|
كلمة للتاريخ
جوتيار تمر
كاتب وباحث
(Jotyar Tamur Sedeeq)
الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 16:22
المحور:
المجتمع المدني
اصبح المجتمع الكردي اشبه بجماعات متناقضة جراء تضارب في المصالح والافكار والانقياد لجماعات تعارض احداها الاخرى، فالعلماني والليبرالي و الاشتراكي واصحاب النزعة الدينية والمستقلين وغيرهم اصبحوا في خنادق مختلفة، وقد ظهر مستوى الشرخ بين هذه الاتجاهات الشعبية بصورة جلية اثناء الحديث عن الانتخابات واهمية التصويت للقائمة القومية الكوردستانية، حينها اختلفت الاراء، حيث تعالت اصوات بعض المثقفين ذوي الميول الليبرالية..والعلمانية.. المنادين بالتحفظ على التصويت ، بينما نجد بأن الاغلبية الاخرى مالت الى الاحزاب التي تؤيدها، وهذا ما اثار عندي نقطة مهمة جدا وتساؤلاً حول هل من الضرورة كوني كورديا ان اصوت للقائمة الكوردية المتحالفة..؟هذا السؤال الجد مهم تحول الى نقاش حاد بين الفئات الاجتماعية والسياسية في المجتمع الكردي والعراقي بصورة عامة خلال فترة الانتخابات، فبين متحفظ..وقائل بلا، يعيش فئة وشريحة مهمة من شرائح المجتمع مما كان لابد لنا من التوقف عند الاسباب التي دفعت باصحاب التحفظ واللا...الى عدم التصويت للقائمة الكوردستانية المتحالفة...؟ مما لاشك فيه..ان الكودر ومن ظمنهم انا شعرنا طوال العقود الماضية بظلم مبطن واخر ظاهر للعيان جراء السياسات القمعية التي اتبعتها الانظمة السابقة ضدنا...ولااحد ينكر ذلك... الا متعصب شوفيني...والكل يدرك تماما بان الكورد شعب له تاريخ طويل ممتد من قبل ميديا التي تحالفت مع بابل ضد اشور الى وقتنا هذ، اذا فانه من الحق عليهم كاكراد ان يصوتوا لهم..لانهم بذلك لايخالفون عرفا ولاشرعا وفكرا...ولكن ماذا حدث حتى يغير هؤلاء من وجهة نظرهم تلك...؟ قبل الانتخابات التي جرت في 30 كانون الثاني 2005، بايام ظهر جليا لهم بان الخروقات التي تحدث باسم القومية لاتتناسب ابدا مع المرحلة الحساسة التي يمر بها العراق من جهة والقضية الكوردية من جهة اخرى....واذا ما تسائل احد عن العراق فاقول السير البطيء نسبيا الى حمى الديقراطية...تحت المظلة الامريكية...وهذا بالطبع ما يجعلني اقول ببطئ لان في نظري لاتوجد ديمقراطية في بلد محتل..وبالاخص اذا كان المحتل الويلايات الامريكية المتحدة....ومن الجهة الثانية اقصد القضية الكوردية التي يتهمها البعض بانها تساند اسرائيل والغرب بصورة عامة...فانها دون شك محض افتراءات ..لكني لست بصدد ذلك..لاني اود ان اشير الى القضية بحد ذاتها حيث انها تمر بمرحلة حساسة جدا جراء العمل المستمر والذي اراه لامجديا لحد الان لتقريب الافكار بين الاوساط الكردية ضمن مناطقها الفاصلة التي مازلت تعيش على انقاض الماضي العتيق . اذا هذه المرحلة الحساسة تتطلب دعما كورديا من جميع فئاته وليس هناك مجال للمجازفة باي طرف من الاطراف الكوردية تحت اي اسم كانت...لكن ما حصل هو ان احد الاطراف السياسية البارزة والمتمثلة بحكومة اربيل وفي مناطق متعددة قامت بخرق لامعقول ضد قوة سياسية كوردية اخرى مما اثارة حفيظة الكثيرين.. حيث داهمت مقراتها وقتلت عددا من افرادها...وهذه الاحداث خلقت في فكر وعقل المثقف الكوردي وحتى المتعلم ايضا بل وبعض العامة...ان الساسة الكورد ليسوا بمستوى المسؤلية الملقاة على عاتقهم لانهم حتى الان لايستطيعون تجنب مثل هذه الاخطاء الفادحة التي تسيء الى الكورد عامة واليهم خاصة..وتجعل من الكورد شعب دموي غير قادر بنظرهم على ادارة امورهم حتى ضمن دولة مركزية...بل وتقتل كل مفاهيم الديقراطية التي ظلت جميع الاطراف تنادي بها بل وتتباها بها ايضا في مناسبات كثيرة. ولعل من قائل يقول وما شأن ذلك بالانتخابات.؟ اقول شأن ذلك بان التاريخ لايرحم..والتاريخ الذي يكتب بصدق لن يتجاهل هذه المرحلة..ولا هذه الاصطدامات الكوردية الكوردية....حيث هذه ليست المرة الاولى التي نرى فيها مثل هذا الاصطدام....وسفك دم الكوردي بيد كوردية جريمة..لايقبلها العقل الانساني..ولاحتى التاريخ... ولكن لماذا لايعتبر هؤلاء بذلك..هذا ما دفع الكثيرين بعدم اختيار هذه القائمة. انه الناريخ سيكتب...ويعلم هؤلاء بان (وعاظ السلاطين) اقصد كتاب التاريخ الذين باعوا ذممهم للمال... والشوفينيين سيقول عنهم خونة...لكن لكل خرق ثمنه..ولكل دم كوردي ثمنه..وليس خائنا ما اختار الضد لانه انما اختار وفقا لمبدأ على الساسة الكورد ان يعرفونه وهو ان الدم الكوردي جريمة ان يسفك بيد الكوردي وباسم القومية والديمقراطية...هذه كانت جملة الافكار التي استخلصتها من النقاش...وبالطبع كان رأي المصوتين هو انه لايجوز غير التصويت ومهما كانت الظروف..لان المسألة مصيرية..؟ هذه الكلمات انشرها للتاريخ ايضا.
#جوتيار_تمر (هاشتاغ)
Jotyar_Tamur_Sedeeq#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رؤية نقدية في نص(هكذا أبدو أكثر تناقضا) للشاعرة الكبيرة ضحى
...
-
سيبل/ شعر
-
لماذا لا
-
عقدة الاضطهاد
-
تالا
المزيد.....
-
برنامج الأغذية العالمي يطلب المزيد من الدعم لملايين الفلسطين
...
-
ترامب يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب تحقيقاته
...
-
تجميد المساعدات الأمريكية يعطل جهود الإغاثة ويهدد الملايين ب
...
-
الولايات المتحدة تأمر برنامج الأغذية العالمي بوقف عشرات المن
...
-
ترامب يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية
-
بموجب الاتفاق.. حماس ستسلم عصراً قائمة الأسرى المنوي الإفراج
...
-
ماذا تعرف عن المحكمة الجنائية الدولية التي -عاقبها- ترامب؟
-
غالانت يعترف: أمرنا -الجيش- بقتل الأسرى مع آسريهم في غزة
-
نتنياهو يشكر ترامب على فرضه عقوبات على المحكمة الجنائية الدو
...
-
سفير مصر بالأمم المتحدة: الدول القوية تلزمها جيوش قوية
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|