وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 11:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في موضوعي المعنون ( الرسول بولس , الرجل الذي أحدث القطيعة مع اليهودية ) , تداخل معي السيد فؤاد النمري طارحا مجموعة نقاط :
1- ( مرة قال بولص أن من معه سمعوا الصوت و لم يروا شيئا و مرة ثانية رأوا النور و لم يسمعوا .
2- لماذا خرج في علية حنانيا و سافر رأسا إلى البتراء و بقي فيها بضع سنين يتجسس لحساب روما دون أن يبشر بأي دين . هل هكذا يتصرف مرسل من قبل المسيح مباشرة ؟
3- لدى ظهوره في سوريا بعد سنتين يبشر بدين جديد استدعاه الرسل في القدس و سألوه عن الدين المختلف الذي يبشر به و لا علاقة له بالمسيحية .
4- لماذا رفض بولص أن يحاكمه احد غير القيصر و هو يعلم إن القيصر نيرون كاره للمسيحية .
و يختمها بالعبارة التالية بولص أبو المسيحية الحالية عمل كجاسوس لروما و هو ضد يسوع المسيح . بناء عليه المسيحيون الحاليون جميعهم هم فعلا ضد مسيحية يسوع . انتهى كلام النمري . الملاحظ من النقاط التي أثارها السيد النمري انه لم يقرا الأناجيل الأربعة و لا سفر إعمال الرسل و لا رسائل بولس . ولم يمارس الدراسة النقدية عليها . أولا كتب النمري كلمة بولس بطريقة خاطئة ( بولص ) و المسيحيون يكتبونها بالسين راجع كل ترجمات العهد الجديد من الكتاب المقدس ستجد أن كلمة بولس تكتب بالسين وليس بالصاد .
ثانيا لم يتعرف السيد النمري على أساليب الحوار و النقاش لدى الرسول بولس و أسلوب الإنجيل فالإنجيل جنس أدبي خاص يتضمن الأمثال التي نطق بها يسوع ليصل بالسامع إلى هدف لاهوتي أو مقصد معين و في الإنجيل و الرسائل هناك الرمز وهناك المعجزة و هناك القصة و الحكاية و هناك المدراش اليهودي . و هناك أناجيل الطفولة , كل أحداث طفولة يسوع لا تخضع لتاريخ و جغرافية بل هي مدراش يهودي أي قصة دينية يهودية تهدف إلى معنى لاهوتي و هي قائمة على الأسطورة . كما هناك أسلوب التضمين الأدبي في الإنجيل و لا مجال لشرحه هنا . و هناك مبدأ القياس الارسطوطاليسي الذي يستخدمه بولس في رسائله و نجده في الأناجيل أيضا . هذه بعض من الأساليب الأدبية في الأناجيل و الرسائل .
ثالثا يبدو من النقاط التي أثارها السيد النمري انه استند إلى مجموعة مصادر يتضمنها كتاب ( مسيحية بولس و قسطنطين ) تأليف (" ابن قرناس ) و يبدو اسم المؤلف مشفر . من منشورات الجمل , بغداد – بيروت 2009 الطبعة الأولى . للوقوف على الدقة العلمية و الحقيقة الموضوعية و الحيادية التي ينتهجها مؤلف هذا الكتاب نذهب للصفحة الأولى قبل المدخل , سنجد فيها آية 73 في سورة المائدة ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة و ما امن اله إلا اله واحد ) و الكتاب يعرف من عنوانه كما يقال لذا لا داعي للدخول في متنه فالكاتب منذ اللحظة الأولى يعلن تحيزه و عدم موضوعيته و عدائه للرسول بولس . عودة إلى النقطة الأولى التي أثارها السيد النمري إن جماعة بولس سمعوا الصوت و لم يروا شيئا و هذا ورد في أعمال الرسل إصحاح 9 عدد/ 7 ( و أما رفاق شاول فوقعوا حائرين يسمعون الصوت و لا يشاهدون أحدا ) . و الإنجيل و الرسائل هي إنجيل أيضا و لكن بأسلوب أدبي مختلف تتضمن أهدافا لاهوتية يصل إليها الكاتب . في هذا النص يبين لوقا كاتب كتاب أعمال الرسل إن جماعة بولس سمعوا صوتا و لم يروا شيئا . أي سمعوا صوت الإنجيل حيث وصل إليهم الإنجيل و لكنهم رفضوه و لم يقبلوه و المسيح حسب النصوص في الإنجيل هو نور العالم لذا رفض اليهود النور و أصبحوا عميانا روحيا : ( مهما سمعتم لا تفهمون . و مهما نظرتم لا تبصرون ... ) متى 13 / 14 و هي من نبؤه اشعياء النبي . و المقصود باليهود هنا ليس اليهود المرافقين لبولس بل كل شعب إسرائيل . لمعرفة مصير شعب إسرائيل اقرأ رسالة بولس إلى روما الإصحاحات 9 و 10 و 11 من الرسالة . أما المرة الثانية يقول النص إنهم رأوا النور و لم يسمعوا الصوت . و هذا النص ورد في أعمال الرسل إصحاح 22 العدد / 9 ( و كان الذين معي يرون النور و لا يسمعون صوت من يخاطبني ) . في هذا النص الكلام موجه لجماعة أخرى غير الأولى إن من اعتقل بولس هنا قائد الحامية الرومانية و هم وثنيون و يريد لوقا أن يقول هنا إن الناس رأوا المسيح أي النور و لكنهم لم يسمعوا صوته أي لم يسمعوا صوت الإنجيل و لم يصل التبشير بالمسيح إليهم و هذه كانت مهمة بولس التبشير بين الوثنيين . و هذا الكلام يتطابق مع قول النبي اشعياء كما ورد في رسالة بولس إلى روما 10 / 20 ( أما اشعيا فيقول بجرأة : (( وجدني من كانوا لا يبحثون عني , و ظهرت لمن كانوا لا يطلبوني ) .
أما في الإصحاح السادس والعشرون من أعمال الرسل فيعرض لوقا القصة بشكل مختلف ليصل إلى مقصده النهائي . إن لوقا أراد أن يعلن من خلال كتابه أعمال الرسل أن بولس هو رسول للمسيح يتمتع بكل صفات الرسولية وأهمها أن يكون شاهدا على موت و قيامة المسيح و هذه تحققت لبولس في الطريق على دمشق . ( قم و قف على قدميك لاني ظهرت لك لأجعل منك خادما لي و شاهدا على هذه الرؤيا التي رأيتني فيها , و على غيرها من الرؤى التي سأظهر فيها لك . سأنقذك من شعب إسرائيل و من سائر الشعوب التي سأرسلك إليهم لتفتح عيونهم فيرجعوا من الظلام إلى النور , و من سلطان الشيطان إلى الله , فينالوا بإيمانهم بي غفران خطاياهم و ميراثا مع القديسين ) . أعمال الرسل إصحاح 26 / الأعداد ( 16 – 18 ) وبالتالي الإنجيل هو كتاب لاهوت و ليس سردية تاريخية أو سيرة ذاتية . نعود للنقطة الثانية من تعليق السيد النمري ( لماذا خرج من علية حنانيا و سافر رأسا إلى البتراء و بقي فيها بضع سنين يتجسس لحساب روما دون أن يبشر بأي دين ؟ للإجابة نقرا رسالة الرسول بولس إلى كنيسة غلاطية الإصحاح الأول الأعداد من 16 إلى 23 ( و عندما شاء أن يعلن ابنه في لأبشر بين الأمم , ما استشرت بشرا و لا صعدت إلى أورشليم لأرى الذين كانوا رسلا قبلي , بل ذهبت على الفور إلى بلاد العرب و منها عدت إلى دمشق و بعد ثلاث سنوات صعدت إلى أورشليم لأرى بطرس , فأقمت عنده خمسة عشر يوما , و ما رأيت غيره من الرسل سوى يعقوب أخي الرب . و يشهد الله أني لا اكذب في هذا الذي اكتب به إليكم . ثم سافرت إلى بلاد سورية و كيليكية , و ما كنت معروف الوجه عند كنائس المسيح في اليهودية . و إنما سمعوا إن (( الذي كان يضطهدنا هو الآن يبشر بالإيمان الذي كان يريد أن يدمره )) . فمجدوا الله من اجلي ) . انتهى النص . نعود لتعليق السيد النمري : لماذا خرج بولس من علية حنانيا و سافر رأسا إلى البتراء و بقي فيها بضع سنين يتجسس لحساب روما ... ؟ أولا لا يقول بولس في رسائله و لا لوقا في أعمال الرسل أن بولس ذهب إلى البتراء و هذا اجتهاد شخصي من النمري أو من المصادر التي استند إليها , بل يقول بولس ذهبت إلى بلاد العرب . فمن أين جاء السيد النمري بالبتراء ؟ النقطة الأخرى ما علاقة بولس بحنانيا ؟ من المعلوم إن المعمودية كما كانت أيام بولس لا تعني في جوهرها التغطيس في الماء . التغطيس هو علاقة إشهار للناس و شهادة على أن هذا المؤمن أصبح من أتباع المسيح . المعمودية هي ولادة ثانية بالإيمان بالمسيح بعهد النعمة . قال يسوع لنيقوديموس ( الحق الحق أقول لك : ما من احد يمكنه أن يرى ملكوت الله إلا إذا ولد ثانية ) يوحنا 3 / 3 و المعمودية هي اتحاد مع المسيح نقرا في رسالة الرسول بولس إلى كنيسة غلاطية إصحاح 3 أعداد 26 و 27 : ( انتم كلكم أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع , لأنكم تعمدتم جميعا في المسبح فلبستم المسيح ) حيث عبارة
( لبستم المسيح ) تشير إلى الاتحاد بالمسيح . و المعمودية هي نزع الإنسان المادي العتيق إنسان شريعة موسى و لبس الإنسان الروحي الجديد . ( و إذا كان احد في المسيح , فهو خليقة جديدة : زال القديم و ها هو الجديد . ) رسالة بولس الثانية إلى كنيسة كورنثوس 5 / 17 . و المعمودية هي مسحة روحية ثابتة ( أما انتم , فالمسحة التي نلتموها منه ثابتة فيكم ) رسالة يوحنا الأولى 2 / 27 .
يقول يسوع لتلامذته بعد القيامة في متى 28 / 19 : ( فاذهبوا و تلمذوا جميع الأمم , و عمدوهم باسم الأب و الابن و الروح القدس ) فالمعمودية ولادة ثانية بالمسيح لا تتم دون تهيئة و تعليم حسب النص ( فاذهبوا و تلمذوا ... ) و التلمذة تعني أن يكون بولس تلميذا في مدرسة المسيح يستلهم الإنجيل و تقاليد الكنيسة فحنانيا إذن يمثل كنيسة محلية قام بتعميد بولس بعد درسه و تلمذته و زوده بإنجيل المسيح و هذا يستغرق وقتا و ليس في يوم و ليلة و هذا ما يؤكده بولس في رسائله في أكثر من نص نقرا في الرسالة الأولى إلى كنيسة كورنثوس الإصحاح 15 الأعداد من ( 3 – 8 ) : ( سلمت إليكم قبل كل شيء ما تلقيته , و هو إن المسيح مات من اجل خطايانا كما جاء في الكتب .... ) حيث تشير عبارة ( سلمتم إليكم قبل كل شيء ما تلقيته ) انه سلم الإنجيل الذي تلقاه من الكنيسة الأولى إلى كنيسة كورنثوس سواء كان الإنجيل شفاهيا أو مكتوبا . يكتب بولس في رسالته الأولى إلى كنيسة كورنثوس 7 / 10 ( أما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها ) هذا النص يبين أن بولس اخذ التعليم من الكنيسة الأولى و ليس من يسوع مباشرة كما يتبادر إلى الذهن . إذن علاقة بولس بحنانيا علاقة التلميذ بالأستاذ . اخذ بولس من حنانيا و هو يمثل كنيسة المسيح في دمشق الإنجيل و تتلمذ على يدي حنانيا و هذا يستغرق فترة طويلة بعض الشيء . أما فترة الثلاث سنوات التي قضاها بولس في المنطقة العربية , فمعلوم إن طوائف ديانات الإسرار و منهم الاسينيون لهم فترة اختبار يقضيها الشخص قبل أن يحصل على العضوية الكاملة في الجماعة و هي ثلاث سنوات ابحث على النت عن الاسينيين ستجد هذه السنوات الثلاث . راجع كتاب عبقرية المسيح للعقاد , راجع كتاب مخطوطات البحر الميت لأسامة العيسة عن دار قدمس ممكن تدخل بالنت على قدمس و تحمل الكتاب مقابل ثمن . إلى فترة قريبة كان المسيحي يخضع لاختبار لمدة سنة قبل أن يصبح كامل الأهلية في الكنيسة . فالثلاث سنوات هي فترة اختبار و ستجد بولس في رسائله يستخدم كلمة ( سر ) بصورة متكررة إشارة إلى هذه المعتقدات و الطقوس السرانية و الباطنية نقرا على سبيل المثال في رسالته إلى روما 11 / 25 ( فانا لا أريد , أيها الإخوة , أن تجهلوا هذا السر ... ) و يكتب بولس إلى افسس 5 / 32 ( هذا السر عظيم , و اعني به سر المسيح و الكنيسة ) و يكتب بولس في رسالته الأولى إلى كنيسة كورنثوس 15 / 51 ( اسمعوا هذا السر : لا نموت كلنا , بل نتغير كلنا ... ) فأين جاء السيد النمري بنظرية المؤامرة و التجسس ؟ النقطة الأخرى التي أثارها السيد النمري قوله : ( لدى ظهوره في سوريا بعد سنين يبشر بدين جديد استدعاه الرسل في القدس و سألوه عن الدين المختلف الذي يبشر به و لا علاقة له بالمسيحية ) . لا يبين السيد النمري من أين استل هذا النص ؟ فالمعلومات التي يكتبها بولس عن نفسه في رسائله هي معلومات تاريخية و اضبط مما كتبه لوقا في أعمال الرسل . في غلاطية ( 1 / 21 – 24 ) : ( ثم سافرت إلى بلاد سورية و كيليكية و ما كنت معروف الوجه عند كنائس المسيح في اليهودية , و إنما سمعوا أن الذي كان يضطهدنا هو الآن يبشر بالإيمان الذي كان يريد أن يدمره . فمجدوا الله من اجلي ) . و هذا النص ليس فيه شيء غير عادي . في غلاطية 2 / 9 ( و لما عرف يعقوب و بطرس و يوحنا , و هم بمكانة عمداء الكنيسة , ما وهبني الله من نعمة , مدوا إلي و إلى برنابا يمين الاتفاق على أن نتوجه نحن إلى غير اليهود و هم إلى اليهود ) . و في أعمال الرسل ( 9 / 26 – 30 ) : ( و لما وصل شاول إلى أورشليم حاول أن ينضم إلى التلاميذ فكانوا كلهم يخافون منه ولا يصدقون انه تلميذ . فجاء به برنابا إلى الرسل و روى لهم كيف أن شاول رأى الرب في الطريق و كلمه الرب , و كيف بشر بشجاعة باسم يسوع في دمشق . فاخذ يروح و يجيء مع التلاميذ في أورشليم يبشر بشجاعة باسم الرب و كان يخاطب اليهود المتكلمين باللغة اليونانية و يجادلهم , فحاولوا أن يقتلوه . فلما عرف الإخوة بالأمر , انزلوه إلى قيصرية و أرسلوه إلى طرسوس ) . و بالتالي اعتيادي أن يخاف التلاميذ منه قبل أن يتحققوا عنه و كان الرابط بينه و بينهم برنابا . فما المشكلة في ذلك ؟
يثير السيد النمري نقطة أخرى ( لماذا رفض بولص أن يحاكمه احد غير القيصر و هو يعلم إن القيصر كان نيرون كاره المسيحية ) . الجواب إن بولس حوكم عدة مرات و لكنه أراد إعلان الإنجيل في قلب الإمبراطورية الرومانية في روما و بما انه حامل الجنسية الرومانية فكان له الحق في ذلك . أما نيرون فلم يكن في بداية حكمه كارها المسيحية بل اجل تطبيق مرسوم كلوديوس القيصر السابق بترحيل اليهود عن روما و بذلك كان الجو مهيئا أمام بولس للتبشير في روما أما نيرون ففي سنين حكمه الأخيرة انقلب ضد المسيحيين . راجع ( أعمال 18 / 1 و 2 ) .
في الإصحاح 16 من أعمال الرسل يسجن الرسول بولس وسيلا في سجن فيلبي و السجن يقع في مقاطعة مكدونيا حيث كان السجان و عائلته من الوثنيين ( امن بالرب يسوع تخلص أنت و أهل بيتك ) و في الصباح عند علم المسئولين عن السجن أن بولس يحمل الرعوية و الجنسية الرومانية طلبا من الحراس إطلاق سراحه لأنه لا يجوز جلد و سجن المواطن حامل الجنسية الرومانية : قال بولس في أعمال الرسل ( 16 / 37 – 39 ) : ( جلدونا علانية من غير محاكمة , نحن المواطنين الرومانيين , و القونا في السجن , و هم الآن يريدون أن يخرجونا سرا . كلا , بل يجيء الحكام بأنفسهم و يخرجونا ) . و كما نقرا في أعمال الرسل إصحاح 18 / الأعداد 12 و ما بعدها حيث سجن اليهود في مدينة كورنثوس بولس حيث ساقوه إلى حاكم المدينة غاليون و لما وجد أن الخلاف بينهم و بين بولس يدور حول الألفاظ والشريعة أطلق سراح بولس . و قد اعتقل اليهود بولس في أورشليم حسبما جاء في أعمال الرسل إصحاح 21 / الأعداد 30 فما فوق و قدموه لقائد الحامية الروماني الوثني فقال له بولس ( أيحق لكم أن تجلدوا مواطنا رومانيا من غير أن تحاكموه ؟ ) أعمال 22 / 25 فرد القائد الروماني على بولس قائلا : ( أنا دفعت مالا كثيرا حتى حصلت على هذه الجنسية .فقال بولس : أما أنا فمولود فيها ) . و قد تم تسليم بولس إلى حاكم قيصرية فستوس و قد طلب بولس من الحاكم فستوس أن يعرض قضيته على القيصر . نقرا في أعمال الرسل ( 25 / 10 و 11 ) : ( فأجاب بولس : أنا لدي محكمة القيصر و لدى محكمة القيصر يجب أن أحاكم . أنت تعلم حق المعرفة إني ما أساءت إلى اليهود بشيء . فإذا ثبت إني أذنبت , أو ارتكبت ما استوجب به الموت , فانا لا أتهرب من الموت . أما إذا كان ما يتهموني به باطلا , فلا يجوز لأحد أن يسلمني إليهم .و إلى القيصر ارفع دعواي ) . و بما إن بولس حامل الجنسية الرومانية فيحق له رفع القضية إلى قيصر و لم يكن نيرون قد بدا باضطهاد المسيحيين كما بحثنا سابقا فكان الجو مهيئا لعمل بولس في التبشير بالمسيح . و هكذا نرى أن بولس دخل السجن عدة مرات و كتب رسائله الأخيرة من السجن . للبحث في تفاصيل أكثر راجع كتاب ( أعمال الرسل ) تأليف مجموعة من الباحثين , نقله إلى العربية الأب بولس الفغالي , طبعة ثالثة بيروت صادر عن سلسلة دراسات في الكتاب المقدس . راجع كذلك التفسير التطبيقي للكتاب المقدس .
الخاتمة : في ردنا على السيد النمري رأينا انه لم يقرا رسائل بولس و لا الأناجيل ولم يمارس الدراسة النقدية عليها بل استند إلى كتاب متحيز و مدفوع الثمن من الصفحة الأولى . فإذا كان السيد النمري لا علم له ببولس و يسوع فكيف يكون للسيد شامل عبد العزيز معرفة ببولس ؟ و هو أي السيد شامل ينقل عن كتاب فؤاد النمري ( الرسالات السماوية ) و من أين جاءوا بنظرية المؤامرة و الجاسوسية ؟ و أين هو المنهج الجدلي في البحث ؟ بعد الانتهاء من الرد على السيد النمري , سنعود إلى السيد شامل عبد العزيز للرد عليه و العود احمد . و لا اعرف هل العلمانية و الشيوعية تبيح الإساءة لمقدسات الناس هذا ما أحاول معرفته .وهل العلمانية تعني شتم المقدسات والتشهير بالمسيح باتهامه بشرب الكحول والمسكرات في الجزء القادم رد على كتاب ابن قرناس واتهامات السيد شامل عبد العزيز .
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟