أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماهر فرغلي - كتف غير قانوني من السلفيين














المزيد.....


كتف غير قانوني من السلفيين


ماهر فرغلي

الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 00:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صدمنى إعلان صغير معلق على باب مسجد قريب من بيتى، يدعو إلى مقاطعة جريدة "اليوم السابع" على اعتبار أنها من الجرائد التي تحارب الإسلام، وبالطبع فقد اختزل الإسلام فى الحركات الإسلامية، وبالتحديد السلفية منها، استطعت أن أحبس أنفاسى، ودخلت لصلاة الجمعة، لأرى أن... واعظ المصلين لا يتجاوز سنه الثمانية عشر عامًا، وهذا ليس عيبًا، ولكن العيب أن تنتفخ أوداجه، ويحمر وجه، وهو يصرخ بأعلى صوته، طوال الخطبة حول مقاطعة الفساق والكفرة الذين يحاربون الدين.. حوالى ساعة كاملة، يتحدث فيها الشاب الذي علمت بأنه طالب أزهرى بعد خطبة الجمعة، عن "اليوم السابع"، استطاع خلالها أن يجعلنى أعاود تفكيرى مرات ومرات، وأتساءل، هل أنا أعمل فى مكان يحارب الدين؟! هل أجرى الشهرى الذى أتقاضاه حرام، وأولادى يأكلون الحرام؟! وأين تذهب كل سنوات عمرى التى قضيتها أدافع فيها عن الإسلام، وعانيت فيها ما عانيت؟! انتحى إمامنا الشاب بالحديث إلى الشيعة، ومن ثم أطلق كلماته وأحكامه الكفرية على نصرالله وقال حسن عبد اللات، لم يهمني كثيرًا ذلك، فللشيعة رب يحميهم، ثم تحدث عن الرسام الدينماركى، وقارن بينه وبين"اليوم السابع"، فعزمت أن أرد على ما قال بعد خطبة الجمعة وأدافع عن جريدتى، وبالفعل فعلتها، بعد استئذانى لشيخنا الشاب وإطلاقى لبعض كلمات الثناء التى لابد منها.لقد حاولت أن أثبت أن "اليوم السابع" ليست من تمويل ساويرس، وأن رئيس التحرير قد اعتقل عدة سنوات مع التيار الإسلامى، كما أن مدير الموقع، وعدد ليس بالقليل ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وأننا نصلى داخل الجريدة، وندافع عن الإسلام فى كتاباتنا دون أن يعترض أحد، ولكن نهج الجريدة هو الليبرالية والحرية، وهناك من يعبرون عن رأيهم، وهذا حقهم، فالإسلام ليس به مصادرة فكرية، ولكن الكفرة هم الذين يصادرون، مصداقًا لقوله تعالى "ولا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون"، وأما الإسلام فإنه يدعو للحوار واحترام الآخر، حتى فى أشد قضية وهى إنكار وجود الله، مصداقًا لقوله تعالى "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، فأى حرية بعد ذلك، وأظن أن هذا النهج لا عيب فيه. لقد صمت الشاب الخطيب وهاجمنى أصدقاؤه المتعاطفون، وقال لى أحدهم إن الشيخ يحفظ على الأقل نصف القرآن وهو أزهرى، فقلت له وأنا أحفظ القرآن كاملاً، وكلمة من هنا، وحكم من هناك، واتهام بالفتنة من آخر المسجد، وكتف غير قانونى من ورائى، إلى ما يتخيله أى إنسان من هجوم سلفى عليه!! اضطررت أن أنصرف لكنهم رفضوا ذلك وقالوا لابد أن نسلمك للمجلس العسكرى، والحقيقة أن طبيعتى الشخصية تؤهلنى لعدم الخوف من ذلك مطلقًا، فقلت لهم وأنا لن أنصرف حتى نذهب جميعًا لأى واحد فى الجيش، وأخيرًا تطرق أحدهم لحل جهنمى وهو الاتفاق معى على ألا أعاود الصلاة فى هذا المسجد.. أصابنى الصمت ولم أرد، وجلست أفكر.. أين سأذهب لأصلى الجمعة القادمة، فالمساجد الكبيرة وحتى المصليات الصغيرة، يسيطرون عليها تمامًا، وأنا لم أعد أطيق أن أسمع مثل هذا الكلام، هل هناك حل قريب يريحنى ويريح الكثيرين.. هل يقينا الأزهر أمثال هؤلاء ويتحاور معهم؟ هل تحاول أكبر جماعة وهى الإخوان المسلمين أن تحتضن أمثالهم وتصحح لهم المفاهيم؟ وأين الجماعة الإسلامية وسلسلة تصحيح المفاهيم التى أطلقتها فى المراجعات؟ أين ذهبت؟ ولماذا توقفت عند مراجعة الظرف التاريخى لأفرادها، ولم تشمل كل التيارات الأخرى؟ لقد كان الجميع قبل الثورة يتحججون بالضغوط الأمنية، ولكن الآن لم يعد هناك عذر، وسيحاسبهم التاريخ والمجتمع أولاً قبل أن يحاسبهم الله على تقصيرهم فى حق هؤلاء الشباب الذين لا يفهمون



#ماهر_فرغلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاميون في تونس رقم صعب وحضور في الغياب (دراسة)
- ملامح السلفيين.. مناقشة هادئة
- الفريضة الغائبة عرض وحوار وتقييم
- الكتابة بين عاصم وعلاء الأسوانى
- رواية الشيخ عبادة للمؤلف ماهر فرغلى
- الإنتماء للجماعات والحق الأوحد
- أزمة الوعى لدى الحركات الإسلامية


المزيد.....




- الإخوان في سوريا.. بين محاولات التسلل وحتمية الإقصاء
- عراقجي: موقف ايران واضح من السلاح النووي وفتوى القائد حسمت ا ...
- قائد الثورة الاسلامية يعين الشيخ نعيم قاسم ممثلا لسماحته في ...
- وفاة الزعيم الروحي لطائفة الإسماعيليين النزاريين حول العالم ...
- مليارديرة يهودية تكشف تفاصيل ضغوط ترامب على نتنياهو
- عراقجي: الجمهورية الاسلامية اوفت بدورها في دعم المقاومة
- كيف يُعاد تشكيل صورة الإسلام في أوروبا؟
- -دجال فاشل-.. خبير مصري يرد على حاخام يهودي متشدد
- حاخام يهودي متشدد: ندعو الله أن تتلقى مصر ضربة قوية قريبا
- حاخام يهودي متشد: ندعوا الله أن تتلقى مصر ضربة قوية قريبا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماهر فرغلي - كتف غير قانوني من السلفيين