أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد مصارع - ديكارت يفكر وهو غير موجود














المزيد.....

ديكارت يفكر وهو غير موجود


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1021 - 2004 / 11 / 18 - 07:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحياة الأكثر اتساعاً من كل أشكال التفكرن، تمضي وكيفما كانت تمضي كالنهر الجارف يدفع تياره الشديد كل ما يمكن له الوقوف حاجزاً في طريقه، والحياة تضعنا بدون قصد أمام متاهتين.
بين واقع مفكر لا يقبل التجزئة، أو واقع لا يمكن التفكير به إلا من خلال تجزئته، وكأن الفكر لوحده ينصب أمامه هذا القدر, فالكلية والجزئية، والتضاد والتناقض، وما فوقهما أو تحتهما من الزمان والمكان، كل هؤلاء هوامش على كتاب الحياة الأبدية.
المظاهر العلمية من خلال الفكر النافذ ليست سوى الأحجار الهشة المنزلقة حين تفكر بالاستناد عليها, ويغدو العلم الصارم القسمات مجرد تظاهر زائف أمام لجاجة الفضول العقلي المتوتر من الشحنات النفسية الحاثة، والاستباقية في الوصول إلى إدراك اكتشافي لكُنهِ الحياة، ليتمتع الفكر القلق والمضطرب ولو بلحظات أمان، وكأن الحياة تلهو معنا، و( الفكر العلمي ) يهدف هكذا ببساطة إلى لحظة يفهم فيها معاني لهوها العظيمة، إن كان الأمر صحيحاً.
وحين يصطدم الفكر بجدارها الأصم يعود القهقرى، كمن يصطدم رأسه بصخرة, وحين يصحو من سكرة الصدمة، يشجع نفسه غير المُقلَقة, وعقله المضطرب من حرارة النفس وتيار الشعور، بالقول: سنحاول كرةً أخرى، وما فعلناه ليس سوى التجربة، ولابد من استمرار التجارب على وزن مغامرات الاكتشاف من وحي الشجاعة والصبر.
نحن المتفكرون، داخل الكرة أم على سطحها ؟
قابلية التفكير أو الأخشاب المجوفة التي تعوم مع أمواج بحر الحياة !
حين استرخى الفيلسوف الفرنسي ديكارت على سريره المتأرجح، وراح يتأمل ( بعمق )، تناهى إلى حدسه فرضية أن يكون الوجود محكوماً بالفكر، وأطلق فرضيته الفاشلة: أنا أفكر إذن أنا موجود..
مقولة ديكارت الشهيرة تلك، لم تتحمل حتى الاختبار الأولي لها لكي تكون صالحة لما يتبع من اختبارات المنطق الرياضي.
ويبدو النفي للبعض مجرد اختبار سهل، ومن غير المعقول ألا يكون بمقدور فيلسوف رياضي مشهور أن يجتاز مثل هذا الحاجز أو الاختبار الأولي البسيط في المنطق الرياضي، وهو العالم الرياضي الشهير بورقة ديكارت كحالة معقدة في التحليل الرياضي.
المتاهة بالنفي البسيط الذي ليس هو سوى قول... ( لا )... وعلى الأكثر: ( ليس صحيحاً ) النفي ليس عملاً بسيطاً يقوم به الفكر المتفلسف أبداً.
من حيث البناء اللغوي العربي والنحوي، إذا أردنا أن نقول (الجو بارد ٌ) فالنفي يكون على النحو: ليس الجو بارداًً وبالمقابل ( بدل أخوة كان، نستعمل أخوات إن ) فنقول ولتحقيق النفي ( إنَّ الجوَّ حارٌ ) وهذه أوضح من صيغة النفي الأولى.
وليست كل العبارات سهلة المضغ في فم النفي عربياً كان أو أجنبياً، من مثل:
في كل يوم يحدث بالرقة على الأقل حادث مروري بسبب سوء الطرقات ورعونة السائقين..
أعتقد أن نفي العبارة السابقة ليس من اختصاص أساتذة اللغة العربية المفلقين، لأنه لو قال ليس صحيحاً تلك العبارة، فسأضحك في عبي، فما المقصود من قوله ليس صحيحاً، هل يعاند فقط ؟
لست تعجيزياً، ولكنه إذا أراد أن ينفي هذه الحقيقة، فليوضح تفاصيل نفعه حتى لا يشكل أمامنا مجرد حالة رفض نفسي مبهمة, وإذا قال أنا لا أستطيع تبيان تفاصيل النفي اللغوي، لأنه علينا أن نرجع إلى قوالب المنطق الرياضي, وهذا ليس من اختصاصي، فهو هنا يتصرف بحكمة، حين يعترف أن النفي اللغوي قاصر ولا يدرك عتبات النفي في المنطق الرياضي.
إذن يوجد إيجاب كما يوجد استلاب ( سلب ) ناف له، ولكن المعنى ليس واضحاً كالشمس في رابعة النهار – كما يقال.
فنفي مقولة الفيلسوف الرياضي المتأمل ديكارت هي على النحو:
أنا أفكر وغير موجود، هل نبتسم ؟ هل نضحك ؟ أم نضبط أعصابنا، لنقول له أحسنت مشجعين لغيره من علماء الدنيا.
كانت هذه محاولة، ولا بد من الإصرار على التجارب.
لو أدرك ديكارت زمن المنطق الرياضي الحديث، وهو زمن الكومبيوتر،لـ(قفز) من على سريره وتوقف عن التأمل وربما مشى مع المشاءين، أو الرواقيين ولربما اخترع بعبقريته الفذة مدرسة للفلسفة العدائية في سباق الماراتون, و لكان له أولمبياد ه الخاص بحكم عبقريته الرياضية.
يسألني بعض المهتمين بالشأن المتفكر على هامش الحياة، وما هذا المنطق الرياضي الذي يكتفي بإطلاق الصافرة كشرطي المرور؟! ولكن الحوادث تقع باستمرار، إذا كان كل ما نقوله خطأ، فما هو الصحيح إذن ؟ ! فأقول لهم:
اسألوا الكومبيوتر، لعله.. لعله يخترع الإجابة على أسئلتكم.
- لماذا الكومبيوتر بالذات، ؟
- في الكومبيوتر كل شركات العلوم الحديثة وكل أشكال الذكاء الاصطناعي,وهو العقل الحديث المعاصر المتطور وكل عقل منا ليس سوى نملة تمشي في كرته ما فوق الأرضية ؟
ثم ألتفت أحدهم مصفراً متهماً إياي بالتعجيز.
أنا يا رجل ؟ .. لا والله، ولكنها الحياة تهزأ بفكرنا وتقول لنا هذا خطأ وتترك المجال مفتوحاً أمام إحدى النهايات ولكنها لن تكون مطلقا نهاية النهايات.

احمد مصارع
الرقة 2004



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط يهجر الديمقراطية
- مابعد الحداثه
- المسلسل الأطول
- الانتخابات الأمريكية والإشهار المجاني
- قراءة في هجوم 11 سبتمبر
- من أجل حفنة من الدولارات
- تبادل المواقع
- لايسار ولا يمين
- كرامـــــة الإنســـــان
- الامبريالية الجديدة
- عنف الديمقراطية أم ديمقراطية العنف
- الإرهاب
- !هل يوجد بالجنة سيارة عربية
- وراء السطور
- الشــرق الأوســط القراقــوشي
- مــن ألــواح سومــر
- الأصل والبقية تتبع
- المتغير و الثابت في الفاعلية العربية


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - احمد مصارع - ديكارت يفكر وهو غير موجود