أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناجي الغزي - الأحزاب العراقية وإشكالية العمل السياسي














المزيد.....

الأحزاب العراقية وإشكالية العمل السياسي


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 3432 - 2011 / 7 / 20 - 09:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رأي وتحليل سياسي


الأحزاب السياسية العراقية منذ دخولها العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري "2003" بتنوعاتها وتشكيلاتها لم تستطيع أن تُفعَل ممارسة العمل السياسي داخل منظوماتها الحزبية ولا ضمن إطار المجتمع, ولكون الاحزاب السياسية تشكل حجر الزاوية في الأنظمة الديمقراطية, و وجودها في المجتمع ينشط الحياة السياسية ويحرك الفضاءات الراكدة. والأحزاب كمفهوم فلسفي وسلوك سياسي تساهم في تحقيق التنمية السياسية والثقافية وتعزز الأمن والإستقرار وهذا من أبرز أهدافها, فضلا عن تنافسها وإيمانها بالتداول السلمي للسلطة. ولكن مانراه في سلوك بعض الأحزاب السياسية العراقية للأسف سلوك تخريبي يفتقد الحس السياسي التنموي. فالاحزاب وزعماءها وأعضاءها يركنون الى الأعلام لشحن الجماهيرعاطفيا, أكثر مما يركنون الى تعزيز وتنضيج تجاربهم في العمل السياسي. حيث أصبح البعض منهم واجهات لوسائل الاعلام, وطرحهم كمادة إعلامية في أغلب البرامج ونشرات الأخبار.

فهناك قصور واضح في أجندة الأحزاب الفكرية وطريقة تفكيرها ومنهجيتها السياسية, فهي لاتملك برامج سياسية تعمل على توعية المجتمع وتقدمه, ولابرامج إقتصادية ترفع من قيمة البلد وتجاوز أزماته الاقتصادية. وهذا ربما يعود بنا الى طريقة نشأة الأحزاب وظروف تكوينها فهي لم تولد من رحم الديمقراطية بل جاءت نتيجة حتمية للإحتقان السياسي والظلم والأستبدادا. وتجاهلها لبناءها المؤسساتي وعدم أعتمادها على ركائز تنظيمية صحيحة تتخذ الكفاءة معيار لقيمة الفرد في الحزب فضلا عن ذلك هدر حق العضوية داخل هذه الكيانات. وهذه الكيانات الحزبية لاتزال تعيش حالة التصلب والجمود السياسي التنظيمي والفكري. فهي لاتستطيع التخلص من الآثار الدكتاتورية التي تعيشها من أعلى الهرم حتى حواشيها. والتي ساهمت بشكل جدي داخل قبة البرلمان بتعطيل قانون الاحزاب السياسية الذي ينظم الحياة الحزبية ويقلل من حجم الفوضى والخراب السياسي, فضلا عن أنه ينظم طبيعة تلك التنظيمات داخل هياكلها وعلاقتها بالمجتمع وسلوكها السياسي ونمطها الايديولوجي والتعايش السلمي بينها.

فالحياة السياسية بعد أنهيار الدكتاتورية لم تصل الى مستوى الطموح فهي محفوفة بالمخاطر حيث تسير بصورة غير سليمة وغير سلمية في بعض الأحيان, فالاحزاب تخشى بعضها البعض وتتوجس في علاقاتها ببعضها, بسبب أنعدام الثقة والمصداقية المهنية. وهذا الشعورللأسف خلق حالة غير منسجمة في بيئة التعايش بينهم, على الرغم من أن التجربة السياسية أتسمت بالطابع الديمقراطي من حيث المبدأ, إلا أن الأحزاب وتجاربها لم تحقق تراكم معرفي يخدم الحياة السياسية فهي لاتزال تعيش دكتاتورية حزبية وتعطل عقلها برسم هالة الزعيم وإختزال الحزب بشخصه, وهذه الثقافة أنعكست على الأداء السياسي للأحزاب وزعماءهم في مؤسسات الدولة وتأثيرها في الشارع. مما أصبحت مسلتزمات العمل السياسي أملاً يصعب مناله على الاقل للطامحين والواعدين بالعمل السياسي. وهذا السلوك يخنق الحياة الحزبية ويضَيق العمل السياسي ويعدم فرصة التنافس والوصول الى هرم القيادة في منظومة الحزب, وبالتالي لاتحقق هذه الاحزاب لمسة واضحة وجلية في مسيرة العراق الديمقراطي لكونها أحزاب معطلة للعمل السياسي "لأن فاقد الشئ لايعطيه".



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتفاق الخجول للكتل السياسية لتمديد بقاء القوات الأمريكية
- شخصنة الازمة السياسية والقرار الامريكي
- اختزال دور البرلمانيين من قبل رؤساء الكتل السياسية
- ترشيق الحكومة بين الممكن والمستحيل
- غياب إستراتيجية بناء الدولة العراقية
- قبل أن يسدل الستار على مذبحة عرس التاجي
- قاسم مطرود من على فراش المرض يفتح قلبه للعراق
- تهديدات العراقية بالانسحاب.. موقف ام مناورة
- الأحزاب العراقية أحزاب براغماتية تفتقد للطابع الفكري
- مظاهرات 25 شباط .. خشية الزمان والمكان وأشياء أخرى
- التظاهرات في العراق ومبرراتها
- الجماهير تخرج عن صمتها
- مبارك يرثي ذاته في كلمة بائسة
- عندما يسقط فرعون مصر تسقط كل الرؤوس
- الازمة الامنية في العراق وبعدها الاستراتيجي
- الارهاب السياسي وسياسة الارهاب
- المواطنة وأشكالية الولاء للوطن
- الدكتورة سامية العمودي رسالة إنسانية برائحة الحب
- إشكالية نتائج الانتخابات بين الكيانات السياسية و المفوضية
- تجاوز الاستحقاق الانتخابي مصادرة لإرادة الناخب العراقي


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناجي الغزي - الأحزاب العراقية وإشكالية العمل السياسي