حميد الهاشمي الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 3430 - 2011 / 7 / 18 - 23:26
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
تطرح مسألة التقاعد السياسي، في المشهد السياسي المغربي بجدية، لأنه وبكل تجرد وبكل موضوعية، لا يعقل (وهنا استعمل كلمة لطيفة جدا) أن يحتل المجال أناس لمدد تتراوح بين 67 سنة (سنة 1944 بالنسبة للذين وقعوا أو كانوا على وشك التوقيع على وثيقة الاستقلال) و50 سنة (بالنسبة للذين التحقوا في بداية الستينيات من القرن الماضي).
وليس في هذا القول تجني أو مبالغة، ولن أحتاج لإعطاء دلائل وأسماء للكشف أن هذه المعضلة تخترق كل الأحزاب والجماعات بدون استثناء.
من محافظين وحداثيين ومدعيي محافظة ومدعيي حداثة.
سأكتفي بالإشارة إلى حالتين شاذتين، حيث ينبغي أن نعلم:
- أن عبد السلام ياسين جالس على رؤوس أعضاء الجماعة القدامى والملتحقين والجدد منذ تأسيس الجماعة، أي منذ ما يقارب النصف قرن، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الرجل لم يبدأ في ممارسة السياسة إلا نحو سن الأربعين ، كان الإحساس بالغبن أكبر على القانطين الساكتين ......وقس على ذلك من المرادفات الدالة على الذل والمهانة من جهة العضوات والأعضاء (وللذكر حظ الأنثيين)، وكان الإحساس بعمق ترسخ الاستبداد في عقلية من يعتقد في نفسه خوارق وخرافات لم يعد يؤمن بها إلا من أصابته طامة الأمية البسيطة منها والمركبة.
- أن المحجوبي أحرضان لا زال يرأس "الحركة الشعبية منذ أن أسسها صحبة من واراهم التراب منذ زمن بعيد، ولا يريد المغادرة أو النزول غدا أو بعد غد،وهو في ذلك مستعد لتبني كل الأطروحات المحافظة منها والحداثية،طبعا مع إفراغها من محتواها و"مغربتها" لتصير على مقاسه، وفي ذلك فلا بأس أن يموت أطر الحركة من الغيظ والانتظار، ولا بأس أن يستمر من يعتبر نفسه "نسرا" قائدا على من يعتبرهم "بوما".
ولن أستفيض، وهاكم بعضا من غيض تعلموه والفتوه :
- المرحوم المحجوب بن الصديق لم يغادر إلا نحو المقبرة..........
- نوبير الاموي لن يغادر إلا ...............................بعد طول عمر.
- يتيم لن يغادر ، ولو "انشقت" عن "النقابة" الإسلاموية مائة نقابة أخرى ......
ويمكننا ممارسة هذه اللعبة طويلا وإلى ما لا نهاية.
و الذين لم تتم الإشارة إليهم كثر، وللقارئ الحرية في استعراض سحناتهم إذا لم يصبه الملل.
فحسب معلوماتنا لنا بالمغرب 36 حزبا (بعضها لا يتجاوز عدد أعضائه 200 منخرط)، ونقابات لا تمثيلية لها حتى في اللجان الثنائية،وكلها وبدون استثناء تعاني من "عدم قدرة قادتها" على اتخاذ قرار التقاعد بعد تجاوز السبعين والثمانين وحتى التسعين.......وعدم قدرة "قواعدها" على اتخاذ قرار عزلهم.
والمشكلة في رأيي تكمن في الأخيرة.
بمعنى أن "القادة" لن يتزحزحوا نحو التقاعد، ما دامت "القواعد" لا تتزحزح نحو تنحيتهم إلى التقاعد.
حركة بسيطة لحل معضلة كبيرة.
#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟