هل تصبح الثورة القبطية عونا في تفعيل الدولة المدنية

عدلي جندي

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 19:35
المحور: المجتمع المدني
    

ثار جمع من شعب الأقباط الأرثوذكس في وجه رتبة كنسية مرموقة ووصل بهم الحال أن يهجموا علي تلك الرتبة وهو الشعب الذي كان_وما زال_ يسجد أمام ووراء مجرد قسيس بسيط بل ويطبعون القبلات علي أياديهم ومن يقول أنها تمثل يد الله وآخر يقول ن يد رسولية وضعت عليه يوم رسامته ولذا صار مقدسا ولست بصدد شرح أو خلاف في عادة قبطية بل عربية أصيلة وقد شاهدنا في مناسبات عدة جلالة ملك المغرب محمد السادس وقبله الخامس وربما بعده العشرين سيقبلون أياديهم تيمنا بالقداسة في الإنتساب لعائلة الرسول محمد والفكرة واحدة تسلسل رسولي إما بالروح كما وفي القبط أو بالجسد كما وفي عائلة الرسول ولكن الجديد هو ثورة علي منظومة عقيدية باتت سببا للمشاكل والنزاعات ولا زالت دون حلول عملية سريعة تتوافق وروح العصر ولست هنا بصدد الهجوم علي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حيث أنتمي لها بحكم الولادة والنشأة ولكن في حوار مع علمانيين يتمسكون بأن تتغير نظرة قادة الكنيسة وهم الذي تمت رسامتهم علي أساس أنهم يحافظون علي المذهب الأرثوذكسي أيا إن كانت المتغيرات العالمية والثقافية والحضارية فهذا حق لهم ولكن ما يشغلني هو تمسك الأقباط الأرثوذكس العلمانيين بتغيير نظم وقوانيين كنيسة أرثوذكسية والتي معني كلمة أرثوذكسي هو طريق بلا عودة بمعني طريق مستقيم لا شمال ولا يمين...يعني محلك سر .. إذن علي ثوار الأقباط الأرثوذكس البحث عن مخرج لمشاكلهم مدنيا إما بتكوين هيئات حقوقية تطالب أن تنزع الكنيسة الأرثوذكسية يدها عن توثيق الزواج ويتم الزواج أصلا أمام هيئات مدنية ومن يريد من الأرثوذكس التبرك بقداس الزواج حسب المعتقد الأرثوكسي يطلب عمل قداس زواجه عقائديا ولنترك كنيسة الأجداد شاهد علي حضارة قبطية أرثوذكسية مثل كل الشواهد التاريخية والحضارية ويوما ما ستتغير لو إتبع الأقباط الأرثوذكس مجهودات تفعيل قوانيين الدولة المدنية بكل مشتملاتها حتي في الزواج المسيحي ....ملاحظات الكنيسة عامة لا توافق علي طلاق لسبب إستحالة العشرة أو إختلاف بعد الزواج يصل إلي حد الكراهية المريضة والتي لا علاج لها بالصلوة والإرشاد بل علاجها الوحيد إنهاء عقد الزواج وهذا ما ترفضه الكنيسة حيث الإنجيل يوصي بأن ما جمعه الله لا يفرقه إنسان والزواج الكنسي يعتبر سر من أسرار الكنيسة السبعة أي أنه عمل لاهوتي وليس إنساني ولا يحق للإنسان التدخل في عمل الله وهكذا دائرة صعبة لا خروج منها دون تفعيل المجتمع المدني والذي هو كفيل بحل مشاكل كل الآلهة وخدامهم ودعاتهم و التي يجعلوا المرار والفرقة والتخلف هو السائد في حياة الشعوب المؤمنة بها ولذا أيها الأقباط لتكن ثورتكم بيضاء إتركوا الكنيسة في أوهام قداستها وتمسكوا بتفعيل الدولة المدنية فهي صمام العدل والحرية والأمان للجميع

#عدلي_جندي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات