أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبلة درويش - احلام حمار














المزيد.....

احلام حمار


عبلة درويش

الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 00:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وللحمير نصيب، فالحمار يحلم ايضا، وحمارٌ من لا يحلم لانه بلا حُلم فالحلم امل حتى لو كان صعبا وصعبةٌ الحياة بلا حلم حتى لو كان قاسيا، وحمارٌ من يستهزئ بالحلم وحمار من يشكو منه، فلو فكّر لثانية انه يعيش بلا حلم لأصبح حمارا جدا، فقد حلم الحمار الذي عاش في العصور القديمة والوسطى ان ينتقل الى المدينة وان تمتطيه فتاة جميلة ويلبس حول عنقه شبرة ملونة، فانتقل وتطور ولبس ما يشبه السرج احيانا، فأحلامه تتحقق احيانا كما الانسان ولربما اكثر من احلام الانسان فيبدو ان الحمار يعرف كيف يحلم ويستطيع ان يقدّر حلمه ونتائجه فهل بات الحمار يتطور اكثر واسرع من الانسان بعد ان سرق خبرته وطورها.

فكم حزن بنو البشر على بني الحمير، وخصوصا لانهم مجبورون دوما على حمل اثقال كبيرة على ظهورهم وحمايتها ونقلها ولا يختارون ما يحملون على ظهورهم ولا يفكرون بما يحملون وجل اهتمامهم متى يأتي وقت الشعير والماء حتى لو كان صدئا ويأتي الطعام والشراب بكل الاحوال وبنو البشر يعملون ويحملون اثقالا واعباء لتوفير لقمة الطعام، فمن يحزن هنا، فلربما الانسان كثيرا ما يحمل على ظهره اختياره ويكون حملا ثقيلا فما بالك ان لم يكن اختياره وكان اختيار شخص آخر ولكن بكل الاحوال هو خيار القدر فمن منا حمل حملا ثقيلا وكان خياره الكامل بدون تدخل القدر، فلعل الحمار هنا اكثر حظاً، فلا يفكر بحمله وان قرر ان يلقي بحمله جانبا سيسقط بالغالب على واحد من بني البشر سواء سقوط مباشر او سقوط مسؤولية ما حمل على عاتق الانسان والانسان نفسه بتحمل مسؤولية حمله وسقوطه ونجاحه ويتحمل مسؤولية اختيار القدر لمسار حياته، ولعل الله اعطى للحمار قدرة اكبر من الانسان على حمل الاثقال فلا يوجد حمار مصاب بزوغان فقرة من العمود الفقري او وجع في ظهره او التهاب في المفاصل، وابدا لن تجد حمارا مصابا بمرض نفسي او يعيش ضغطا نفسيا وماديا، ففي هذه الحالة يجدر بنا ان نحسد الحمار، فلا بد انه ايضا يحلم احلاما أجمل من احلامنا فوق ان احماله اسهل من احمالنا، فتباً للحمار فهو يعيش ويحلم بطريقة افضل منا ربما.

ولكن نرى الحمير تعيش قصص حب لكن قلبها لا يعمل كثيرا وتستعمل عقلها اكثر، فتنجح في عملها فلم نرى يوما حمارا طرد من عمله لانه لا يستطيع ان يحمل، الا اننا بنو البشر نطرد كثيرا ونوبخ من مدرائنا لعدم قدرتنا على انجاز عمل ما او فشلنا في العمل ونستثمر قدرتنا في عمل القلب الذي يعطل العقل احيانا وان حدث وسقط القلب من على قمة جبل عال نخسر قلبنا وعقلنا وعافيتنا وبطلٌ من يستطيع اعادتها لقمة قدرتها وقوتها بسهولة، الا ان الحمار يستطيع ببراعة ان يوازي بين قلبه وحبه لحمارة الجيران وبين عقله الذي ينجح دوما في حمل الاثقال.

فهل نحلم كما الحمير احلاما بسيطة قريبة من مرأى عيوننا نعلم مسبقا انها ستتحقق ونستغل عقلنا لنجاح عملنا ونلقي بالقلب جانبا.

فبعد ان عاش بنو البشر ملايين السنين يسبون الحمار ويصفون الانسان الكسول والفاشل بالحمار، سنصل يوما ما لتسمية الانسان الناجح بالحمار فقد اختلف تعريف العديد من المصطلحات في زمننا، فلربما اختلف تعريف الحمار ايضا، ليصبح الشخص القادر على انجاز عمله بيسر وسهولة دون ان يستغل عقله ويحب بسهولة دون ان يحرق قلبه ويستطيع ان يفصل بين قلبه وعقله، فلم نرى يوما حمارا عجز عن حمل كيس الطحين وسقط ارضا بعد ان تركته حمارة الجيران وخانته مع حمار عائلة السيد.

فالحمار يستثمر بؤرة من عقله فقط لانجاز عمل ما ولربما لا يستعمله اصلا وينجح، وبؤيرة من قلبه ان استغلها اصلا للحب، فهل نحلم مثله لنعيش حياة اسهل من حياتنا الطبيعية التي فرضت علينا بعد ان منًّ الله تعالي علينا بالحكمة والانسانية، وبعد ان علمنا دوما ان الانسانية هو المصطلح الاعظم من الحيوانية ولكننا ان دققنا بذلك نجد ان الحيوان يعيش اسهل وابسط من الانسان، فلا فكر ولا هم ولا حمار في غرفة انعاش ولا حمارة تحلم بحبيبها الحمار ولا حمار يصطف عشرات السنين بحثا عن وظيفة على ابواب المؤسسات، ولا حمارة توفر من مالها لنهاية العام لاجراء عملية تجميل رغم علمها المطلق انها قبيحة في اغلب الاحوال وخصوصا ان بني البشر يصفون الفتاة القبيحة بالحمارة.

هلموا يا بني البشر للتفكير اكثر من حياة الحمار واحلامه الجميلة التي لم يرق علقنا الانساني للتفكير فيها ولو لحظة فقط ونعتبره دوما حمارا او حمارا جدا، فكم يصل بعض البشر لدرجة الحمار او الحمار جدا ولكن الحمار لم يعد حمارا جدا فهو حمار فقط، ولكن كم من حمار على اربع ليس حمارا وكم من انسان على اثنتين حمار.

الكاتبة والصحفية
الشاعرة عبلة درويش



#عبلة_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسارة أسد
- ذكريات سيجارة
- سنلتقي
- ذيول الامل
- ودعتنا بلا وداع يا محمود درويش
- شجرة -مظلمة- في انوار عيد الميلاد المجيد
- هل ستكون هناك إذا ناديت عليك ؟!
- -وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا-
- الصحافة الالكترونية مستقبل واعد ومتحف ينتظر الصحافة الورقية
- لآلئ تتصدر جلسات المحاكم الاخلاقية في رام الله
- كيف أرسمه يا قلم؟!
- انتظرك هناك يا حبيب
- اليك يا حبيب:عندما يأتي المساء
- الصحافة الالكترونية:
- -الكندرجي- ابو موريس.. حكاية 58 عاما بين المطرقة والسندان .. ...
- -بيت ريا-..عين ماء تملأ الارض خضرة والسماء زقزقة باحلام العص ...
- قصة - الاحتلال يحكم بالسجن مدى الحياة على كنيسة في بيت جالا
- المرأة الفلسطينية مسألة الحقوق
- عرس صوري عن بعد في مخيم الدهيشة .. لمبعد اطفأت -التنفيذية- ف ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبلة درويش - احلام حمار