالدين الإسلامي مؤمنا دون أن يعمل أعمالا خيرية أو صالحة نهائيا, وهنالك بنفس الوقت أناس أو جماعة تعمل خيرا وهي غير مؤمنة بالله, ومما زاد حُنق الإمام الشافعي هو قولهم أن (الواو) هي واو فصل جملة عن جملة في القرآن أدت إلى انقسامات ليست لغوية أو صرفية أو لا يمكن أن نعتبر المسألة مجرد خلاف بين المدرسة الكوفية والبصرية في النحو فالموضوع أخطر من ذلك وهو الذي أدى إلى اتساع الفجوة بين الشافعي وبينهم, فالشافعي جعل الواو هنا (و) عطف جملة على جملة وليست فصلا بين جملتين ولا يجوز في نظره أن يكون المؤمن مؤمنا وبنفس الوقت أعماله كلها شريرة .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟