أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - ظاهرة النزاع والعنف في المجتمع














المزيد.....

ظاهرة النزاع والعنف في المجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1021 - 2004 / 11 / 18 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقود ظاهرة النزاع بين البشر إلى العنف، وحجم العنف يعتمد على حجم الظاهرة ومداها فكلما كان حجم الظاهرة كبيراً أدى إلى اتساع المدى لاستخدام العنف. وتزيد حجم الظاهرة في المجتمعات التي تعاني من انعدام التطور، وبالضد من ذلك تتقلص في المجتمعات التي قطعت شوطاً في التحديث والتطور الاجتماعي.
تحمل الكينونة الإنسانية في ذاتها وجهين متناقضين من أوجه الشر والخير، والظروف المحيطة هي التي تغلب أحد الأوجه على الآخر. فإن كانت حدة التنافس في المجتمع عالية، زادت وتيرة الشر وعلى حساب وتيرة الخير.
وهناك عوامل أخرى، تلعب دورها في تفعيل قيم الشر أو الخير بين البشر، فالطبيعة البشرية أنانية تسعى لتحقيق كل رغباتها وتختلق النزاعات فيما بينها لأجل تحقيق غاياتها ومصالحها وبأشكال وسُبل متعددة. ويمكن أن تكون السُبل مباشرة من خلال استخدام العنف، وغير مباشر من خلال استخدام سُبل الخداع والتدليس.
ويرى ((هيغل)) "هناك ثلاث أسباب رئيسية للنزاع بين البشر: المنافسة، وعدم الثقة، والبحث عن المجد. ويلجأ الإنسان إلى القتال من أجل تحقيق المجد من خلال البحث عن حجج تافهة للنزاع مثل الكلمة، والبسمة، وخلاف الرأي. أو أية إشارات تنم عن قلة الاحترام توجه له بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر لعائلته، أو أصدقائه، أو مهنته، أو أسمه".
وقد يلجأ الإنسان لاختلاق النزاع مع الآخرين لأجل انتزاع الاعتراف منهم بكينونته وذاته، خاصة إذا تولد لديه شعوراً بالحط من قدره أو مرتبته الاجتماعية أو انتزاع دوره. مما يخلق لديه دافعاً نحو استخدام العنف لاسترجاع قدره المفترض وإعلاء شأن ذاته المسلوبة قسراً من المجتمع.
وما يجري في العراق من إرهاب ناتج عن انتزاع دور فئة اجتماعية من البدو الأجلاف، حصلت في ظرف زمني ما على امتيازات ورتب عسكرية بغير وجه حق وانتزعت منها تلك الامتيازات في الوقت الراهن لتعود لنفس المرتبة الاجتماعية السابقة لها.
وهذا الأمر يعد سحباً للاعتراف الاجتماعي بها، أي تخفيض مرتبتها الاجتماعية مما دفعها لإعلان الرفض للواقع الجديد. اعتقاداً منها أن الامتيازات السابقة أصبحت حقاً مكتسباً لها، لذا رفضت القبول بالنظام الجديد وعمدت لاستخدام العنف ضد المجتمع لتقويض النظام من أجل استرداد مرتبتها الاجتماعية غير الشرعية!.
تلك الدوافع تعد إحدى الأسباب المباشرة، لاستخدام العنف من أجل استرداد الاعتراف والذات المسلوبة (قسراً) من المجتمع. ويدلل ذلك على حجم العنف والانتقام العشوائي من المجتمع عبر تفجير السيارات المفخخة في الساحات العامة وقتل الأبرياء وخطف المدنيين والتمثيل بالجثامين بطريقة لاتنم عن أي قيم إنسانية.
ويرى ((هيغل))" أن البحث عن الاعتراف ليس إلا رغبة إنسانية تسمى (الاعتزاز) أو (احترام الذات) إيجاباً وتسمى سلباً (الغرور) أو التبجح أو (حب الذات)".
وهناك ما يسمى بخدش (الكرامة) أو التجاوز على الحدود الطبيعية للذات، مما يدفع نحو استخدام العنف لاستعادة (الكرامة) المفترضة. وهذا بدوره يعني استعادة الدور المفترض لكينونة الذات في المجتمع، وبغض النظر عن الشرعية من عدم الشرعية في المجتمع لأن الكينونة هي المحددة لشكل الشرعية!.
ويعبر ((هارفي مانسفلد)) عن ذلك قائلاً" أن الشروط الأساسية للحياة موجودة طبيعياً في كل شخص، وفي داخل كل كائن إنساني رغبة معينة بالكرامة الحقيقية وبالطهارة الأخلاقية والتعبير الحر عن كينونته وإحساسه بالتعالي في عالم الكائنات".
وقد تلجأ الكينونة لتحقيق ذاتها المقموعة وغير القادرة على استعادة دورها في المجتمع بشكل منفرد اللجوء إلى الانتماء للجماعة التي تعاني من ذات الحق المسلوب أو الكرامة المضيعة أو عدم القدرة على التنافس من أجل إيجاد دور لها في المجتمع.
إن انتماء الكينونة الباحثة عن الذات إلى الجماعة، يمنحها شعوراً مزيفاً بالقدرة على استعادة التوازن أو الحق المسلوب من خلال عملها الجمعي. وهذا الشعور بحد ذاته، يؤدي إلى زيادة حجم ظاهرة النزاع داخل المجموعة ذاتها ليخلق حالة من تحقيق الذات لبعض أفراد تلك المجموعة (المقموعة) المتضامنة وعلى حساب بقية أفرادها مما يخلق حالة من اليأس والنفور والحقد لدى الفرد على المجتمع بالكامل عند فقده الثقة بالجماعة وشعوره بالاستغلال المزدوج!.
ويرى ((الفارابي))" كل موجود في ذاته فذاته له، وكل موجود في آلة فذاته لغيره".
إذاً ظاهرة النزاع بحد ذاتها، ظاهرة طبيعية بين الكينونات الإنسانية الساعية إلى التنافس فيما بينها لتحقيق الذات أو البحث عن المجد لتحقيق التفوق على الآخرين أو انتزاع الاعتراف القسري من المجتمع.
ولكل ظاهرة من النزاع سُبل خاصة تلجأ إليها الكينونة الإنسانية، ويتعلق ذلك بحجم الجماعة الذي تنتمي إليها أو النظام الذي يؤطرها، وكذلك لمدى الوفرة والعجز في الموارد لموطن الجماعة..وغيرها.
وعملياً فأن الطبيعة الإنسانية، لا تنحو بغريزتها نحو التعاون والحب بل نحو تحقيق المكاسب والمصالح. وتلك الغرائز الإنسانية تتحكم بها الظروف الموضوعية وتختلف حدتها من مجتمع لأخر ووفقاً للنظام الذي يحدد سلوك وناموس المجتمع!.
ويعتقد ((ماديسون))" أن الطبيعة البشرية أنانية وعنيدة، وإذا كان الإنسان متعاوناً بطبيعته ومحباً للغير فلماذا لانبني مؤسسات تحاول ربط طبيعة الإنسان بغايات أكثر نبلاً؟".
وعموماً النظام القائم هو الذي يحد من وتيرة النزاعات بين الكيانات الإنسانية عبر التلويح باستخدام العنف، لأجل تغليب قيم الخير على قيم الشر في الكينونة ذاتها. وإن ترك الأمر للطبيعة الإنسانية دون النظام الرادع، يؤدي لزيادة وتيرة النزاعات بين الكيانات الإنسانية وبالتالي يعمل بعض الأفراد المالكين لوسائل العنف على فرض شريعة الغاب على المجتمع.
وعليه فأن النظام الرادع يتوجب أن يكون محتكراً لأدوات العنف دون غيره في المجتمع، لأجل فرض قيمه على الكيانات الإنسانية للحد من ظاهرة النزاعات العنفية بين أفراد المجتمع.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الموارد المائية العراقية ما لها وما عليها
- العلاقة بين الكاتب والقارئ
- مهام الكاتب ومسؤوليته كمثقف
- دور المثقف والسياسي في الثورة والاحتلال
- موقف السلطة الفاشية من الثقافة
- السياسية والعنف في المجتمع
- السياسة والثقافة في المجتمع
- الأحزاب السياسية وجماعات الضغط
- الأحزاب الشمولية وقياداتها الديناصورية
- العملية الانتخابية وشرعية السلطات
- ظاهرة تفشي الرشوة والفساد الإداري سياسة جديدة تتبعها الأنظمة ...
- سلطة الاستبداد والعنف في المجتمع
- التحديث والعصرنة للأحزاب السياسية في الوطن العربي
- المؤسسات الدينية والسلطة في الوطن العربي
- صراع السلطات بين الدين والدولة
- أنماط التداخل والحدود بين الثقافة والسياسة
- توظيف التاريخ والأعراف الاجتماعية لخدمة العملية الديمقراطية
- معوقات التغير والتحديث في المجتمع
- المنظومات الشمولية والديمقراطية واللبيرالية بين الممارسة وال ...
- الديمقراطية تعبير عن الذات والحب


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - ظاهرة النزاع والعنف في المجتمع