المسار الليبرالي--مبدأ المنفعة العام--الثقافة العقلية--المرض--الفقر

سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1022 - 2004 / 11 / 19 - 11:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

ان السبب الرئيسي الذي يجعل الحياة تعيسة بالاضافة الى الانانية،هو الافتقار الى الثقافة العقلية ،العقل المثقف يجد ينابيع لا تنضب كمصدر للاهتمام في كل ما يحيط به: في وقائع الطبيعة ،ومنجزات الفن،وخيالات الشعر،واحداث التاريخ،وطرق البشر في الماضي والحاضر،وآمالهم في المستقبل .والواقع ان المرء يمكن ان يفقد اهتمامه بكل هذه الاشياء فلا يكترث لها،دون ان يستنفذ جزء من الف منها.ويحدث ذلك عندما لا يتلقى منذ البداية اهتماما اخلاقيا او انسانيا بهذه الامور وان يبحث فيها عما يشبع فضوله.

في هذا الوقت،لا يوجد في طبيعة الاشياء اي سبب على الاطلاق ،يمنع منح كل انسان يوجد في بلد متحضر قدرا من الثقافة العقلية تكفي لان تولد فيه اهتماما عقليا للتأمل في هذه الموضوعات .كما انه يكاد لا يوجد اي مبرر مماثل لان يكون الموجود البشري انانيا ذاتيا،منفردا بذاته،مفتقرا لاي شعور او اهتمام سوى تلك المشاعر الكامنة في فرديته التعسة.هناك شيئ اسمى من الانانية عام بين الناس بما فيه الكفاية حتى الان.وهو يضفي اهمية وافرة على العناصر التي يعتمد عليها الجنس البشري ،فالعواطف الشخصية الاصلية،والاهتمام المخلص بالصالح العام ممكنة،ولو بدرجات متفاوتة،لكل موجود بشري تربى تربية سليمة.

ان كل فرد يملك كمية معتدلة من المتطلبات العقلية والاخلاقية في عالم مليئ بالاهتمامات والمتع وامكانات الاصلاح والتقدم يستطيع بواسطتها تكوين وجود مرغوب فيه للغاية.وما لم يحرم شخص كهذا ،بسبب قوانين سيئة او لخضوعه لارادة الآخرين -من الحرية في استعمال مصادر السعادة الموجودة في متناول يده،فانه لن يفشل في الوصول الى هذا الوجود المرغوب فيه جدا،اذا افلت من شرور الحياة المؤكدة،اي من مصادر العذاب الجسمية والعقلية العظيمة- كالفقر والمرض والقسوة والتفاهة،واللاجدوى،وفقدان الاشياء المحبوبة قبل اوانها.وهكذا تصبح المشكلة الرئيسية هي النضال ضد هذه الكوارث ،حيث لا يكون النجاة منها تماما الا بحظ سعيد نادر الوقوع،حيث لا يمكن تجنبها بل كثيرا ما لا يكون من الممكن التخفيف منها لاي درجة ملموسة .ومع ذلك فلا يستطيع احد ذو رأي يستحق الاعتبار ولو للحظة،ان يشك في ان معظم الشرور المؤكد وجودها في العالم يمكن ازالتها،وانه سوف يمكن اذا استمر تحسن الامور الانسانية ،جعلها في اضيق الحدود،اذ يمكن ازالة الفقر الذي ينطوي في في اي معنى من معانيه على العذاب بواسطة حكمة المجتمع مضافا اليها الحس الجديد للافراد وحسن تدبيرهم ،كما انه بالامكان تذليل اشد اعداء الانسان ضراوة وهو المرض ،اذ يمكن تقليص ابعاده بصورة دائمة بواسطة التربية الدينية والاخلاقية والسيطرة على المؤثرات المؤذية،في حين ان تقدم العلم في هذا الاتجاه لا يحررنا فقط من بعض الظروف التي تقصر من اعمارنا ولكن ،الذي يهمنا اكثر من ذلك ،انه .يخلصنا مما يقيد سعادتنا.

#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات