أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد ماجد ديُوب - المثقف والسياسة














المزيد.....

المثقف والسياسة


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 21:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ذات نهار صيفيٍ جميل وقبل أن تزف شمسه صوب الغروب بقليل وقد كنت يومها طفلاً لم يتعدى سنته الثالثة عشرة من عمره أجلس بجوار أبي لروحه في ذكره الرحمة .وكان يجلس إلى جواره زوج عمتي المسؤول عن إدارة أملاك رجلٍ من إقطاعيي اللآذقية الذي لروحه مني أيضاً في ذكراه الرحمة فقد إقطاعياًعازباً يجمع حصيلة إنتاج أراضيه السنوية ويغادر بعد أن يتمكن من بيعه ويقبض ثمنه إلى فرنسا ويعيش فيها لفترة تكفيه لنسيان هموم هذا الشرق وإعادة شحن قواه النفسية من جديد .
لقد كان هذا الإقطاعي رجلاً نبيلاً ربما بسبب إيمانه المسيحي أو ربما بسبب كونه عازباً وقد تقدم به العمرفأرادعمل وفعل ما يترك بعده ذكرى طيبة في نفوس الذين يعرفوه.وكان من بين الحضور في تلك الجلسة المغربية بعض ممن يوصفون اليوم بالمثقفين .
كان الحديث في تلك الجلسة وعلى عادة السوريين في السياسة . كان هذا الرجل يستمع لأحد هؤلاء المثقفين وهو يحلل ويشرح ما الذي يجري وسيجري في المنطقة مستقبلاًبل و ينظر عن كيف يجب أن تكون المنطقة .ففي ذلك الوقت كان الرئيس العراقي عبد السلام عارف في زيارة لسوريا ولللاذقية بالتحديد ويومها ألقى الرئيس عارف من شرفة نادي الضباط خطبة عصماء لم أفهم منها شيئاً وكان يرافقه في تلك الزيارة الرئيس السوري أمين الحافظ الذي القى بدوره خطبةً حماسية لم أفهم منها شيئاً سوى :في اللاذقية ضجة ما بين أحمد والمسيح وللأمانة هو نفسه يومها لم يكمل بقية شعر أبي العلاء حيث عرفت بعد زمن أن هذا الشعر له وصرت أقرأ له ولاأخفيكم أني أحببته من يومها وأحببت فلسفته .
كان هذا الإقطاعي النبيل يلتفت بين الحين والحين صوبي فيرى إصغائي الجيد لما يقوله هذا المثقف ويبتسم وهو يدخن السيكار
وكنت أشعر أنه كلما كان هذا المثقف يوغل في الشرح ويسهب به وقد كان يتحدث على ما أذكر عن الوحدة العظيمة التي ستقوم بين سوريا والعراق وكيف أن هذه الوحدة ستجعل العالم تحت رحمة الأمة العربية . كان هذا الإقطاعي النبيل يبتسم وكنت لآأعرف أنواع الإبتسامات لكني كنت أراها ابتسامة غربية عن وجهه. ولم أفهم معناها . يومها ونسيت أن أقول لكم أن الرئيس العراقي كان قادماً من زيارة مصر ولقاء الأسمر جمال عبد الناصر أبو خالد (هذا كان يقال له في حينها )وأنا لم أكن من أمر هذا العبد الناصر سوى أنه بطلٌ خارق كنت أسمع الناس في قريتنا يتحثون عنه وكأنه شخصٌ مقدس أرسلته السماء ليقود هذه الأمة المباركة (هذه من عندي بعد أن عرفت من هي هذه الأمة على حقيقتها ؟)
صار الجو رطباٌ بعد أن مالت الشمس واختفت خلف خط الأفق وبعد أن أتم هذا المدعو مثقفاً تحليله قام بهمة الشباب وبدأيسلم على الحاضرين فرداً فرداًمودعاً وعلى ثغره ابتسامة من رأى في نفسه منتصرا على هذا الإقطاعي الرجعي أدار ظهره لنا وغادر مسرعاً
عندها انفض المجتمعون ولم يبقى غيرنا أبي وزوج عمتي المسكين وأنا .نظر هذا الإقطاعي النبيل في وجه أبي وقد كان رجلاً خارجاً من السجن حين بدأت الوحدة بين جناحي النسر العربي مصر وسورياً . كان في السجن يومها لأنه اتهم بأنه سوري قومي .
أقول نظر هذا الإقطاعي النبيل وجه أبي وقال له بالحرف :ماجد اسماع شوبدي قلك عبد السلام عارف باعن للبعثيين لعبد الناصر .
على ما أذكر بعد يومين أو ثلاثة ,ربما اسبوع من وصول عارف إلى بغداد قام بحركة انقلابية جعلت كل تحليل هذا المثقف وحماسه يذهبان أدراج الرياح .
هل ماأقرأه في هذه الأيام لمثقفي المعارضة شبيه بشكلٍ أو بآخر لما كان يقوله ذلك المثقف في ذلك اليوم الذي ما زال محفوراً في ذاكرتي على الرغم من طول البعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟









#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الدكتور علي الوردي
- أين الله؟؟؟
- الله والعقل
- الله والعلم
- المخدوعون (مخالف لقواعد النشر )
- الأحلام كمؤشر إلى المخزون الثقافي في اللاوعي الجمعي (العرب ا ...
- هل بين الله وإبليس والمرأة مؤامرة هدفها الرجل ؟؟؟
- ما الذي يفعله الله ؟؟؟؟؟
- الله بين الفلسفة والعلم
- كلام في فلسفة العلم
- الله والشيطان متشاكلان
- كتاب الحوار المتمدن وتغييب الرأي الآخر
- أمر لايعرفه الله وآخر لايقدر عليه
- الباحثون عن الحرية والعدالة والكرامة
- رسالة إلى الأستاذ الكبير أدونيس ودعوة للسيد الرئيس
- السورة السورية
- ملاحظات برسم المعارضة السورية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد ماجد ديُوب - المثقف والسياسة