بطرس بيو
الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 19:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مارس الإنسان عملية الفداء منذ قديم الزمان. فمارسه اليونانيون بسنين عدة قيل المسيح ثم جاءت اليهودية و كان الفداء ضمن مراسيمهم الدينية. فكانت طقوسهم الدينية تتضمن حرق جسد بقرة مذبوحة على مذبح معبدهم ضناً منهم ان الله يسنسيغ اللحم المشوي كما يستسغه الإنسان.
ثم جائت المسيحية بفكرة فداء المسيح. ففي إنجيل يوحنا تجد العبارة التالية "هكذا احب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". لا أدري ألم يكن بوسع الله أن يخلص البشر من الهلاك بدون ان يبذل إبنه الوحيد، و هو القادر على كل شئ؟ ثم من هو الذي يهلك البشر؟ أليس هو الله؟
كانت عملية الفداء عند الإنسان البدائي الطريقة الوحيدة للإتصال بالله. و لم تقتصر على الحيوانات بل تعدتها للبشر ايضاً. ففي الهند كانت عملية فداء البشر سائدة إلى أن منعها البريطانيون عند سيطرتهم على الهند. و في القرون الوسطى كانت الكنيسة تحرق المتهمين بالكفر لغفران الخطايا. و آحدث عملية فداء البشر حدثت عام 1960 في أميريكا الجنوبية عندما سببت الهزات الارضية و فيضانات البحار في دمار شامل قامت قبيلة الماجي بقتل ولد صغير لإهدائه كفداء لآلهتهم. و عندما تعددت الهزات الأرضية في أميريكا الجنوبية قالت إمرأة في الخامسة و الثمانون من عمرها ان سبب هذه الكوارث هو التوقف عن فداء الأولاد اليتامى.
قد يدعي اليعض ان عملية الفداء لا تختلف عن الآلاف من الحيوانات اتي يسفك دمها لأغراض التغذية. و في رأيي انها تختلف كثيراً. فعندما تسفك دم كائن حي بمناسبة فرحك هو تقليد همجي. أما الحيوانات التي تذبح لغرض التغذية فيجري تخديرها في الغرب قبل ذبحها لتجنب آلام الذبح.
إن نبذ عملية الفداء و إعتبارها عملية همجية من قبل مسحيي الغرب (و ليس الشرقيون منهم) امر يدعو للإرتياح . لا يمكنني أن انسى الجرح الذي شعرت به عندما قام أحد القصابين بذبح شاة بمناسبة قراني و كنت قد طلبت قبل الزواج ألا تجري هذه العملية الهمجية بهذه المناسبة السعيدة.
#بطرس_بيو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟