أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - ريم ابو الفضل - لقرحهم أشد من قرحكم














المزيد.....

لقرحهم أشد من قرحكم


ريم ابو الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 3426 - 2011 / 7 / 14 - 19:43
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


ما من وجع أكثر من وجع الفؤاد

ما من ألم أشد من ألم الفراق

ما من فقد أقسى من فقد العزيز

إن الحزن عندما تفقد عزيزا لفالق كبدك .. ويكون أشد عندما يكون هذا العزيز هو ولدك

و مرارة الفقد لا يزيلها الشهد، غصة فى الحلق تدوم، وثقل على كاهل مهموم

إن مصاب أهالى الشهداء لهو قرح لن يندمل إلا بقصاص يطببه ، وقاض عادل يعالجه

ف الحياة التى يهبها القصاص هى الماء الذى يخمد ألسنة نيران تأكل فى قلب كل مكلوم، وتلهب صدر كل مظلوم

الحياة التى تعنى الاستقرار والأمن الذى به تعلو هتافات من لم يفقد، ولم يشعر بلوعة الفراق

الحياة التى تعيد للمُثخن روحه ،وتوقف للجرح قيحه

تستوقفنى الروعة والجمال فى قوله تعالى ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ،وترجون من الله مالاترجون)

فالحياة التى قدمها الشهيد راضياً بل ساعياً ، هى نفس الحياة التى يحرص عليها الجانى.. ويصير فى ألم الرعب والفزع من فقدها

والاختلاف هو قيمة البضاعة النفيسة التى يقدمها الأول، وينقذ بها ملايين آخرين... ويحرص الآخر عليها رغم وضاعتها، فيقتل الملايين ليحافظ عليها

إن أهل كل شهيد وجريح لا ينبغى أن يتركوا النار تأكل قلبهم ، وهو أمر رغما عنهم، و ليعلموا أن النار التى تلسعهم لهى تقض مضجع الجانى، وتؤرق مجلسه، وتفزع ممشاه

ف الأمن الذى جعل سيدنا عمر بن الخطاب ينام تحت شجرة هو الأمن الذى حرم منه الضابط القاتل ... وقد لا ينعم به حتى بين حرسه وسلاحه

ف الجانى الذى لا ينام الا وسلاحه تحت وسادته.. لهو فى قرح أشد من قرح المجنى عليه
و الظالم الذى قد يتخلص من حياته عندما يلفظه كرسيه… لهو فى مرض أشد إيلاما من جرح المصاب
و القاتل الذى يحمل سلاحا ليقتل به أبناء وطنه قد يصوب هذا السلاح لرأسه عندما يُسلب منه ، أو يقضى بقية حياته مكتئباً فى عزلة عن الناس

وأقول لكل من فقد شهيداً أو صار جريحاً
لا تفزع ولا تجزع

ألم يقل وقوله الحق (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله)

إن الضابط القاتل الذى يخفى هويته واسمه ويعيش فى ثكنة لهو فى مصاب وألم ،فيعانى فقده الأمن والأمان،و يسكن فيه الفزع من الانتقام، ويعيش فى كهف الخوف حتى ولو كان بقصر مشيد

يتعاطف الناس مع المجنى عليه مما يخفف من مصابه، ويصبوا جام غضبهم على الجانى مما يزيد من مشاعر الكراهية والحقد تجاههم؛ فيقع صريعا بين الندم والرغبة فى الانتقام ممن يوجهون له اللوم وبين ساديته

إنه عذاب قد يفوق عذاب أهالى الشهداء

البون شاسع بين قرح الجانى، والمجنى عليهم، أوبين القاتل والضحية

ولكن هذا يتحمله نيلا للأجر و الثواب... وذاك لا يطيقه فيتضاعف عليه الألم، ويتقيح القرح

فهذا يحرص على التمكين ليفسد فى الأرض وليس لديه دافعا لتحمل الألم ، وذاك يبتغى النصر فى الدنيا والجنة فى الآخرة، فلا يحرص على حياته ؛ فيقدمها راضيا، أو يتحمل إصابته لأن الدافع يستحق


لا أقلل من حجم المعاناة على الإطلاق، وأعلم إنها نار لن يخمدها إلا القصاص، ولكن عدل رب هذا الكون جل وعلا شأنه


فإلى أهل كل شهيد، وكل مصاب

طببوا جرحكم..
وضمدوا قرحكم..
وكفكفوا دمعكم
فإن مصابهم لهو أشد من مصابكم
فإن كنتم تألمون فإنهم مثلكم
ومن يدرى عظم أجركم
إن نزف جرحكم ..
فغدا ستُشفى قلوبكم
من يشفى غير ربكم
فله ارفعوا أكفكم
يقتص لشهدائكم
ولعنته على عدوكم
ف بين يديه لقاؤكم

طاب مناكم
ولا نامت أعين الجبناء


ريم أبو الفضل
[email protected]



#ريم_ابو_الفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة الشتاء والصيف
- بين معجزة نوح وأسطورة تياتنك ( فى ذكرى شهداء أسطول الحرية)
- الخالدون مائة...والعظيم واحد
- لا تنقضوا غزلكم
- خواطر طفل معاق(3)
- خواطر طفل معاق(2)
- خواطر طفل معاق (1)
- لقطاء ...وليسوا -ولاد عم-
- ومن حكومة النهب .. لثقافة النصب
- أيتها الأعواد..لاتتفرقى آحادا
- من أجلك أنت
- أدعياء..وليسوا زعماء
- كابوس الواقع أم واقع الكابوس
- أنات وبسمات فى جنبات الثورة
- وجهان
- ليست شبحاً ..ولا قدحاً


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - ريم ابو الفضل - لقرحهم أشد من قرحكم