حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 00:48
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
والله لن نحقد على أحد ولن نتمنى السوء لأحد لكنها الحقيقة المرة التي لا يمكن أن نبتلعها بدون أن نشعر بالغصة حتى الاختناق . نصك على أسناننا ألما وحسرة ونشاهد بأم أعيننا هذه التجاوزات التي لا ترضي إلا المجرمين وخريجي السجون ممن تهون عليهم كرامتهم وكرامة شعبهم مع إننا نبحث عن مسوغات شرعية وقانونية وأخلاقية لكل تصرفاتهم علنا نعثر على مسوغ واحد يبرر تلك التصرفات فلا نجد لها ما يبررها . التجاوزات كثيرة والكثير منها يرتقي إلى مصاف الجرائم الكبرى . فهل يفهمون ذلك ويعون حقيقته أم إنهم عميت أبصارهم وبصيرتهم ولم يعد هنالك خطوط حمراء . فبأي مبرر قانوني يعفي رئيس الوزراء عن جماعة إرهابية قتلت خمسة من أبناء الشرطة أثناء تأدية واجبهم باعتقال هؤلاء المجرمين نتيجة لارتكابهم جرائم بحق مواطنين أبرياء وحكمت عليهم محكمة الجنايات بالمؤبد وعند تميز الحكم حكمت عليهم محكمة التمييز بالإعدام شنقا حتى الموت ثم بعد أقل من شهر يطلق سراحهم فيتجولون في أرجاء محكمة النجف ليظهروا استخفافهم بالقضاة وبالادعاء العام وبمشاعر المحامين وبقية أبناء الشعب . هذه ليست الحالة الأولى أو الثانية أو حتى الأخيرة . أنا لا أعرف بالضبط لمن هذه المقولة التي تستهزئ بالقانون وتدعي بان القانون ورقة بيدنا نقطعها متى نشاء . هل هو صدام حسين أم نوري المالكي ؟! كيف نسمح لرجل يدعي بأنه رجل دين ؟ ويتدخل لإطلاق سراح مجرمين قتلوا أنفسا حرم الله قتلها . هل هذا هو الإسلام الذي يدعون ؟ أذا تكلمنا عن جرائم ارتكبها رجال الدين في الماضي السحيق قالوا هذه إسرائيليات هدفها الإساءة إلى الإسلام .وان تكلمنا عن جرائم بحق شعوب اقترفها خلفاء المسلمين وحروب إبادة جماعية ارتكبت في شمال إفريقيا وجنوب أوربا قالوا إنها فتوحات إسلامية . هل يعقل ونحن في ظل حكومة تدعي إنها إسلامية وتمثل كل الطوائف والقوميات تتجاوز حتى ما ألزمها بها الدين . يقولون إن دينهم حرم السرقات وان السارق تقطع يده . أما من أين تقطع فأختلف فيها الفقهاء ولكن ألا يستحي حاكم مسلم أو يدعي ذلك أن يعفو عن حفنة من اللصوص الذين نهبوا المال العام وبمليارات الدولارات . إرضاء لأحزابهم ومليشياتهم . قبل أكثر من أربع سنوات اختطفت زوجتي وتعرفت على مختطفيها فأبلغت الشرطة بذلك (( شرطة محاكمة الإرهاب )) وغيبت حتى كتابة هذا المقال وكلفت الكثير من المعارف والأصدقاء للتوسط وإلقاء القبض على الجنات وما يحزنني إن الرسائل التي تأتيني من الوسطاء (( هي أنك معادي إلى السلطة )) وان القضية سجلت ضد مجهول . وان القتلة يتجولون في مدينة النجف لا يردعهم احد . إذا كان هذا إسلامكم ودينكم الذي تعتقدون فوا لله لن تنالوا إلا اللعنة وما أحزابكم ودينكم إلا مصانع لإنتاج المجرمين .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟