مأمون شحادة
الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 21:04
المحور:
القضية الفلسطينية
ما ان بدت خيوط الشمس تشرق صبيحة الثالث من تموز 2011 حتى اخذ العقل الفكري يضرب أخماساً بأسداس، وهو يحلل ويبحث عن سبب إغلاق الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، غير مقتنع ان منارة من منارات العمق الفكري أغلقت أبوابها، وسط حزمة من الأسئلة الغارقة في بحر لجي تضيع فيه الإجابات .
كذلك هو حال المثقف الفلسطيني وهو يضع على طاولة التربيع والتكعيب أسئلة مغلفة بعلامات التعجب وسط أزمة اقتصادية أغلقت أبواب الاتحاد قصراً، ولسان حاله يقول، إن لم يكن هناك سمو عمودي على أفقية المسطح الفكري، فأتمنى أن أجد مساحة عقلية تقرأ المسافة ما بين الارتفاع العمودي ومحتواه الأفقي .
ولكن، هل أصبحنا نحن الفلسطينيين نبحث عن عالمية قضيتنا وفق ما تقرره الأرقام القياسية لموسوعة غينيس؟ نتسابق اليها بطبق من الكنافة، وطبق من المسخن المبشور بالبصل، وحبة قطايف تعدِلُ الدماغ بعد أكلة دسمة، وستة آلاف طائرة ورقية تعلو فوق الارض، ونسينا ان هناك ما هو اهم من ذلك، مشروعنا الثقافي.
من هنا وباسم اللغة العربية عبر هذا الوطن الذي يحمل خطابا لغويا صيغت كلماته بلغة اصيلة، من حيث العروبة والانتماء لهذا الوطن، الذي يحتضن حرف الضاد بين ضلوعه مخاطبا ابواب الاتحاد المغلقة" بالجملة الاسمية، والفعلية، كما خاطبهم درويش: " وانت تحرر نفسك بالاستعارات فكر بغيرك".
افلا تستدعي مقولة شاعرنا درويش الى اعادة فتح ابواب الاتحاد من جديد، ودعمه مادياً ومعنوياً، وكذلك، اليس الحري بنا ان نعيد صياغة لحن القصيدة القائلة : " عشبة في حطام المراكب... جمرة في صحارى الكلام،... هكذا ننتمي وجع في ثنايا الرخام "، فنحن نعرف تماماً اننا لا نحب هاجس الغائبين، لكي لا نرتكب السفر .
إن الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين يمثل معادلة ثقافية يجب أن يهتم بها الجميع، فهي انا، وانتم، ونحن، والكل مشترك في صياغة عناصرها، فلا نريدها معادلة تنهار امام مهب الريح وعولمة المكان، بل يجب ان نقدم لها كل الدعم، لكي يكون هذا الاتحاد نبراساً مشعاً في ظلمة الليل الحالك.
#مأمون_شحادة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟