نعمة حسين الحباشنة
الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 23:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما تتمزق الأوطان هل يبقى لمن يحبونها مكان أم أن مصيرهم الأكفان ؟؟ سؤال يراودني في كل لحظة وأنا أرى وطني يتمزق بين اللعنة والخطيئة ...
لعنة من يريدون أن يكون الوطن ملك لهم وليس لغيرهم إلا التبعية والكفر هو يبحثون في القرن الواحد والعشرين عن دولة دينية يفصلونها على مقاسهم بعيدا عن أي مقاييس أخرى ؛ يزرعون الفتنة الطائفية واللعنة الإقليمية والكراهية يندسون بين صفوف من يبحثون عن الإصلاح ؛ يطلقون الشائعات ؛ يستغلون تعب غيرهم ؛ ويتآمرون من أجل تحقيق أهدافهم حتى مع الشيطان ؛ لعنة تاريخية تلبس رداء الدين وتمشي تحمل سيف الحقد على الآخرين تساندها الفتاوى الجاهزة ولعبة الكيل بمكيالين حسب المقاييس الدينية لكسب المؤيدين من البسطاء من لا يعرفون من الدين إلا الصلاة والصيام وما يقوله سيادة الشيخ الوقور الذي يستغل حاجة الفقير ويعطيه رغيف بيده اليسرى ليأخذ منه عقله وكرامته وإنسانيته بيده اليمنى ...
أما الخطيئة التي لا تريد أن ترحل فهي خطيئة السكوت عن الغلط التي يدفع ثمنها كل إنسان شريف في هذا الوطن الغالي . خطيئة السكوت عمن سرقوا البلاد ونشروا الفساد واستباحوا عرق العباد ليكونوا سلسلة بشرية من الوصوليين والانتهازيين والسارقين لقوت الشعب وأنصارهم من المستفيدين وأقرباء الأقرباء ؛ فساد يأبى أن يرحل وقادر على شراء الضمائر والنفوس بالمال والمنصب والقوة ....
لعنة وخطيئة تجتمعان في كل شيء الفرق بينهما هو كالفرق بين إبليس وابنه والفرق بين الباطل والظلم . لعنة وخطيئة تأكلان قلوب العباد وتجسران لشرخ في قلب وطني الطيب وقلوب من يحبون هذه الأرض ليكون من قرر البحث عن الحقيقة ومن قال لا للفساد ومن يبحث عن الأمن والأمان في دوحة الأوطان هو القربان . قربان من لحم بشري يشوى على نار التعب والفقر والتهويش والاتهام وربما الموت بلا كرامة على قارعة الطريق ؛ ووطن ممزق على موائد اللعنة والخطيئة تبكيه قلوب عشقته ولا تعرف غيره ليبقى السؤال لكل صاحب ضمير ... وماذا بعد ؟؟؟؟
#نعمة_حسين_الحباشنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟