أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - حكومتنا وصناعة الإحباط














المزيد.....

حكومتنا وصناعة الإحباط


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 13:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهضَ " س " عند الفجر ، كعادتهِ لأداء الصلاة ، وكان المُكّيِف يطلق هواءاً بارداً مُنعِشاً ، فإبتسمَ راضياً عن هذهِ النعمة ، وهذه النسمات العليلة في عِز حّر تموز .. وقبلَ ان يسترسلَ في أفكاره .. إنطفأتْ الكهرباء ! .. في طريقهِ الى الدوام صباحاً ، إستبشرَ خيراً وهو يرى من بعيد ، ان الطريق سالكة ، ويكاد الشارع ان يكون فارغاً من السيارات ، بعكس الايام السابقة ، حيث كانتْ الاختناقات المُزعجة .. غيرَ انه تفاجأ لدى إقترابه من الساحة ، بوجود سيطرة كبيرة تُفتش السيارات ، وكان هنالك الكثير منها تنتظر دورها ، قبله ، ولا يستطيع الاستدارة والرجوع ، فإسقط في يده ، ووقع في مَطب التأخير والحَر ! . حاولَ ان يُبعِدَ المشاعر المُحبِطة من خيالهِ .. فهو اليوم من المفروض وحسب كُل التوقعات ، سوف يترشح رسمياً لمنصبٍ أعلى في مؤسستهِ .. ذلك المنصب الذي طالما حلم به ، وليس هو فقط ، بل ان الجميع يقولون انه يستحقهُ بجدارة ومنذ زمن طويل .. على كُل حال ، وصل الى الدائرة ، وقبل الظُهر جاء زميله من الغرفة المُجاورة ، قائلاً : ألا تأتي لنُبارك لفلان الفلاني ، على منصبه الجديد ! .." علماً ان الفلاني معروفٌ بإنتهازيتهِ وتملقه للمسؤولين وماضيه الغير مُشّرِف " . إسترجعَ " س " بعضاً من معنوياته ورباطة جأشه ، قبلَ ان يعود الى بيته ، حيث الراحة والدفأ العائلي والخلاص من الضغوطات .. وقّررَ ان يأخذ دشاً أول ما يصل ، ثم يستمتع بقيلولةٍ طويلة .. في هذه الأثناء سمع دَوي إنفجارٍ قريب ، وبعد دقائق شاهدَ حركةً غير عادية في الشارع المؤدي الى بيته .. ولما إقتربَ ، إكتشفَ ان الانفجار إستهدف مركز الشرطة القريب من منزله ، وان الكثير من الأضرار ، لحقتْ بدارهِ والدور المُجاورة !...
هذا نموذج واقعي ، لعراقي ... ما أن يحاول ان يقترب من تخوم راحةٍ بسيطة ، او حدود فرحٍ مُفتَرَض .. حتى تنهال عليه المصائب والويلات والمُحبِطات !
وحالة المواطن " س " ، هي إنعكاسٌ لحالة السُلطة ، بِكُل ما تحمله من متناقظات وسلبيات ، فأعلى مسؤول في الحكومة ، ألا وهو رئيس الوزراء ، يُشّنِفُ أسماعنا ب " الديمقراطية " وحرية المواطن في إبداء رأيه بِطُرقٍ سلمية .. وفي نفس اللحظة ، تقوم عناصر أمنهِ بضرب وإعتقال المتظاهرين وتعذيبهم .. يقول ، بأنه مع الشراكة الوطنية وعدم تهميش أحد .. في حين يستميت في تركيز كُل السلطات بيده وحده .. يّدعي ان حكومته مع فرض القانون وتطبيقه على الجميع بدون تفرِقة .. والواقع عكس ذلك تماماً ، فالحكومة والأحزاب الحاكمة المُتنفذة ، هي التي ترعى وتحمي الفاسدين من المسائلة والحساب ، وتتفنن في إبعاد قبضة العدالة ، عن السُراق والناهبين وحتى القَتَلة والمُجرمين !... هذه الحكومة بمواصفاتها الحالية ، وتقسيماتها الطائفية والمذهبية ، ومحاصصاتها الحزبية الضيقة ، بتغاضيها المُتعمد عن هَدر مئات مليارات الدولارات خلال السنوات الماضية ، والتعمُد في خلق دهاليز مُعقدة غامضة ، لعدم الكشف عن الجُناة والمسؤولين عن السرقات التي تفوق الخيال " الذين هُم نفسهم من الطبقة الحاكمة وأذنابها " ... وبإستسهال الدم العراقي المُهدَر ، وعدم الجدية في محاسبة ومُعاقبة المجرمين والمتواطئين معهم ، بل وحتى التغاضي المُتكرر عن عمليات الهروب المشبوهة ، للمحكومين بالإعدام ... هذه الحكومة القائمة على المحسوبية وتكريس الفساد بأنواعه ، وقيام المُشاركين الرئيسيين في الحكومة ، بالتعتيم المُتبادل ، على سرقات وفساد وجرائم ، بعضهم البعض .. وكأنها ليست حكومة مُنتَخبة .. بل أفراد عصابة ، يتواطئون على تقسيم الغنائم ، ويختلفون أحياناً على الحُصَص !!.
هذه الحكومة والحكومات التي سبقتْها ، هي المسؤولة عن الوضع المُزري ، الذي يعيش فيه المواطن العراقي " س " .. وعجزهِ حتى عن الإستمتاع بلحظات فرحٍ هاربة .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يومٌ إيراني مشؤوم في العراق
- - عصا - عُمر البشير
- الفساد و - الأثر الرجعي -
- المصريون و - الإستكراد - !
- الصحفيون العراقيون .. وكِلاب التفتيش
- المُعّلِمون .. أمس واليوم
- المُؤمنُ يُلدَغ من جُحرٍ عشر مرات
- النُخَب المُهّمَشة
- - شالومكي - هو الذي يضرُبنا
- الحكومة ونقود الملا - سين -
- قائدنا .. زعيمنا المُفّدى
- العبرة ليستْ بِطول الخدمة
- انتخابات مجالس محافظات اقليم كردستان
- الطالباني والقفز من فوق المخّدة !
- من ستوكهولم الى أربيل
- الزَوجات الأربعة
- الحكومة .. وترقيم النكات !
- قوى أمنية ومُمارسات قمعية
- ألسفارة .. رمز السيادة المُنتهَكة
- بماذا تُفّكِر في هذهِ اللحظة ؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - حكومتنا وصناعة الإحباط