جمال الخرسان
الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 10:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ بداية الحملة الانتخابية للانتخابات البرلمانية السابقة في العراق وحتى اليوم فانه لايوجد في جعبة القائمة العراقية من ملفات سياسية او برنامج سياسي لادارة العراق او شيء من ذلك سوى الحديث عن نوري المالكي! وكأن الاخير هو الشغل الشاغل للعراقية بصقورها وحمائمها حتى اصبح المادة الاساسية في تفكير العراقية.
بيانات وتصريحات وافعال وحراك زعماء القائمة العراقية يصب في هذا الاتجاه ومعروف للجميع .. الناطقون الرسميون وغير الرسميين للقائمة شغوفين جدا بالتعرض للمالكي حتى لو كان الحديث عن مباراة الزوراء والجوية! وهكذا الحال ايضا بالنسبة للمستشارين المعتمدين للقائمة العراقية من خلال مداخلاتهم عبر وسائل الاعلام فهم ليسوا استثناءا من القاعدة.
يخيل لي احيانا ان القائمة العراقية بمختلف توجهاتها تقتات على بعبع المالكي، وكانها المستفيد الاكبر من وجوده في هرم السلطة .. اصبح ذلك الرجل بمثابة القضية الفلسطينية التي اقتاتت عليها كثيرا الانظمة العربية ومنها نظام صدام حسين واذاما رحل المالكي فليس ثمة ما تتحدث به العراقية للرأي العام.
الملفت ان القائمة العراقية التي تصر في اغلب الاحيان على انها ( مشروع وطني ) لم تترجم شيئا من تلك الشعارات الوطنية على ارض الواقع .. ماهو القانون التي دعمت تشريعه القائمة العراقية في مجلس النواب ؟! ماهو النشاط السياسي العابر للطائفية في خطاب وحراك القائمة العراقية ؟ ! منذ تشكلها حتى الان لا يوجد ولو بيان واحد اصدرته القائمة لايتمتع باعلى درجات التشنج والانفعال وقرع طبول الاحتقان؟!
ربما لو فكرت القائمة العراقية بمشروع سياسي متوازن لكان المالكي في وضع مختلف وربما لم يمنح فرصة ثانية في هرم السلطة، لكن الشحن السياسي والخطاب المتشنج والتطيّر من المالكي بكل ما فيه من سلبي وايجابي كل ذلك صب في صالح الاخير .. فيما بدت العراقية عاجزة عن تقديم البديل، وكلما تقوم به هو صب جام غضبها على المالكي بحق وبغير حق. من جهته فان المالكي قد يكون مرتاحا لهذا العداء المفرط له من قبل القائمة العراقية والمعلن بشكل فاضح عبر وسائل الاعلام وربما سعى لتوظيفه في مرات كثيرة، لان الانتقاد المفرط والمبالغ فيه بهذا الشكل يفقد صاحب الحق حقه ويفوت عليه فرصة تعاطف الرأي العام .. بل ربما يكون الشارع العراقي يتعاطف احيانا مع المالكي لا لان الاخير يستحق ذلك بل لان القائمة العراقية تضربه تحت الحزام.
جمال الخرسان
[email protected]
#جمال_الخرسان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟