|
مفهوم الحرية والديمقراطية في الاسلام
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 12:44
المحور:
المجتمع المدني
ممارسة الحياة طبقا للشريعة الاسلامية ذات القوانين الحياتية اللتي تتلاءم مع زمان سابق ومنتهي ومكان محدد المعالم له خصوصيته وانسان بدائي متخلف تلك الشريعة اللتي لم تصمم للانسان عموما خارج الصحراء ذات الطبيعة قليلة الامكانيات والمقومات الحياتية للاانسان المتحضر المتطور المدني الراقي ولم تصمم لتلائم بيئات حضرية مدنية وان تكون مطواعية قابلة للتمدد والمرونة والاستيعاب لمتغيرات الزمان والمكان وتطور عقلية وفسيولوجية الانسان وحيثياته الحضارية ومستجداته واهدافه واماله وطموحاته في واقعه ومستقبله تلك الشريعة المبنية اصلا على تمجيد العدم والحياة مابعد الموت على حساب الحياة الحقيقية والمبنية على هدف الاستحواذ على السلطة والثروة الحياتية دون النظر للانسان على انه الهدف ودون اعتباره انه الثروة المركزية والعليا في الحياة ومن هذه الابجديات الاولية لفهم الفكر الاسلامي من خلال الدخول للشريعة كقانون تشريعي تنفيذي لهذا الفكر نستخلص حقيقة وهي ان الحرية والديمقراطية كمصطلحات لقيم حضارية مستحدثة اتت تتويجا ونتاجا لمخاض حضاري للانسانية جمعاء عبر تاريخها السابق كاملا على سطح الارض ولم يكن هذا النتاج موجودا في زمان ومكان ظهور الاسلام ولم يكن اصلا مهضوما او مفهوما لعقلية الانسان المسلم في حينه كونه لم يرتقي حضاريا الى هذا المستوى من التعاطي والتفاعل مع منتج حضاري بهذا المستوى وبما ان الفكر الاسلامي بقي منغلقا على ذاته كما قلنا غير قابل للتحديث والتفاعل بمرونة زيادة ونقصانا وتغيرا نوعيا وانسجاما واندماجا وتاثيرا وتاثرا ايجابيا وتفاعلا حضاريا حقيقيا قابلا لان يكون منهج حياة حضاري في كل زمان ومكان للانسان عموما فان الاسلام كفكر ومنهج وشريعة لا يتفق بتاتا مع هذا المنتج الحضاري ولا يستوعبه ولا يتعاطى معه ولا ينسجم معه لان الابواب المنطقية الاساسية للاسلام كلها مغلقة امام اي استحداث حضاري من خارج ساحته الداخلية هذا وبما ان الحرية والديمقراطية هي منتجات من خارج ساحة الاسلام لذلك فهي مرفوضة ضمنيا وحتميا ولا مجال لتطبيقها بشكلها الحقيقي على بساط الشريعة الاسلامية اذا اعتمدت كمصدر للتشريع في الدستور للشعب والدولة واذا ما تمت صياغة القوانين الحياتية من بدن الفكر الاسلامي واعتباره مصدرا التشريع الرئيسي ومن هنا نجد الاحزاب الاسلامية كالاخوان المسلمين والنهضة وغيرهم يصولون ويجولون في الساحات السياسية محاولين بكل جهودهم الوصول للسلطة واثبات مكانتهم على سدة الحكم واتخاذ القرار معتلين موجة الحرية المنطلقة على سطح الثورات العربية في مختلف البلدان وينادون بالحرية من اجل الخلاص من الحكم اللذي يمنعهم من تطبيق الشريعة الاسلامية كمنهج حياتي للشعب والدولة وقد اختزلو مفهوم الحرية بحدود وصول الاسلام للسلطة واعتماده منهج حياة كون المجتمع بمعظمه مسلم ومن منطلق حرية الاعتقاد يريد ان يحكم نفسه بنفسه هذا هو مفهوم الحرية في الاسلام وفي هذا المضمون يريدون حشر الفكر العلماني المادي الطبيعي في دائرة تفكيرهم الضيقة للوصول الى اغراضهم الانانية الاسلامية المطلقة وبمعنى آخر يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية واعتبارها منهج حياة باسم الحرية المتاحة من قبل العلمانية وباسم الديمقراطية ومفهوم الدولة المدنية الحديثة اي انهم يركبون موجة الحداثة والمدنية ليعيدو عقارب الساعة للوراء ولا يريدون اللحاق بمركب التطور والحضارة الانسانية وبذل الجهد الفكري والجسدي وامتلاك ارادة الحياة والتغيير والتطور والتمدن والبناء والانتاج والعطاء والابداع واثبات الوجود وتحقيق الذات متخلفون ويصرون على التخلف انتهازيون نفعيون سلبيون متطفلون مستهلكون خاملون كسالى عاطلون رجعيون نعم كل هذه الصفات الموروثة من الصحراء العربية حيث البدائية والمنقولة عن طريق الاسلام وذات تشريع مقدس الهي ضمن اطار دين الاسلام المنغلق الغير قابل للتطور ومجاراة متغيرات الحياة وغير قادر على مواكبة العصر والانسجام والاندماج مع المفاهيم والحيثيات الزمانية والمكانية للمشاركة بانتاج حضاري انساني خلاق متجدد تقدمي راقي اقول الى اصحاب العقول الغبية المنغلقة بان الحرية قبل ان تكون مكسب هي عطاء وفعل ايجابي والديمقراطية قبل ان تكون نموذج حكم ونظام حياة هي تجربة حياة وخبرة انتاجية وعلم ومعرفة وتقنية والعدالة قبل ان تكون انظمة وتشريعات هي خلق وسلوك ورقي حضاري تصنعه عجلة الانتاج والتغيير والتطوير وتحقيق الذات بالجهد والفكر والخلق والابداع عليكم ان تنتقلو الى مستوى التفكير العلمي المادي الخلاق وان لا تبقو تحت مستوى الغيبية الدينية في حدود التخلف والرجعية لا تفوتو الفرصة التاريخية المتاحة لكم كي تنهضو وتثبتو ذاتكم من خلال موقعكم الوجودي على خارطة الحضارة الانسانية بجهد وفكر واقتدار وفعل ايجابي لتنتقلو من الفكر العدمي الاسلامي الى الفكر الحياتي المادي الطبيعي وبالتالي فان الطبيعة لا ترحم المتخلفين والتاريخ لا ينصف الرجعيين
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة هي تغيير في الفكر والمنهج والشخصية
-
درجات الفكر الانساني ومراحل التطور
-
حاجة العرب للعلمانية
-
اسس الدولة المدنية
-
ليس كل من يدعي العلمانية هو علماني
-
تطور الانسان من منهج الغيبية الى منهج العلمانية
-
اسباب التدين وانتشار الدين
-
لا عربية ولا اسلامية نريدها علمانية دمقراطية حرة
-
غربتي في المجتمع العربي الاسلامي
-
الانسان حيوان ذكي
-
فلسفة الفهم المادي
-
الايمان بالدين والغيبيات نوع من الادمان
-
الاخلاق والسلوك والدين
-
اقول للمراة العربية
-
نضال المراة العربية من اجل الحرية
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|