التقيته بعد ان قتل

عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 22:15
المحور: المجتمع المدني
    

عبد الكريم قاسم
لم التقي الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم في حياته التي عرفته فيها من خلال اعماله واقواله وحب الناس له والتي امتدت من 14تموزعام1958كما عرفه العراقيين جميعاً محبين له او ناقمين عليه وعرفته كما بقية اقراني وانا المولودفي1951مما قدم للعراق ومنها مدينتي التي ولدت فيها الناصرية حيث شيد حي الأسكان* لمحدودي الدخل ببيوته الجميلة العصرية المتناسقة وشوارعه المنظمة وحدائقها التي ربما لأول مره سكن اهلها دار فيها حديقة والماء الصالح للشرب
والثاني الجسر الكبير الحديث الذي ربط جانبي نهر الفرات الذي يخترق المدينة وقضينا ايام وليالي في ضلاله او تحت انواره نقراء ونطالع ونلعب ونلهو بعد ذلك ولا يزال صامد يشير الى الزعيم رغم تعرضه للقصف الأمريكي عام 1991وكان مكتظا بالمشاة و فقدنا في تلك الجريمة غير المبررة اصدقاء اعزاء
والثالث تغليف مصرف الرافدين بالموزاييك الأزرق(بلون الشذر) وكان بقطع صغيره مربعه بابعاد5×5سم وكنا نجمع ما يتساقط من العمال عند التغليف بعد انتهاء عملهم
ونتذكر ذلك اليوم العظيم في1ايار1959حيث انطلقت احتفالات عيد العمال بالمظاهرة الكبيرة وشاركنا فيها كحال الكثير من اقراننا دون وعي سياسي
ونتذكر اليوم المشؤوم 8شباط1963حيث الجريمة التي مزقت العراق ولا تزال اثارها لليوم وشاهدنا كيف خرج الحرس القومي من جحور نتنة ومسكوا وهم قله المنعطفات في مساء ذلك اليوم وكان واضحا في الشارع الذي نسكن حيث كان يقابل دار سكننا من اصبح نائب رئيس الحرس القومي غازي سيف السعدون
وارتبكت الحياة بعد ذلك اليوم المشؤوم الذي نعقت فيه غربان العهر السياسي والجريمة الدولية ورشاشات بور سعيد التي نقلتها الطائرات الأمريكية من مصر الى قاعدة الحبانية لتوزع على اذنابهم في كل مكان ليجري نهر الدم
وعرفنا وسمعنا بالشناعات التي ارتكبها الحرس اللا قومي كما سمي فيما بعد وسمعنا عن المحاكمات الصورية والسريعة والأحكام الجاهزة.
التقيت الزعيم الشهيد عدة مرات بعد استشهاده(في صبيحة يوم9شباط1963في دار الإذاعة في بغداد) واول مره: بعد ما يقارب العشرين عام على استشهاده اي في عام1982اثناء الحرب العراقية الإيرانية حيث كنا في خدمة الاحتياط ومكلفين بمسك قاطع باكرمان في الشمال العراقي الحبيب ( س4 ف3لمش506)(اي السرية الرابعة من الفوج الثالث من لواء المشاة506) لحماية الشركة اليوغسلافية التي تقوم بأنشاء احد اكبر السدود في العراق وهو سد باكرمان(رابع اعلى قمه جبليه في العراق) وتجحفل معنا قاطع جيش شعبي من كربلاء برئاسة صباح السمرمد شقيق امين سر فرع حزب البعث في كربلاء المدعو صلاح السمرمد وقت ذك
الذي قام في احد الأيام بتمشيط سهل باكرمان(مذكور ذلك بالتفصيل في مذكرات جندي احتياط التي نشرناها سابقاً روابطها ادناه)وعندما عادوا قبل الضياء الأخير اخبر السمرمد امر سريتنا استغرابه من طلب اهالي المنطقة ارسال تحياتهم بواسطتنا الى الزعيم عبد الكريم قاسم
والمرة الثانية :عام1984 في يوم3كانون الثاني عام1984 عندما عاد العريف السائق اوديشو**من اهالي كركوك من اجازة اعياد الميلاد ورأس السنه ليخبر امر السرية البطل النقيب سلمان اسماعيل فرحان المياحي بما جرى في النادي الآثوري ليلة راس السنه وبعد اطفاء الأنوار اعلن عريف الحفل تهنئته الجميع وهتف يعيش الزعيم صفق من صفق وهرب من هرب وهو احدهم وعاد الى وحدته خوفاً من ورود اسمه في اي اجراء سيتم
الثالثة: في عام 1986 وبعد معركه في قاطع زرباطيه*** استبسل فيها لواء( الذئب) استشهد شقيق احد منتسبي معمل البان المقدادية**** المدعو محمود من اهالي( قرية ضباب) وبعد عدة ايام تغيب عن العمل الأخ محمود ومعه الأخ رسمي(ابو محمد)مسؤول مخازن المنتجات في المعمل مما اربك عملية التسويق وتجهيز الجيش بالمنتجات
وفي اليوم التالي حضر رسمي ومحمود وبعد التأكد من اتمام الواجب الصباحي وهو عملية التسويق حضر الى مكتبي حيث كنت مدير انتاج وهو رجل كان في الخمسينات من العمر ومحترم جداً وهادي ولن يجلس الا ان تطلب منه ذلك لكن هذه المرة غلق الباب خلفه وجلس وهو متعب نوعما واعتذر عن غياب امس وشرح الأسباب وقال نهضنا فجراً وكانت القرية محاطه(مطوقه)بالجيش الشعبي(الفصيل المسلح لحزب البعث الحاكم وقت ذك) وقوى الأمن وعند الاستفسار من بعض معارفه من بعثيي القرية اخبروه هناك اخباريه(معلومة) تقول ان الزعيم عبد الكريم قاسم في القرية وتبين بعد ذلك ان البعث يبحث عن اشخاص متهمين بحرق الجدارية الكبيرة للطاغية صدام حسين في القرية....وبعد فتره ليست بالقصيرة وبعد بيع المعمل(معمل البان المقدادية) الى القطاع الخاص وتفرقنا سمعنا ان محمود قد اعدم في مكان الجدارية لأنه متهم بحرقها كرد فعل لاستشهاد اخيه لم نتيقن من المعلومة ولكن قضية عبد الكريم قاسم واشاعة وجوده كان مدار حديث وتندر....اتمنى من معاصري تلك الفترة من ابناء قرية ضباب او من منتسبي مصنع البان المقدادية وبالذات العزيز محمد الجبوري من اهالي حمرين***** وكان قد تنسب للمصنع بعد محاولة ضباط من عشيرة الجبور قتل صدام حسين وكان يعمل في جهاز المخابرات العراقية وفي المصنع تم تنسيبه كمسؤول لمخازن المنتجات الذي يستلم الانتاج من الشعب الانتاجية ليسلمه الى التسويق(مسؤول التسويق السيد رسمي)وكذلك العزيز كامل(ابو ديار) من اهالي خانقين وهو من الأخوة الكورد وكان وكيل للسيد رسمي ذكر شيء عن ذلك
الرابعة: في عام1992 في شارع السنكَ وهو سوق يضم محلات التبريد ومحلات بيع مستلزمات الدواجن في بغداد حيث كما اشرنا في موضوعنا المنشور في الحوار(نوح ويوئيل وصالح/2) تعرفنا هناك على العزيز يوئيل.... اخبرنا العزيز ابو لورنس(السيد يوئيل) انه ورد سمعه ان مديرية حوانيت الجيش وبعد تفكيكها بدأت بالبحث في سجلاتها العتيقة لمحاولة استحصال ديونها وجدت ان الزعيم عبد الكريم قاسم مطلوب اقساط ثلاجه كهربائية كان قد اشتراها بالتقسيط ولم يتمكن من تسديها لحصول اقلاب 8شباط الأسود
هذه امور سمعناها من ثقات لكن اسبابها ودوافعها لم نعرفها وقد تكون :
ـ الحالة الأولى هي تعود الناس على اطلاق كلمة الزعيم على الرئيس وربما اعادوها على مسامع امر قاطع الجيش الشعبي وهم لا يتكلمون العربية بشكل جيد لأنهم يعيشون في قرى تعتبر نائيه ومقطوعه عن سيطرة الحكومة ولهم لغتهم القديمة بالإضافة الى اللغة الكردية وهو الذي تعود على سماع الهتافات بحياة القائد وبطل النصر والحرب والسلام واسم القائد وصدام يملا أذنيه لذلك كان سماع كلمة الزعيم غريبه عليه وهي المرتبطة باسم الخالد عبد الكريم قاسم.
اما الثانية فربما تحت تأثير الخمر يقول العقل الباطني لعريف الحفل ما قال ويهتف البعض سواء عن وعي او غير وعي عن قصد او غير قصد وقد يكون البعض صفق للتصفيق فقط.
اما الثالثة فربما لتبرير عملية تطويق ومداهمة القرية واهلها معروفين بحبهم للزعيم عبد الكريم قاسم وهو الذي كان يقيم قريباً من اهالي تلك المناطق وهم الذين احبوه لما لمسوه منه من خلال ما قدم من مشاريع.
اما الرابعة فهي حقيقه تبينت بعد ذلك وتم اطفاء تلك الديون.
الرحمة للزعيم عبد الكريم قاسم ابن الشعب وهو الذي كان يردد(أنني منكم واليكم في كل خطاب يلقيه) ولرفاق الزعيم وكل من استشهد في ذلك الصباح الأسود وما بعده من ابناء الشعب وفي مقدمتهم رفاق واصدقاء الزعيم ومنتسبي ومؤيدي وانصار الحزب الشيوعي العراقي
والموت والخزي والعار للمتآمرين من عملاء المخابرات المركزية الأمريكية التي اعترفت بتخطيطها ودعمها للمتآمرين واذناب أل سعود وأل صباح والملك الأردني الذي كان يبحث عن قتلت ابناء عمومته وهو يعرف ان من قام بذلك وحرض عليه هم آل سعود الذين خانوا اجداده الأوائل وحرفوا اهداف وقيم محمد... واتباع جمال عبد الناصر الذي اعتبر تحرير فلسطين يمر من بغداد وجند كل الخبث القومي لقتل ثورة الشعب ليتم بعد ذلك سحق الجيش المصري في سيناء بعد اربعة سنين وعدة اشهر ليحطم العرب والقضية الفلسطينية ويدمر مصر.
*حي الاسكان: يعتبر الزعيم عبد الكريم قاسم ربما اكثر رئيس وزراء قام بأنشاء المساكن الحديثة والصحية واللائقة للسكن للفقراء في العالم في فترة اقل من اربعة سنوات وتم توزيعها مجاناً وفي كل محافظات العراق دون تمييز(عشرات ألاف الوحدات السكنية)
**أود يشو: شاب مسيحي من مدينة كركوك من مواليد1955 وكان عريف احتياط/سائق وهو رشيق جداً وصاحب شوارب(كما نسميها في العراق في ذلك الوقت تندراً8شباط) وغير صحيح النطق حيث كان(يخن)بشكل واضح وقد اخبر أمر السرية النقيب البطل سلمان اسماعيل فرحان بذلك طالباً حمايته في حالة ورود استفسار عنه وأمرني السيد النقيب بتغيير سجل الاجازات لمدة سنه كامله بحيث عند التدقيق يظهر ان اوديشو لم يكن مجاز في تلك الفترة...الكثير عن مآثر هذا النقيب البطل وردت فيما نشرناه تحت عنوان(مذكرات جندي احتياط)ادناه الروابط
***زرباطيه مدينه حدودية مع ايران وشهدت معارك شرسة وهي في القاطع الأوسط قرب مدينة بدره ودارت فيها معارك شديده للسيطرة على تلك المنطقة لأهميتها واعنف تلك المعارك هي معركة شرق زرباطيه في تموز1983
****المقدادية/قضاء تابع لمحافظة ديالى وكان فيها معمل لمنتوجات الألبان يعتبر من احدث المعامل في وقتها وكان يجهز قطعات الجيش في القاطع الأوسط والشمالي رغم وجود معمل البان اربيل محدود الطاقة الإنتاجية
*****حمرين /سلسلة تلال هي اليوم الحدود التي يطالب بها اقليم كردستان اقامت فيها الحكومة العراقية السابقة سد ضخم وبحيره خلابة كانت تسكنها عشيرة الجبور المحترمة

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224856
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224704

#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات